أنقرة تطالب بغداد وأربيل وواشنطن بتسليمها قادة العمال الكردستاني

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لنا بوصول لائحة بمطلوبين

TT

بينما حذرت تركيا، أمس، من أن صبرها «بدأ ينفد» وطالبت بتسليمها 248 من قيادات حزب العمال الكردستاني المتحصنين في جبال كردستان العراق، نفى مسؤول كردي علمه بتسلم أي قائمة تركية.

وحسب صحيفة «حرييت» التركية فإن تركيا «طالبت الولايات المتحدة والعراق والإدارة الكردية العراقية بتسليمها مسؤولي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في الجبال العراقية»، وقد سلمت إلى السلطات الأميركية والعراقية والكردية لائحة بـ248 قياديا في الحزب، منهم قادة عسكريون على رأسهم مراد قرة يلان وجميل بايك ودوران كالكان، إلى السلطات التــــــركية.

وبدوره أكد رئيس الأركان التركي، إيلكر باشبوغ، في تصريح صحافي أن «صبر تركيا قد بدأ ينفد، وعلى الحكومة العراقية أن تتقدم بخطوات جدية ضد الحزب الكردستاني».

في غضون ذلك أكد الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، عدم علمه بوصول أي لائحة بمطلوبين من تركيا. وقال في تصريح خص به «الشرق الأوسط»: «ليس لي علم بوصول لائحة بأسماء مطلوبين من قادة الكردستاني إلى سلطات إقليم كردستان، ولذلك لن أعلق على الأنباء التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام التركية».

وكانت تركيا قد تقدمت في السنوات الماضية بالكثير من الطلبات بهذا الصدد إلى سلطات إقليم كردستان، ولكن القيادة الكردية لم تكن على استعداد للقيام بأي دور في هذا الشأن. وأكد أكثر من مصدر قيادي كردي أن «ما يجري داخل الحدود التركية لا شأن لنا به، وأن المناطق التي يتخذها حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل مقرا له هي مناطق نائية بعيدة عن سيطرة حكومة الإقليم بسبب وعورتها، وصعوبة وصول القوات العسكرية إليها».

من جهته صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، الأسبوع الماضي بأن «العراق لن يقوم بدور الشرطي لحماية الحدود التركية»، مشيرا إلى أن «العراق يعمل في إطار اللجنة الثلاثية العراقية - التركية - الأميركية المشتركة، وأن أي دور له سيكون ضمن اتفاقات وتفاهمات هذه اللجنة».

وكانت صحيفة «حرييت» التركية قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن «تركيا طلبت أيضا شن عملية مشتركة إذا كان ذلك ضروريا» لاعتقال هؤلاء الرجال، موضحة أن «تضييق الخناق لم يكن صارما كما هو الآن على قادة حركة التمرد الذين يستخدمون قاعدة خلفية في شمال العراق الخاضع للإدارة الكردية».

وعلى الصعيد الميداني أكدت مصادر محلية في كردستان أن «10 طائرات حربية تركية شنت فجر أمس غارات على مواقع مفترضة لمقاتلي الكردستاني في مناطق (خوا كورك وخنيرة) بناحية سيدكان التابعة لمحافظة أربيل، وأسفر القصف عن جرح مواطن مدني من سكان قرى المنطقة».

من جهته كشف المكتب الإعلامي لقيادة القوات الشعبية التابعة للحزب الكردستاني في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نصه أن «تركيا استقدمت أكثر من 600 وحدة عسكرية لمحافظات محاذية للحدود التركية العراقية خصوصا محافظات (هكاري ووان وشرناخ ودرسيم)». وقال البيان: «إن عدد الوحدات العسكرية الموجودة حاليا في المناطق الحدودية وصل إلى 1045 وحدة، موزعة على النحو التالي 300 وحدة في محافظة هكاري و130 في شرناخ و180 في وام و210 في درسيم و225 في ديار بكر».

وفي اتصال مع مصدر قيادي للحزب بجبل قنديل أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «استقدام هذه القوات المناطق الحدودية يهدف إلى التحضير لشن حملة عسكرية جديدة على غرار حملة العام الماضي التي أصابها الفشل الذريع، وأن قواتنا على أهبة الاستعداد لمواجهة الحملة المرتقبة أو أي هجمات تشنها القوات التركية ضد مواقعنا ومقاتلينا، ومن غير المستبعد أن تسفر الحملة عن اختراق الحدود الدولية للعراق كما حصل في العام الماضي».