الاستخبارات الأميركية: إيران تملك من اليورانيوم ما يكفي لصنع قنبلتين ذريتين

«سي آي إيه»: الحرب في أفغانستان «أكثر صعوبة وبطئا» مما كان متوقعا

الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مع رئيس اركان الجيش ومسؤولي البرنامج النووي أثناء الاحتفال باليوم الوطني للطاقة النووية الايرانية في طهران في 9 ابريل (نيسان) الماضي (أ ف ب)
TT

قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس إن إيران بإمكانها حيازة قنبلتين ذريتين خلال سنتين، وإن طهران تمتلك الكمية الكافية من اليورانيوم لصنع هذه القنابل الذرية. ووفقا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ليون بانيتا خلال مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية أمس، فإن إيران تملك كمية من اليورانيوم تكفي «لصنع قنبلتين» ذريتين، مضيفا أن في وسع هذا البلد حيازة سلاح ذري خلال سنتين إذا اتخذ القرار بذلك. وقال مدير الـ«سي آي إيه»: «نعتقد أن لديهم ما يكفي من اليورانيوم الضعيف التخصيب لصنع قنبلتين».

وأضاف بانيتا «سيلزمهم سنة من دون شك (لصنع القنبلة) وسنة أخرى لاحقا لتطوير نظام عملاني لاستخدام هذا السلاح».

وإذ أوضح أن ثمة «نقاشا» داخل إيران حاليا حول قرار تطوير قنبلة أو عدمه، اعتبر بانيتا أن إيران «تواصل تطوير مهارتها وكذلك قدرتها النووية»، وقال «إنهم مستمرون في العمل على مفهوم الأسلحة».

وأضاف مدير الـ«سي آي إيه» أن «هذا الأمر يثير قلقا حيال نياتهم وإلى أين يريدون الوصول».

وتبنى الكونغرس الأميركي الخميس الماضي مشروع قانون لفرض عقوبات على إيران بهدف دفع طهران إلى التخلي عن طموحاتها النووية.

وردا على سؤال عن قلق إسرائيل، قال مدير الـ«سي آي إيه» إنه «من وجهة نظر استخباراتية» فإن إسرائيل والولايات المتحدة تتقاسمان معلوماتهما حول تطوير القدرة النووية الإيرانية.

وأضاف بانيتا في إشارة إلى الإسرائيليين «أعتقد أنهم يشعرون بشكل أكبر بأن (إيران) اتخذت القرار بصنع قنبلة».

وتابع «في الوقت نفسه، إنهم يعلمون أن العقوبات سيكون لها تأثير».

وتهدف العقوبات الأميركية التي تتطلب مصادقة الرئيس باراك أوباما إلى التأثير على إمداد إيران بالوقود وخصوصا أنها لا تملك ما يكفي من مصافي التكرير.

بدوره، أقر الاتحاد الأوروبي في منتصف يونيو (حزيران) الجاري عقوبات تستهدف قطاع تكرير النفط. ومن شأن هذه التدابير الأوروبية والأميركية أن تواكب القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في بداية يونيو.

وتوقف مدير الـ«سي آي إيه» عند انتشار السلاح النووي في سياق حديثه عن التهديدات الإرهابية، وقال «لدي مخاوف حيال انتشار السلاح النووي وأن يقع أحد هذه الأسلحة بين يدي إرهابي».

وأضاف «يتم تداول كثير من هذه المعدات ونحن قلقون لمعرفة أين تصل وهوية الجهة التي تحصل عليها».

وتطرق بانيتا أيضا إلى الأمن عبر الإنترنت وقال «نحن اليوم في عالم حيث حرب الإنترنت حقيقة. يمكن تهديد نظامنا الكهربائي، يمكن تهديد نظامنا المالي. هذا الأمر قد يشل هذا البلد. يجب أن نعير ذلك اهتماما أكبر».

وكانت الإدارة الأميركية قد اتهمت إيران بمحاولة كسب الوقت بموافقتها على العرض البرازيلي بالتوسط في الخلاف النووي بينها وبين الغرب، وقالت إن الموافقة الإيرانية لن تثني أميركا عن سعيها لاستصدار عقوبات جديدة بحق طهران.

ووصف دانيال ريستروبو، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أميركا اللاتينية، الخطوة الإيرانية الأخيرة بأنها عبارة عن تكتيك مماطلة، وذلك بعد يوم واحد من موافقة إيران «مبدئيا» على مقترح تقدمت به البرازيل للتوسط في محاولة لإحياء اتفاق بين إيران والغرب يتعلق باستبدال الوقود النووي.

من جهة أخرى, قال مدير الـ«سي آي إيه» ليون بانيتا أمس، إن الوضع في أفغانستان «يتقدم»، لكن الحرب «أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا»، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي» الأميركية.

وقال بانيتا متحدثا في برنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع)، إن الولايات المتحدة تخوض منذ تسع سنوات في أفغانستان «حربا قاسية جدا»، مضيفا: «إننا نحرز تقدما، لكنه أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا». كما شدد المسؤول، الذي عينه الرئيس باراك أوباما على رأس وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي، على أن «المسالة الجوهرية تكمن في معرفة ما إذا كان الأفغان سيقبلون تحمل المسؤولية في المعركة ضد المتمردين بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد». ويُسجل تصعيد في حركة التمرد التي يشنها عناصر طالبان ضد القوات الأفغانية والأطلسية سنة بعد سنة، وقد تمكنوا من استعادة السيطرة على عدد من المناطق منذ أن أطيح بنظامهم عام 2001.