أكدت مصادر من التيار الصدري أن ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته، تسلم رسالة من بعض مكونات الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم تطالب بمرشح آخر من دولة القانون غير المالكي لمنصب رئاسة الوزراء. من ناحية ثانية، قال أحد أعضاء ائتلاف المالكي إنه يواجه صعوبات في المباحثات مع كل من القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي. وقال مصدر في التيار الصدري رافضا الكشف عن اسمه، إن رسالة قد وجهت إلى ائتلاف دولة القانون تعبر عن عدم رغبة مكونات داخل الائتلاف الوطني بتولي المالكي رئاسة الوزراء لمرة ثانية، مؤكدا أن التيار الصدري لديه تحفظات على تولي المالكي لهذا المنصب، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن التيار «لديه رغبة قوية في المشاركة في هذه الحكومة وأن أي محاولة لإقصاء التيار يعتبر إقصاء لكل مكونات الائتلاف الوطني»..
من جانبه أكد عدنان السراج، عضو ائتلاف دولة القانون، أن ائتلافه يواجه صعوبات كبيرة في المفاوضات مع القائمة العراقية من جهة والائتلاف الوطني العراقي من جهة أخرى، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفاوضات مع القائمة العراقية «وإن بدت في شكلها متواصلة فإنها معقدة جدا، وإن التقارب لم يتطور بعد نحو التحالف بين الطرفين». وأضاف، من ناحية ثانية، أن الاجتماعات ما زالت مستمرة مع الائتلاف الوطني، نافيا وصول رسالة تبلغ المالكي بأنه لن يدعم من قبل الائتلاف الوطني رئيسا للحكومة لولاية ثانية، وأن اللجنة المكلفة بدراسة آلية اختيار رئيس الوزراء لم تعط كلمتها بعد حول هذا الموضوع. لكن أطرافا أخرى من التحالف الوطني، الذي شكله في وقت سابق ائتلافا الحكيم والمالكي، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه الحكيم قد أكدا أنهما لن يمنحا الثقة في تلك اللجنة لترشيح المالكي لهذا المنصب. وحول السيناريو الأميركي الذي جاء به للعراق جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، قال السراج إن الأميركيين يرحبون بتقارب القائمة العراقية مع دولة القانون وإشراك الآخرين في حكومة شراكة وطنية مع الإسراع بتشكيل الحكومة. وتوقع السراج أن يشهد الأسبوع المقبل حراكا سياسيا كبيرا ومفاجآت قد تفضي إلى تشكيل تحالفات وتفتيت تحالفات أخرى. في السياق ذاته عقد في منزل الشيخ خالد العطية، القيادي في ائتلاف دولة القانون، اجتماع مشترك بين وفدي القائمة العراقية ودولة القانون وصف بأنه مهم. وقال رافع العيساوي، كبير مفاوضي القائمة العراقية عقب الاجتماع الذي استمر زهاء الساعتين «إن اللقاء يأتي كجزء من لقاءات تهدف إلى تسوية الأمور ومناقشة ورقة المبادئ العامة التي طرحت، ونوقشت قبل هذا الاجتماع مع الإخوة في التحالف الكردستاني ولنا عرض مسبق أيضا لهذه الورقة مع الإخوة في الائتلاف الوطني». وأضاف العيساوي أن «هناك توافقا كبيرا في الرؤى لدى الجميع وهناك رغبة حقيقية في تشكيل حكومة شراكة وطنية، وأعتقد أن الجميع يحمل الرغبة نفسها تجاه قضية الالتزام بالتوقيتات الدستورية لتسمية الرئاسات الثلاث». واختتم العيساوي كلامه بالقول: اتفقنا على تكثيف اللقاءات في الأيام القليلة المقبلة على أن ننجز مهمة تشكيل الحكومة بأسرع وقت إن شاء الله. من جانبه قال العطية، رئيس اللجنة التفاوضية لائتلاف دولة القانون، إن «الجلسة كانت بناءة ومثمرة وعرضت ورقة تضمنت عدة مبادئ أساسية كانت وجهات النظر حولها متقاربة وإن شاء الله ستثمر هذه اللقاءات والحوارات عن اتفاقات تصب باتجاه الهدف الذي ننشده جميعا».