مسؤول المخابرات السوداني يزور ليبيا ويعلن تعهد طرابلس بطرد خليل

مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: طرده ليس هو الحل وليس لنا أن نفرض وصايتنا على أحد

TT

كشفت الخرطوم أمس عن زيارة خاطفة لمسؤول الأمن والمخابرات السوداني إلى طرابلس أخذ خلالها تعهدا من السلطات الليبية بطرد زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم. ومن جهتها نفت حركة العدل والمساواة بشدة قيام الجماهيرية الليبية بطرد رئيسها دكتور خليل إبراهيم من أراضيها، في رد على ما قالته الحكومة السودانية من أن طرابلس شرعت في طرد إبراهيم من طرابلس الذي تستضيفه منذ أكثر من شهر بعد أن رفضت أنجمينا منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها للعبور إلى قواته في دارفور.

وقال جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن رئيسه الفريق محمد عطا قام بزيارة خاطفة إلى طرابلس لبحث موضوع زعيم العدل والمساواة خليل إبراهيم، الذي يشكل وجوده أزمة بين السودان وليبيا، بعد أن أعلن اعتزامه شن هجمات على الحكومة. ووزعت الخرطوم طلبات لدول الجوار تناشدها بعدم استضافة خليل إبراهيم بعد أن رفضت السلطات التشادية عبور أراضيها لمناطق سيطرته بدارفور. وأكد عطا أن السلطات الليبية منعت زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم الموجود حاليا بطرابلس من ممارسة أي نشاط إعلامي ضد السودان، وطلبت منه مغادرة الأراضي الليبية. وأشار في تصريحات للمركز الصحافي السوداني الموالي للحكومة إلى أن السلطات السودانية تتابع توجيهات العقيد الليبي معمر القذافي بعد اتصال هاتفي مع الرئيس السوداني عمر البشير قبل يومين بإبعاد خليل إبراهيم عن الأراضي الليبية والحد من نشاطه الإعلامي ضد الدولة السودانية والسلام والاستقرار بإقليم دارفور.

وقال رئيس المخابرات السودانية إن الزعيم الليبي أكد للرئيس البشير أن ليبيا لن تكون مصدرا لانطلاق أي أعمال عدائية ضد السودان، وأنها حريصة على أواصر العلاقة بين البلدين.

إلى ذلك، قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس: «نعتقد أن طرده ليس هو الحل، يجب التركيز في الوقت الراهن على حقيقة الأزمة الخاصة بعملية السلام في إقليم دارفور». ونفى المسؤول الليبي أن تكون طرابلس قد طلبت من خليل الذي يقيم بها منذ طرده من تشاد في التاسع عشر من الشهر الماضي، أن يتوقف عن الإدلاء بأي تصريحات صحافية تثير غضب الرئيس السوداني عمر البشير.

وأضاف: «لم نطلب منه شيئا، نعتقد أننا لسنا بصدد فرض وصاية على أحد، نتفهم غضب السودان الرسمي، لكن خليل يبقى في نهاية المطاف مواطنا سودانيا أيضا».

ومن جهته، قال رئيس حركة العدل والمساواة دكتور خليل إبراهيم في بيان له أمس من طرابلس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن حركته تقف مع حق تقرير المصير في جنوب السودان وفق نصوص اتفاقية السلام وأن يتم في مواعيده المحددة دون تسويف أو تأخير، وقال إنه لا سبيل إلى وحدة قائمة على الإكراه وأن لا مجال للأمن والاستقرار والنماء في كنف الظلم والتباغض، محذرا من سماهم عصابة المؤتمر الوطني، معتبرا أن السودان مثخن بجراح عميقة وكثيرة، وقال «على رأسها الجرح النازف في غربه»، داعيا إلى البحث عن السلام بدلا من السعي إلى إشعال نار فتنة جديدة لا مبرر لها على الإطلاق.

إلى ذلك نظم أكثر من 50 سياسيا سودانيا يوم أمس إضرابا عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقال زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي وصحافيين يتبعون حزبه وفرض الرقابة القبلية على الصحف.