لاريجاني: واشنطن ارتهنت الملف الإيراني للمساومة على موقف طهران من قضية فلسطين

قال إن هناك انزعاجا تركيا ـ برازيليا من تصرفات أميركا التي هي «نصب واحتيال»

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السورية دمشق أمس (رويترز)
TT

انتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني بشدة سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما واصفا مواقفه السياسية بـ«المتذبذبة»، والضجيج المرافق للإعلان عن قرار فرض عقوبات جديدة على إيران بـ«حركة جوفاء من الداخل وتحرك سياسي أجوف» معربا عن أسفه «لأن مواقف أوباما السياسية متذبذبة وليس هناك استتباب في أي سياسة يعلن عنها».

وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس إن أقوال الرئيس أوباما لم تطابق أفعاله، لافتا إلى «ما قدمه في مصر وتركيا من وعود براقة للفلسطينيين والمسلمين»، وإن سياسته «أصبحت مفضوحة في جميع أنحاء العالم». وقال لاريجاني إنه «اطلع بنفسه على رسالة بعثها أوباما إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يطلب منه فيها التدخل في الملف النووي الإيراني. وقال لاريجاني إن تدخل البرازيل وتركيا في الملف النووي لم يتم بناء على طلب إيراني، بل جاء «بناء على طلب من أوباما من البرازيل وتركيا» لإجراء محادثات مع إيران للتوصل إلى حل بشأن الملف النووي.

كما قال لاريجاني إنه أبلغ الجانب التركي بأنه «لا يمكن الثقة بهذه الأقوال على الرغم من أن البلدين قاما بمتابعة جادة للملف النووي»، مشيرا إلى «تشكيكه» في «حسن نية الجانب الأميركي الذي تجاوز جهود تركيا والبرازيل على الرغم من أنهما ما زالا يبذلان جهودهما في هذا الاتجاه». وأوضح لاريجاني الانزعاج التركي والبرازيلي من التصرف الأميركي الذي وضعه لاريجاني في خانة «النصب والاحتيال الذي تمارسه الإدارة الأميركية».

كما انتقد لاريجاني، الذي شارك في المؤتمر الاستثنائي الأول لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في دمشق، موقف الصين وروسيا من قرار فرض العقوبات على إيران، وقال إنه «لم يكن مقبولا وليس من صالحهما على الرغم من أن علاقات بلاده مع كلا البلدين طيبة جدا»، مشيرا إلى أن صفقة صواريخ «إس 300» الروسية أبرمت في الماضي ولن تتأثر بما أصاب العلاقات بين طهران وموسكو من فتور.

واعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني قرارات الإدارة الأميركية بشأن العقوبات المفروضة على طهران «ليست جديدة» وأن بلاده تضعها في إطار «الأساليب المفضوحة بالنسبة للعالم». موضحا أن الملف النووي الإيراني «موضوع سياسي يمكن حله عبر الطرق الدبلوماسية» وقال إن «الأساليب السابقة التي انتهجتها الإدارة الأميركية كانت ذات تكلفة كبيرة ولم تنجح في هذا المجال»، متهما واشنطن بأنها أرادت «أخذ الملف النووي الإيراني كرهينة ومساومة على موقف طهران من القضية الفلسطينية». وأكد أن «من يتصور من خلال هذه السياسة أن بإمكانه المساس بإرادة إيران بتخليها عن دعم الشعب الفلسطيني هو خطأ فادح.. لأن هذا الدعم واجب إسلامي وإنساني».

وفي الشأن العراقي، نفى لاريجاني وجود أي «تباين بين الموقفين السوري والإيراني تجاه تشكيل الحكومة العراقية»، مؤكدا أن «البلدين يوليان أهمية للعراق ويشجعان على تشكيل حكومة شاملة تضم جميع أطياف الشعب العراقي من السنة والشيعة والأكراد»، وعلى أن «البلدين يحترمان الحكومة المنبثقة عن العملية الديمقراطية، ويتفقان على أهمية وضرورة خروج الاحتلال الأميركي من الأراضي العراقية»، نافيا في الوقت ذاته تدخل البلدين في الشؤون الداخلية العراقية. وقال إن دمشق وطهران «تساعدان العراق للتخلص من نير الاحتلال»، معربا عن أمله في أن يقوم الشعب العراقي بتشكيل الحكومة، وأقر بوجود بعض التعقيدات في وجه تشكيل الحكومة المرتقبة». ودعا لاريجاني الشعب العراقي إلى التحلي بمزيد من الصبر من أجل تحقيق النتائج المنشودة.

لاريجاني الذي استمرت زيارته إلى دمشق ثلاثة أيام التقى يوم أمس نائب الرئيس فاروق الشرع ونظيره السوري محمود الأبرش حيث جرى استعراض نتائج اجتماعات الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني الإسلامي. كما التقى أمس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، كما عقد اجتماعا في السفارة الإيرانية أول من أمس مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، وبحث الاجتماع مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل، المستجدات على الساحة الفلسطينية الداخلية وآفاق المصالحة الداخلية، والحصار الإسرائيلي على غزة.