طيار انتحاري ياباني أفلت من الموت باعجوبة يقارن بين هجمات نيويورك وواشنطن وعمليات الكاميكاز في الحرب العالمية الثانية

TT

الياباني السابق (كاميكاز) ان من الممكن المقارنة بين الانتحاريين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية ومنفذي الاعتداءات الارهابية الاخيرة في الولايات المتحدة، لكن فقط بالنسبة الى اولئك الذين كانوا مستعدين فعلا للموت دفاعا عن الامبراطور الياباني.

وقال «10% فقط من الانتحاريين كانوا متطوعين ليصبحوا قنابل بشرية وكانت لهم قواسم مشتركة مع المتعصبين الذين صوبوا طائرات مخطوفة على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن».

واضاف «كانوا يموتون باسم الامبراطور من دون تفكير. والقاسم المشترك بينهم هو التصرف الاعمى» في مقارنة مع الارهابيين الذين يعتقد انهم نفذوا سلسلة الاعتداءات في نيويورك وواشنطن يوم الثلاثاء الماضي.

ونجا اونوكي لان طائرته التي كانت تحمل قنبلة تزن 250 كيلوجراما والمزودة فقط بكمية الوقود الضرورية لبلوغ هدفها، وهو سفينة حربية اميركية كانت تشارك في معركة اوكيناوا باقصى جنوب غرب اليابان، اصيبت خلال عمليته الانتحارية في الثالث من ابريل (نيسان) 1945وبعد هبوطه الاضطراري على جزيرة صغيرة قامت القوات اليابانية باغاثته.

واضاف الانتحاري السابق في مقابلة اجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة سوشي الساحلية التي تبعد ساعة عن طوكيو «هناك نوعان من الاسلام، المتطرف والعقلاني. في عهدي ايضا كان البعض يؤمن بالامبراطور بطريقة متعصبة».

ويقيم اونوكي المهندس السابق الذي يرتدي بزة زرقاء اللون في مرفأ صغير مع زوجته، لكن ذكريات الانتحاريين ما زالت تساوره، فقد نفذت 1300 عملية انتحارية على جزيرة اوكيناوا نجا منها 17 انتحاريا فقط.

وبالنسبة اليه لا يمكن تشبيه الاعتداءات في الولايات المتحدة بحرب. وقال اونوكي «انها حرب عصابات وارهاب». واضاف «لم اتحدث قط عن خبرتي مع زوجتي او ابنتي لانني اريد ان انسى هذا الماضي الفظيع».

وفي موازاة ذلك يريد ان يكشف الحقيقة حول «التوكوتاي» (الطيارون من قوات التدخل الخاصة). ومضى يقول «حتى سن الـ23، قبل ان اصبح انتحاريا، كانوا يعلموننا باننا اولاد تينو (الامبراطور) هيروهيتو. وبالنسبة الى اليابانيين كان الامبراطور في حينها مقدسا».

وتابع ان «الجيش كان منظمة هائلة على رأسها الامبراطور وكان على كل جندي ان يكون مستعدا للتضحية بحياته».

وقال لهذا السبب لا يصح القول ان الطيارين الانتحاريين (الوحدة التي شكلت في اكتوبر (تشرين الاول) 1944 عند اندحار القوات اليابانية في الفيلبين) كانوا متطوعين. واضاف «في الظاهر كانت عمليات تطوع لكن اوامر كانت تصدر للانضمام الى هذه الوحدة». وكان يفترض على المجندين وهم غالبا من الطلاب (تتراوح اعمارهم بين 17 و23 عاما) ان يجيبوا على استمارة واختيار عبارة: متطوع مقدام او متطوع او غير مقدام.

واوضح ان «الذين كانوا يرفضون التطوع كانوا يرسلون الى اخطر الجبهات حيث الموت كان محتما. وكان الجيش سيفضح امرهم لعائلاتهم وقراهم».

وقبل شهر من تاريخ عمليته الانتحارية، كان الطيار كينيشيرو اونوكي في معضلة، اذ كان يريد استغلال مهمته للفرار لكنه كان قلقا من تعرض عائلته لمضايقات. وروى «لقد استنتجت انني لن اضحي بحياتي من اجل الامبراطور وهي فكرة مضحكة، بل من اجل عائلتي وقريتي والجبال والانهر».

وحتى اليوم لا يزال الكاميكاز رغما عنه، اونوكي، يكن الحقد للضباط الذين ارسلوا الانتحاريين الى موت محتم رغم انهم كانوا يدركون جيدا انهم سيهزمون في الحرب «لقد كانت خططهم سيئة وغير مجدية، اذ ان 30 طائرة (انتحارية) فقط بلغت اهدافها من اصل 1300».

واختتم بالقول «لم يلق ولا واحد تقريبا من هؤلاء الشباب حتفه طوعا او متحمسا.

هذا يؤلمني ويشعرني بالاسف وانني اكشف عن تجربتي لتكون عبرة للاجيال الصاعدة».