الأسد: إيران جادة في نواياها لكشف سلمية برنامجها النووي

الرئيس البرازيلي: اتفاق التبادل النووي تضمن النقاط ذاتها التي طلبها أوباما

TT

قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن «العودة إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات على إيران بعد التوصل إلى اتفاق للتبادل النووي (تركي - برازيلي - إيراني) كان أمرا غريبا وغير مفهوم»، لأن النقاط التي وردت في الاتفاق كانت «بالضبط ما طلبه الرئيس الأميركي باراك أوباما مني ومن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان»، معتبرا في مباحثات عقدها مع الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس في ساوباولو أن «العودة إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات على إيران بعد التوصل إلى هذا الاتفاق كانت أمرا غريبا وغير مفهوم». واتفق الرئيسان السوري والبرازيلي على أن «فرض عقوبات على إيران سيزيد الأمور تعقيدا»، حيث أشاد الأسد بالدور الذي لعبه لولا دا سيلفا للتوصل إلى اتفاق التبادل النووي، مؤكدا أن «الاتفاق كان خير دليل على أن الحلول الدبلوماسية ممكنة، وأن إيران جادة في نواياها لكشف سلمية برنامجها النووي، لكن العرقلة تأتي من الطرف الآخر».

وكانت البرازيل المحطة الثالثة في جولة الأسد على أميركا اللاتينية، وخلال لقائه مع الرئيس البرازيلي شرح الرئيس الأسد للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا كيف اصطدمت الجهود التي بذلتها سورية والدول الأخرى خاصة تركيا «بالعراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام السلام»، حيث أثبتت أنها غير جادة ولا تريد السلام. ومن جانبه أكد الرئيس البرازيلي دعم بلاده للدور الذي تقوم به سورية «من أجل تحقيق السلام واستعدادها (البرازيل) للعمل مع سورية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة»، مشددا على أنه يجب على الجميع «الانصياع للقرارات والمرجعيات الدولية، ويجب ألا يكون هناك أي طرف فوق القانون الدولي، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار مع جميع الأطراف».

وقال بيان رسمي إن المحادثات تناولت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبر الأسد «الاعتداء مؤخرا على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية لأهالي غزة المحرومين من أبسط متطلبات الحياة والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين فضحت حقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه السلام». ودعا الجانبان إلى العمل على رفع الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المقدسات والأراضي والسكان في الأراضي المحتلة.

وأفاد البيان بأنه كان هناك اتفاق على أن ما يحصل في فلسطين المحتلة والعراق ودول أخرى في العالم «يعتبر دليلا إضافيا على أهمية العمل من أجل إيجاد عالم متعدد الأقطاب تسوده العدالة وحكم القانون، ويكون ذلك أولا عبر إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن». وقد جدد الأسد دعم سورية لحصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الأمن، إضافة إلى مجموعة دول أخرى من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وفي إطار بحث العلاقات الثنائية تم الاتفاق على تكثيف العمل لتطوير العلاقات السورية - البرازيلية في المجالات كافة، خصوصا على الصعيد الاقتصادي ليرقى إلى مستوى العلاقات السياسية، من خلال تشجيع الوفود التجارية والاقتصادية ورجال الأعمال على تبادل الزيارات والاستثمارات وإقامة مشاريع مشتركة خصوصا بوجود جالية سورية كبيرة في البرازيل يمكن لها أن تسهم بشكل كبير في توطيد هذه العلاقات، ومتابعة تطبيق الاتفاقيات ووضعها موضع التنفيذ، وجرى بحث إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة بين سورية وكتلة «الميركوسور» بما يؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين، وقد عبر الرئيس لولا دا سيلفا عن دعمه لسورية في هذا المجال خاصة أن البرازيل سوف تترأس منظمة «الميركوسور» في النصف الثاني من الشهر المقبل.

وتضمن برنامج زيارة الأسد للبرازيل لقاءات مع مسؤولين في مجلسي الشيوخ والنواب البرازيليين، حيث بحث معهم «سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة البرلمانية منها بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين». وخلال اللقاء مع رئيس مجلس الشيوخ السيد جوزيه سارينيه كان هناك اتفاق حول أهمية الارتقاء بالعلاقات بين البلدين في المجالات كافة، خاصة في ظل وجود جالية سورية كبيرة وفاعلة تمكنت من الاندماج في المجتمع البرازيلي الذي احتضنها بانفتاح اجتماعي يشكل نموذجا للتعايش في أميركا اللاتينية تماما كما تعتبر سورية نموذجا للتعايش في الشرق الأوسط. وقال الأسد في هذا اللقاء «إن البرازيل لديها سياسة حرة، وسورية كذلك سياستها حرة، لذلك لا بد من أن ينجح التعاون بين البلدين لخدمة قضايا الشعوب العربية والأميركية الجنوبية».

وفي مجلس النواب البرازيلي بحث الرئيس الأسد مع رئيس مجلس النواب ميشال تامر العلاقات البرلمانية بين البلدين وضرورة العمل على تعزيزها عبر تبادل التجارب والخبرات بين البرلمانيين. وأثنى الرئيس الأسد على قيام البرلمان البرازيلي بإنشاء مجموعة برلمانية باسم مجموعة البرازيل - سورية لكونها تشكل دفعة قوية للعلاقات.

كما التقى الأسد مع أبناء الجالية السورية في البرازيل، وخلال اللقاء تحدث عن الإهمال الكبير للحكومات العربية خلال العقود الطويلة لأميركا الجنوبية التي رغم ذلك وقفت سياسيا مع قضايا العرب العادلة من دون تردد.. مشيرا إلى أن القمم العربية - الأميركية الجنوبية مهمة لكنها لا تعطي نتائج ملموسة، ويجب البحث عن أفكار عملية لتطوير العلاقة بين المنطقتين.

وكان لافتا قول الرئيس في خطابه الموجه إلى أبناء الجالية السورية أن «جميع الدعوات التي تضمنتها كلمته موجهة أيضا إلى المغتربين اللبنانيين».