اثنان من خاطفي الطائرة التي اصطدمت بالبنتاغون كانا معروفين للمباحث الأميركية

التحقيق في ما إذا كان أعوان بن لادن قاموا بمبيعات فورية لأسهم شركات تأمين وطيران لتحقيق أرباح

TT

ذكر المسؤولون في اجهزة الاستخبارات والشرطة ان اثنين من الرجال الذي يعتقد انهم خطفوا الطائرة التي ارتطمت بمبنى البنتاغون يوم الثلاثاء كانا معروفين للسلطات باعتبارهما من اعوان اسامة بن لادن، وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحث عنهما منذ شهر اغسطس (آب) الماضي.

واستخدم خالد المحضار ونواف الحزمي اسميهما لشراء تذاكر طائرات واستقلا طائرة شركة اميركان ايرلاينز رقم 66، التي غادرت مطار دالاس الدولي وارتطمت بالبنتاغون.

واليوم، وحتى بعدما بدا ان الحكومة لم تتمكن من مواصلة اقتفاء اثار اتباع بن لادن، ذكر المدعى العام الاميركي جون اشكروفت ان المحققين «يطورون نوعا من الوضوح» بعدما بدأت السلطات في تجميع معلومات عن حياة وتحركات المشتبه فيهم وعددهم 19 شخصا واعوانهم.

وذكر مسؤول حكومي انه تم القبض على 25 شخصا لانتهاك قوانين الهجرة كجزء من التحقيق. ولم يوجه لاي منهم اتهامات رسميا، سواء بتهم تتعلق بقوانين الهجرة او بجرائم متعلقة باختطاف ثلاث طائرات اصطدمت ببرجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، ورابعة سقطت في بنسلفانيا.

وقد اجرى المحققون تحقيقات مع كل المحتجزين، الذين يتعاون بعضهم مع السلطات. ومن بين المجموعة المحتجزة اثنان تم القبض عليهما في محطة قطارات امتراك في فورت وورث. وقد حقق معهما رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي، ونقلا الى نيويورك.

والرجلان هم ايوب علي خان البالغ من العمر 51 سنة ومحمد جويد ازماث البالغ من العمر 47 سنة، وكانا في طريقهما الى سان انطونيو، وقد تم احتجازهما فيما وصفته السلطات بعملية بحث تقليدية عن المخدرات. وقد عثر معهما على مشارط لقطع الاوراق وحوالي 5 الاف دولار نقدا. وكان المختطفون قد استخدموا مشارط وسكاكين لاختطاف الطائرات.

وبالنسبة للمحضار والحزمي، ذكر المسؤولون الاستخباريون انهم ابلغوا سلطات الهجرة قبل شهرين ان الرجلين ربما يحاولان دخول الولايات المتحدة. ولكن عندما تم مراجعة سجلات ادارة الهجرة، علم المسؤولون ان الرجلين دخلا بالفعل الولايات المتحدة. وقد وصلا الى مطار لوس انجليس الدولي بجوازي سفر سعوديين مزورين او مسروقين.

واضاف المسؤولون ان المحضار شوهد في يناير (كانون الثاني) عام 2000 في اجتماع للارهابيين المشتبه فيهم في ماليزيا كان تحت مراقبة اجهزة الاستخبارات الاميركية. وكان المحللون الاستخباريون قد بدأوا، بعد قصف المدمرة كول بعدن، في البحث عن مشتبه فيهم محتملين بين المشاركين في الاجتماع.

وفي شهر اغسطس نصح رجال الاستخبارات ادارة الهجرة والتجنيس بوضع المحضار على قائمة المحظورين لمنعه من دخول الولايات المتحدة، هو والحزمي، لان الرجلين زارا الولايات المتحدة معا في الماضي. وتم ابلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدما علم المسؤولون انهما في الولايات المتحدة بالفعل. الا ان المكتب لم يتمكن من العثور عليهما.

من ناحية اخرى ذكرت صحيفة «لوس انجليس تايمز» ان المحضار والحزمي استأجرا في العام الماضي غرفة من استاذ جامعي متقاعد في ضواحي سان دييغو. وذكر البروفسور عبد الستار الشيخ ان الحزمي عاش معه في الفترة منذ سبتمبر (ايلول) الى ديسمبر (كانون الاول) وان المحضار شاركه في غرفته في سبتمبر.

وتبين ان رجلا اخر من الرجال الذين يعتقد انهم كانوا في الطائرة التي اصطدمت بمنى البنتاغون، وهو هاني حنجور، التحق بمركز سي آر ام ايرلاين تريننغ للتدريب على الطيران في سكوتسدال بولاية اريزونا في عام 1996 وفي ديسمبر عام 1997. وفي كل مرة حاول التأهل للحصول على رخصة طيار الا انه فشل.

وذكر بول بلير مدير سي آر ام انه كان يتأخر، ويتغيب بعض الاحيان ولم يكن مستعدا ولم يؤد واجبه. ولم يبد انه على استعداد لكي يصبح طيارا تجاريا.

ومع تكشف خطوط المؤامرة، يشعر المسؤولون عن تطبيق القانون بالقلق من الهوة الواسعة في معلوماتهم عن مدى اتساع العملية، ولاسيما عما اذا كانت هناك مجموعات اخرى من خاطفي الطائرات طليقة في الولايات المتحدة.

وقال المسؤولون انهم حققوا في بعض المعلومات التي اشارت الى ان مختطفين كانوا على متن طائرات اخرى يوم الثلاثاء وفشلوا في تنفيذ مهمتهم الانتحارية او انهم ظلوا على الارض يستعدون لموجة ثانية من العمليات.

