ربع مليون وثيقة أميركية سرية.. مهددة بالنشر على الإنترنت

خبراء في التجسس يطاردون صاحب موقع إنترنتي متخصص في تسريب الأسرار

مقطع من فيديو تم تصويره من قبل الجيش الاميركي جرى عرضه على موقع «ويكي ليكس» الالكتروني المتخصص في التسريبات الإعلامية (أ. ب)
TT

في قصة جديدة من قصص التجسس الإلكتروني أقرب إلى الخيال، تطارد السلطات الأميركية متهما بسرقة ما يزيد على ربع مليون وثيقة وبرقية سرية تم تسريبها من وزارة الخارجية الأميركية.

وقالت تقارير إعلامية إن خبراء من البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) والوكالات الاستخباراتية يسابقون الزمن لإلقاء القبض على جوليان أسّانغ الأسترالي المولد، الذي أسس موقع «ويكي ليكس» الإلكتروني المتخصص في التسريبات الإعلامية، خاصة الأسرار، على الإنترنت الذي قد يقوم بنشر عدد من الوثائق التي قدر أقصى عدد لها بـ260 ألف وثيقة سرية.

وكان موقع «ويكي ليكس» قد نشر تسجيلا مصورا سريا سربه برادلي ماننغ، وهو عسكري أميركي يعمل في ميدان تحليل المعلومات، لهجوم نفذته طائرة هليكوبتر أميركية عام 2007 أدى إلى مصرع 12 شخصا في العراق. وقد وجهت إليه تهمتان جنائيتان بسبب إفشاء معلومات سرية تخص الدفاع الوطني وتجاوز ما هو مصرح له به عند استعمال أجهزة الكومبيوتر الرسمية ونقل معلومات سرية إلى كومبيوتره الشخصي، الأمر الذي قد يؤدي إلى محاكمته أمام محكمة عسكرية.

وقل كيفن كولمان المراسل في الحرب المعلوماتية في مجلة «ديفينس» الإلكترونية المتخصصة في شؤون الدفاع أمس، إن نشر هذه الوثائق والمراسلات قد يؤدي إلى إحداث ضرر في الأمن القومي الأميركي لأنها ستكشف عن «مصادر وطريقة» التزويد بالمعلومات، التي توظفها وكالات المخابرات الأميركية في الخارج.

وأكد فيليب كراولي كبير الناطقين الرسميين في وزارة الخارجية أن الوزارة قد كثفت جهودها مع البنتاغون للبحث عن الوثائق.

ويبدو أن ماننغ قد تمكن من الحصول على تلك الوثائق، التي تحتوي على معلومات حول نشاطات عدد من دول الشرق الأوسط وأجهزة مخابراتها. كما تحتوي الوثائق على تقييمات حادة حول أداء بعض القادة الأجانب إضافة إلى وصف مفصل لكيفية اتخاذ القرارات داخل وزارة الخارجية الأميركية ونشاطاتها.

وقد تواترت تقارير أخرى حول احتواء هذه الوثائق على اتصالات حساسة مع إسرائيل، ولذا فإن الأضواء قد تسلط على أنشطة «الموساد» وفقا لمراسل المجلة، الذي أضاف أن الحظ ربما سيحالف مطاردي جوليان أسّانغ فعلا، أو أنه قد أوقف فعلا.. «وربما لن نسمع به بعد الآن».

وكان موقع «ويكي ليكس» قد بث الشريط المصور لقتل الجيش الأميركي 12 مدنيا عراقيا عام 2007، في أبريل (نيسان) الماضي. وتم احتجاز برادلي ماننغ في يونيو (حزيران) الماضي. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن ماننغ قد سرق أكثر من 150 ألف وثيقة من مراسلات وزارة الخارجية الأميركية السرية، منها برقيات سرية، وإنه سلم أكثر من 50 منها إلى جهة عير مخولة الاطلاع عليها.

وإذا تمت إدانته، فإنه سيحكم عليه بسجن تتراوح مدته بين 50 و70 سنة، وفقا لمسؤولي الجيش الأميركي. وأشارت بعض التقارير إلى أن ماننغ اعترف بتسريبه للشريط المصور أثناء دخوله منتدى للدردشة الإلكترونية على الإنترنت مع قرصان كومبيوتري اسمه أدريان لامو. وقد سارع لامو بإبلاغ السلطات الأميركية. كما اعترف ماننغ بتسريبه الشريط إلى موقع «ويكي ليكس». إلا أن الموقع امتنع عن تأكيد ذلك لأنه لا يحتفظ بأسماء مسربي البيانات السرية إليه. كما ادعى ماننغ أيضا أنه سرب معلومات سرية أخرى من بينها تسجيل مصور لقصف في أفغانستان عام 2009 أودى بحياة عشرات المدنيين، وفقا لوكالات الأنباء.

تجدر الإشارة إلى أن تسجيل هجوم الهليكوبتر في بغداد احتوى على مشاهد التقطت من الجو لأشخاص يتحركون في ميدان بالعاصمة العراقية، حينما فتحت الهليكوبتر النار، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين. كما عرضت في التسجيل المصور مشاهد تصور فتح الهليكوبتر النار من جديد في وقت لاحق على سيارة تحمل مدنيين عزل حاولوا مساعدة الجرحى.