المقداد: سورية تؤيد مطالب تركيا من إسرائيل

منتدى التعاون العربي التركي يقيم ورشة عمل حول الأمن الإقليمي في دمشق

TT

قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن تهديدات إسرائيل لتركيا باتخاذ إجراءات ضدها من خلال الأدوات المعروفة لها في أوروبا وأميركا للتأثير سلبيا على الشعب التركي «ستبوء بالفشل بفضل حكمة القيادة التركية والتفاف الشعب التركي حولها ورفضه للاستفزاز والخنوع». وقال إن «إسرائيل لم تكتفِ باحتلال الأراضي العربية وارتكاب مجازر وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية طيلة تاريخها المشين»، معتبرا أن «العدوان الدموي الذي ارتكبته إسرائيل ضد (أسطول الحرية) يجسد سياستها العنصرية وسياسة إرهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه ضد العرب منذ إنشائها».

وأكد المقداد تأييد سورية والدول العربية للمطالب التركية الأربعة المتمثلة في «ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة ونزيهة للتحقيق في هذه الجريمة، وضرورة أن تعترف إسرائيل بنتائج هذا التحقيق، إضافة إلى تقديم إسرائيل اعتذارا رسميا عن ارتكاب قواتها لهذه المجزرة، ودفع التعويضات لأهالي الضحايا، وإعادة كل السفن التي ما زالت تحتجزها إسرائيل نتيجة لقرصنتها في المياه الدولية خلافا للقانون الدولي وللعالم المتحضر».

كلام المقداد جاء في افتتاح فعاليات ورشة العمل حول الأمن الإقليمي التي تنظمها وزارة الخارجية السورية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية التركية ضمن إطار منتدى التعاون العربي التركي بمشاركة 16 دولة عربية.

وأكد المقداد أن العلاقات العربية التركية في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة أصبحت اليوم «نقطة ارتكاز مركزية تحفظ التوازن في المنطقة وتنشد إقامة الأمن والاستقرار فيها». واعتبر المقداد العلاقات السورية التركية المتنامية «دليلا آخر على أن شعب هذه المنطقة يمكن أن يخلق بُعدا حضاريا أصيلا تغذي جذوره الراسخة عوامل التاريخ والجغرافيا»، مشيرا إلى أن العلاقات السورية التركية «لم تعد تعبر عن مصلحة سورية وتركيا فحسب، بل أصبحت تعبر عن مصلحة دول المنطقة بشكل عام ومصالح الدول العربية بشكل خاص، وذلك تفسره الخطوات واللقاءات العربية التركية على المستويات السياسية والاقتصادية». وقال إن خير مثال على ذلك «الإعلان خلال الاجتماع الثالث لمنتدى التعاون العربي التركي في إسطنبول عن تأسيس مجلس التعاون الرباعي عالي المستوى بين سورية ولبنان والأردن وتركيا، الذي يهدف إلى تطوير استراتيجية طويلة الأمد وتحقيق تكامل اقتصادي بين هذه البلدان من خلال بناء منطقة في ما بينها تسمح بحرية انتقال الأفراد والبضائع».

من جانبه تحدث أومور شولنديل، مدير عام إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية التركية، عن أهمية «التطورات الإيجابية التي حصلت في العلاقات العربية التركية» وأن التعاون بين الجامعة العربية وتركيا «تعزز وأصبح على أسس متينة أكثر بعد العدوان الإسرائيلي على (أسطول الحرية) الذي كان يحمل المساعدات الإنسانية إلى غزة». وقال شولنديل إن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة يتطلب «تعاون واهتمام الجميع على كل المستويات، وإن تركيا تعول بشكل كبير على هذا الموضوع من أجل تخفيف المخاطر وتقوية العلاقات الأمنية والاقتصادية بين بلادنا». مؤكدا أن «قضية فلسطين يجب أن تكون المحور الأساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، وأن التهديدات الإسرائيلية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وهذا لا يجوز أن نسكت عليه، ويجب وضع خطة لتحقيق الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط ورفع الحصار عن غزة الذي يعود بانعكاسات خطيرة على المنطقة، إضافة إلى توحيد الجهود من أجل تحقيق الازدهار في العراق».

وبدأت ورشة الأمن الإقليمي فعالياتها صباح أمس في فندق «شيراتون» بدمشق، وقال مدير إدارة أوروبا والتعاون العربي الأوروبي في الجامعة العربية، فارس عبد الكريم، إن هذه الورشة تعد «باكورة نشاطات منتدى التعاون العربي التركي ضمن استراتيجية وخطة العمل التي تبنتها الدورة الثانية للمنتدى على المستوى الوزاري، الذي سبق أن استضافتها سورية في ديسمبر (كانون الأول) 2009، وأكدت على أهميتها مجددا الدورة الثالثة للمنتدى التي استضافتها تركيا في يونيو (حزيران) الماضي».

وتتضمن فعاليات الورشة التي تنتهي اليوم الخميس جلسات عمل حول تعزيز التعاون العربي التركي من أجل بسط الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، والعمل لتكون خالية من الأسلحة النووية، وتنسيق التعاون العربي التركي في منتديات نزع الأسلحة، إضافة إلى بلورة استراتيجيات مشتركة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله، والتعاون لمنع نشوب الأزمات، الذي يشتمل على الهجرة غير الشرعية، والتلوث البحري والبيئي، ونظام الإنذار المبكر، وآليات في مجال منع وإدارة الأزمات بهدف الوصول إلى رؤية عربية تركية مشتركة حولها.