وحتى الان تأكد المحققون ان عددا آخر من الرجال المرتبطين بالمختطفين تلقوا تدريبات على الطيران في فلوريدا. ولم يمكن العثور على هؤلاء الرجال. وبالرغم من ذلك ذكر المسؤولون ان المحققين لم يقدموا ادلة محددة على ان المؤامرة الارهابية تشمل اهدافا اخرى.

وذكر المسؤولون في وزارة العدل الاميركية انهم حصلوا على طلب، في نيويورك، بالقبض على شخص مطلوب كشاهد اثبات في التحقيقات. واوضحت منيدي تكر المتحدثة باسم الوزارة ان محكمة فيدرالية في نيويورك هي التي اصدرت الطلب.

والجدير بالذكر ان شاهد الاثبات الاول من اصول شرق اوسطية وقد تم القبض عليه مساء الخميس في مطار كيندي الدولي وهو يحمل هوية شخص آخر.

وكان الرجل يحمل هوية متعلقة بشقيقه. كما ذُكر ان الرجل استخدم عنوانا في منطقة بوسطن له علاقة باشخاص ربما كانوا على علاقة بالمختطفين.

وعلى صعيد آخر ذكر رجال اجهزة تطبيق القانون الاميركية والاوروبية امس انهم يبحثون فيما اذا كان اعوان بن لادن قد حاولوا تحقيق ارباح مالية من العمليات عن طريق الاتجار في مبيعات فورية لبعض الاسهم، مثل اسهم شركات اعادة التأمين او شركات الطيران.

ومثل هذه النوعية من المعاملات هي وسيلة للمراهنة على ان اسعار اسهم ستنخفض. وذكر المنظمون لسوق الاسم والسندات الاميركي ان نظراءهم في المانيا اتصلوا بهم بعدما فحصوا مبيعات فورية جرت قبل الهجوم في ثلاث شركات اعادة تأمين اوروبية كبرى، انخفضت اسعار اسهمها بلا مبرر قبل احداث يوم الثلاثاء.

واكد المسؤولون في واشنطن انه ليس لديهم ادلة على مثل هذه العمليات المعتمدة على تسريب معلومات من الداخل، ولكنهم اكدوا ضرورة فحص اي عمليات بيع سريعة.

وكانت السلطات قد وزعت على اجهزة ووكالات تطبيق القانون اسماء مائة شخص تضم بعض الاعوان المشتبه في مشاركتهم في العملية التي وقعت يوم الثلاثاء.

ووسط الفوضى الناجمة عن العمليات الارهابية، بدأت عدة مدن واقاليم في الولايات المتحدة تصبح مركز اهتمامات في التحقيق، وبصفة رئيسية تلك المدن التي انطلقت منها الرحلات الجوية او التي سقطت بها، بالاضافة الى فلوريدا حيث درس العديد من الخاطفين الطيران. وفي نيويورك وشمال نيو جيرسي يقتفي رجال اجهزة تطبيق القانون تحركات العديد من الارهابيين قبل احداث يوم الثلاثاء ويفحصون امكانية اعمال دعم في المنطقة.

فقد فتش رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الاربعاء فندق ماريوت في مطار نيو آرك، حيث يعتقد ان بعض او كل افراد المجموعة التي اختطفت طائرة شركة يونايتد ايرلاينز رقم 93 اقاموا فيه ليلة الاثنين. وكانت الطائرة قد سقطت في غرب ولاية بنسلفانيا.

وفي ولاية فلوريدا حيث يعتقد ان معظم الخاطفين عاشوا هناك، ولا سيما في الشهور الاخيرة، قضى رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي ثلاثة ايام يفتشون في فندق في ديرفيلد بيتش حيث اقام مروان الشيحي هناك لمدة اسبوعين قبل الهجوم.

وذكر ريتشارد سورما مالك فندق بانثر انه في اليوم السابق على العملية لاحظ ان حقيبة قماشية سوداء في صندوق القمامة. وعثر داخل الحقيبة على خرائط جوية للساحل الشرقي، واجهزة ملاحة جوية، وكتب من مدرسة لتعليم الطيران، وكتب فنية مصورة وقاموس الماني ـ انجليزي.

وقال سورما ان الخرائط كانت للنصف الشرقي من الولايات المتحدة. وعثر في الحقيبة على قائمة مطبوعة، من جهاز كومبيوتر لقائمة تفصيلية لرحلات شركات الطيران ومواعيدها، وان كان سورما قد ذكر انه غير متأكد عما اذا كانت مواعيد مغادرة او وصول، او انها مجرد مطبوعات تشير الى نماذج حركة طيران.

وقال ان مكتب التحقيقات الفيدرالي استعاد مشارط قطع اوراق من الغرفة التي كان يقيم فيها الشحي.

من ناحية اخرى زار رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي عمارة سكنية في مدينة جيرسي للسؤال عن رجلين يعتقد احتجازهما في قطار امتراك في ولاية تكساس.

وتعتقد السلطات ان الرجلين عاشا في 6 TONNLE AVENUE في مدينة جيرسي حتى فترة قريبة. وقال السكان ان رجال المكتب اقتحموا ابواب الشقة التي يعتقد ان الرجلين عاشا فيها.

وذكر العديد من السكان انهم لا يعلمون الكثير عن الرجال. وقالوا ان رجال المكتب قبضوا على سائق شاحنة سوري يعيش في العمارة تبين ان جواز سفره انتهى صلاحيته. وذكر سكان آخرون انهم شاهدوا ما يتراوح بين اربعة وخمسة رجال يغادرون المبنى مع رجال المكتب، وان كانوا لم يعرفوا السبب.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»