فرنسا: رسائل إيران حول الموضوع النووي لا تسير في الاتجاه الصحيح

قالت إنها تنتظر من طهران مبادرات ملموسة للرد على الهواجس

TT

مرة جديدة، توجه باريس انتقاداتها القاسية لإيران بصدد المواقف التي يعبر عنها مسؤولوها عن برنامجها النووي، وآخرها تأكيد وزير خارجيتها منوشهر متقي أن بلاده عازمة على الاستمرار في برنامجها تخصيبا وإنتاجا بعكس ما يطالب به مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة النووية ومجموعة الدول الست «الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا».

وقالت الخارجية الفرنسية أمس، في إطار مؤتمرها الصحافي، إن باريس تعتبر أن الرسائل التي وجهها الوزير متقي في مؤتمره الصحافي أول من أمس «لا تسير في الاتجاه الصحيح.. وما ننتظره من إيران هو أن ترد بمبادرات ملموسة على هواجس المجموعة الدولية». بمعنى أنها تغاير ما تنتظره الأسرة الدولية من إيران لجهة التجاوب مع قرار مجلس الأمن الأخير الذي فرض على طهران سلة عقوبات رابعة. وبحسب القرار المذكور، فإن العقوبات هدفها دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتجاوب مع المتطلبات الأساسية وهي وقف التخصيب والإجابة عن تساؤلات الوكالة الدولية حول ماضي البرنامجين النووي والصاروخي لطهران.

وتشكك المصادر الفرنسية في أن تكون العقوبات التي فرضت على طهران مؤخرا كافية في حمل طهران على تغيير نهجها. ودفعت فرنسا دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني عقوبات إضافية، وافق عليها الزعماء الأوروبيون في قمة بروكسل الأخيرة. وطلب القادة من وزراء الخارجية أن ينكبوا على إقامة اللوائح التفصيلية للعقوبات المالية والاقتصادية التي يقوم عصبها الأساسي على منع إيران من الحصول على الاستثمارات والتكنولوجيا الضرورية لتطوير صناعتها البترولية والغازية خاصة إقامة مصافٍ جديدة. والجدير بالذكر أن طهران تستورد ثلثي حاجتها من البنزين.

وسبق للرئيس ساركوزي أن قال في مناسبة سابقة إن الأسرة الدولية يمكن أن تقرر وقف شراء النفط الإيراني لمعاقبة طهران. ويقوم بين باريس وطهران ملف خلافي آخر يتمثل في إيواء فرنسا لمجاهدين خلق الذين أقاموا نهاية الأسبوع الماضي تجمعا سياسيا كبيرا في إحدى ضواحي باريس. ورد الإيرانيون على ذلك بمظاهرات أمام السفارة الفرنسية في طهران التي رشقوها بالحجارة والبيض قبل أن تبعدهم الشرطة.

وتعتبر فرنسا أن قرار مجلس الأمن رقم 1929 «واضح جدا لجهة الرسائل التي يوجهها لإيران ولجهة تحديد خريطة الطريق التي يتعين عليها الالتزام بها. وقبل أيام نبهت الخارجية الفرنسية إلى أن إيران التي تخصب اليورانيوم لدرجة 20 في المائة من أجل تلبية حاجتها من الوقود النووي لتصنيع النظائر الطبية في مفاعلها في طهران «قطعت 90 في المائة من الطريق الذي تسير فيه لتخصيب اليورانيوم العسكري». وبحسب باريس، فإن إيران تملك في الوقت الحاضر 2.4 طن من اليورانيوم ضعيف التخصيب وهي تنتج ما يساوي 80 كلغ في الشهر.