البيت الأبيض: لقاء نتنياهو لبحث الانتقال إلى المفاوضات المباشرة للسلام مع الفلسطينيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي يبدأ زيارته إلى واشنطن الثلاثاء وسط تأكيد إدارة أوباما على العلاقات بين البلدين

TT

تتطلع الإدارة الأميركية إلى إحداث تقدم ملموس باتجاه إطلاق مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل. ويبدو أن البيت الأبيض يعتبر أن الجولات الخمس للمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل من المحادثات غير المباشرة قد أحدثت «تقدما» يسمح بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وقال المدير الأعلى للشرق الأوسط وشمال أفريقية في البيت الأبيض دانيال شابيرو في تصريحات لعدد من الصحافيين أمس إن «المحادثات غير المباشرة آلية للدخول في مفاوضات مباشرة للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة»، مضيفا: «كان الهدف من المحادثات غير المباشرة تقليص بعض الفجوات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقد حدث ذلك». وتابع أن «الكثير من محادثاتنا (الأسبوع المقبل) ستكون حول التقدم في المحادثات غير المباشرة والانتقال إلى المفاوضات المباشرة». ويصل نتنياهو إلى واشنطن وسط ترقب أميركي حول إمكانية دفع المحادثات غير المباشرة حول السلام إلى مفاوضات مباشرة، مع إقرار بأن عامل الوقت أصبح ملحا مع اقتراب نهاية موعد التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي والفترة التي منحتها السلطة الفلسطينية والجامعة العربية لإحراز التقدم في المحادثات. وعلى الرغم من تأكيد شابيرو إحداث تقدم في المحادثات غير المباشرة، التي أنهى ميتشل الجولة الخامسة منها أول من أمس، فإن الإدارة الأميركية لم تحدد بعد طبيعة هذا التقدم. وقال شابيرو: «كانت هناك 5 جولات من المحادثات غير المباشرة.. فيها تفاصيل كثيرة»، من دون توضيحها. وأضاف: «تحاورنا مع الطرفين حول كل القضايا المتعلقة بهذا النزاع.. والفجوات قلت وهناك فرص للمزيد من تقليص الفجوات». وعبر عن تفاؤل البيت الأبيض، قائلا: «نحن متشجعون». وأكد شابيرو أن محادثات نتنياهو مع أوباما لن تختصر على المسار الفلسطيني بل على المسارين اللبناني والسوري أيضا. وأضاف أنه «من المؤكد أن تكون غزة» على أجندة المحادثات بين نتنياهو وأوباما، «نتوقع أولوية كبيرة لتقدم هذه القضية ولكن مع ضمان أمن إسرائيل وإبقاء تركيزنا على تأمين إطلاق سراح (الجندي الإسرائيلي المخطوف) جلعاط شاليط».

وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول التصور الإسرائيلي بأن هناك «انشقاقا» بين إسرائيل وإدارة أوباما، قال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز: «لا يوجد أي انشقاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، هذه علاقة قوية جدا ومهمة جدا مبنية على مصالحنا وقيمنا المشتركة». واعتبر شابيرو أن «الثراء الرائع وشدة وجودة التبادل بين حكومتينا على الصعيد العسكري والسياسي والأمني تمثل عمق علاقاتنا الاستراتيجية». وأضاف: «نعتبر رئيس الوزراء شريكنا في السعي وراء السلام»، موضحا: «لا نرى أي انشقاق بل نرى علاقة قوية ووثيقة من التعاون». ولفت شابيرو إلى أن «هذا اللقاء هو الخامس بين القائدين خلال العام الماضي.. وهذا مناسب فهذه علاقة خاصة وتحالف استراتيجي مع أحد أقرب شركائنا ومن المناسب أن يلتقيا بشكل دوري لإجراء محادثات». وأضاف: «لدينا مصالح مشتركة وقيم مشتركة ولدينا الكثير من العمل مع شركائنا». يذكر أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي كانت قد أرجئت بداية شهر يونيو (حزيران) بسبب الهجوم على أسطول الحرية، ولكن اعتبر رودز أن توقيت الزيارة الجديدة «جيد» ويساعد على انتهاز فرصة لقاء «بناء جدا» بين أوباما وعباس. وقال شابيرو إن «الرئيس راجع هذا التقدم مع الرئيس عباس وقد سمعنا أمورا مشجعة، منذ ذلك الوقت أجرى السيناتور ميتشل جولتين إضافيتين أحدثتا تقدما أيضا» وأوضح: «اللقاء يأتي مع بعض التحرك»، مشيرا إلى إطلاق المحادثات غير المباشرة وتخفيف الحصار على غزة.

ورفض رودز تحديد صورة المفاوضات المباشرة، في حال تم الاتفاق على إطلاقها. وقال: «نحن نتطلع إلى التحرك إلى المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. فيما يخص مكان وطبيعة هذه المحادثات، لم نتوصل إلى السيناريوهات مثل لقاء هنا في واشنطن، تركيزنا على تقليص الفجوات حول قضايا كثيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتحرك إلى مفاوضات مباشرة». وأكد: «لم نتحدث بعد عن مكان أو التمثيل لمثل هذه المحادثات رأينا القوي بأنه يجب أن يتحرك الطرفان إليها». وقال رودز إن «التطورات في المنطقة منها قرار مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على إيران وإجراءات وطنية ضد إيران» عوامل مهمة. واعتبر شابيرو: «هناك تطورات مهمة في ما يخص إيران.. نحن والإسرائيليون وشركاء آخرون قلقون من البرنامج النووي ونحن عازمون على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية».