موسم أصيلة الثقافي يبحث «وثبة الطاقات المتجددة».. وموراتينوس يتحدث عن اتفاق أميركي ـ أوروبي

بن عيسى يعلن مشاركة زهاء 500 مفكر ومبدع > الأمير الحسن: غياب «مجتمع الكفاءة» وراء هجرة العقول العربية

جانب من جلسة ندوة الطاقات المتجددة التي عقدت في أصيلة أمس (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

أجمع مسؤولون عرب وأوروبيون وأفارقة على الأهمية المتزايدة التي أصبحت تكتسيها الطاقة المتجددة، على اعتبار أنها ستؤثر حتما في مستقبل التنمية، وكذلك بسبب عدم وجود انعكاسات سلبية على البيئة، وإمكانية استغلالها في تحلية مياه البحر، في ظل الحاجات المتنامية للمياه في جميع أنحاء العالم.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد دعا في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة «الطاقات المتجددة، وثبة على طريق التنمية البشرية» المجتمع الدولي «للتحرك الفوري من أجل بلورة اتفاق بيئي جديد لمواجهة التحديات البيئية المصيرية، يقوم على مبدأ المسؤوليات المشتركة المراعية لمختلف الأوضاع».

وفي الجلسة الافتتاحية للندوة التي تواصلت أمس الأحد في «مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية» في أصيلة، كشف ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني النقاب عن اتفاق أوروبي - أميركي تبلور مؤخرا حول ضرورة التوسع في مجال استعمال الطاقات المتجددة، بيد أن المسؤول الإسباني الذي ظلت بلاده ترأس الاتحاد الأوروبي حتى الثلاثين من يونيو (حزيران) الماضي، لم يتحدث عن تفاصيل إضافية حول هذه الاتفاقية، لكنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي يعمل حثيثا على ترشيد استعمالات الطاقة.

وقال موراتينوس إن القارة الأفريقية تعتبر أكبر مصدر للطاقات المتجددة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القارة تعد من أهم مناطق الطاقة الشمسية والرياح، وزاد قائلا إن هناك 3 تجارب ناجحة تتم الآن في كل من ورزازات في جنوب المغرب، وإثيوبيا، وغانا التي أصبحت تعتمد كثيرا على الطاقات البديلة، على حد قوله. ووجه الأمير الحسن من الأردن رسالة تلفزيونية إلى الندوة أشار فيها إلى أن موضوع الطاقات المتجددة تنبع أهميته من الاستعمالات المتوقعة في تحلية مياه البحر، وتوقع أن يستفاد من هذه الطاقات في كل من غزة وصنعاء، مشيرا إلى أن موارد العاصمة اليمنية المائية نضبت بالكامل.

وقال الأمير الحسن إن المشكلة تكمن في هجرة العقول العربية خارج المنطقة، وهي العقول التي يمكن أن تسهم في مشاريع الطاقات المتجددة، وأشار في هذا الصدد إلى أن 30 في المائة من أساتذة العلوم في الجامعات الأميركية هم من أصول عربية، ولا يرغبون في العودة بسبب غياب ما سماه «مجتمع الكفاءة». وتحدثت أمينة بن خضرا وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية حول مشاريع المغرب في مجال الطاقات البديلة، وقالت في هذا الصدد إن المحطات التي تشتغل بالطاقات المتجددة ستمثل 42 في المائة من احتياجات المغرب من الطاقة الكهربائية في أفق عام 2010. وأشارت ابن خضرا إلى مشاريع المغرب لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في 6 محطات، وكذلك توليدها من الرياح في عدة محطات في شمال البلاد. وخلال جلسة أمس أشارت ابن خضرا إلى أنها تأمل في الاستفادة من جميع الأفكار التي تطرح لتعميم الطاقات النظيفة. وعبر شكري محمد غانم رئيس المؤسسة الوطنية في ليبيا وهو رئيس وزراء سابق، عن اعتقاده بأن طاقة الرياح والطاقات الشمسية هي البديل الوحيد لتحلية مياه البحر. وقال أمادو أبو بكر سيسي رئيس حكومة النيجر السابق إن الطاقات البديلة هي الحل في الدول الأفريقية الفقيرة والنامية.

ومن جانبه قال سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مصدر» الإماراتية إن عملية تطوير الطاقات المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت أشواطا، مما جعل الطاقات البديلة تشكل حاليا 6 في المائة من استهلاك البلاد من الطاقة.

وتحدث ابن سالم حميش وزير الثقافة المغربي الذي افتتح أول من أمس الدورة الـ32 لموسم أصيلة الثقافي، حول ضرورة استثمار دول المغرب العربي في مجالات الطاقة المتجددة، وقال إن استثماراتها في هذا المجال ستجعل نقل هذه الطاقات إلى أوروبا أمرا سهلا، بسبب القرب الجغرافي.

وكان محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة قال في كلمته الافتتاحية للموسم، إن هذه الدورة ستعرف مشاركة 500 شخص من السياسيين والمفكرين والمبدعين والإعلاميين من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن هذا التنوع هو «الوسيلة المثلى لتوسيع دائرة المعرفة المتبادلة بين الشعوب والحضارات، وقدرنا أنه إحدى الوسائل لردم هوة الاختلاف والتباعد القائم الناتج عن الجهل بحقيقة الآخر». وقال ابن عيسى عملت باستمرار على «التفجير المستمر» للأفكار والمواقف وتصادم الخيارات والتوجهات، تحت سقف الموضوعية، وفي ظل أجواء النقاش الهادئ والرصين. ونوه ابن عيسى بدعم العاهل المغربي لمشروع أصيلة الثقافي مما جعلها تعيش «التناغم بين العمل الحكومي وعمل المجتمع المدني».

ووجه ابن عيسى تحية إلى «الذين قاسمونا متعة هذه الرحلة الفكرية والعطف عليها»، وقال إن «منهم من يحضر هذه الدورة، وبعضهم أرغمهم تقدم العمر على الاعتذار، وبعضهم غادر الدنيا مأسوفا على غيابهم». ووجه ابن عيسى شكرا خاصا إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، وقال إن هذه الدول قدمت دعما للمشاريع السكنية والاجتماعية والثقافية في أصيلة. ووجه ابن عيسى تحية خاصة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة «ضيف شرف» هذه الدورة.

يشار إلى أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وجه رسالة إلى موسم أصيلة الثقافي، كما يحتضن الموسم الحالي عدة أنشطة إماراتية في مختلف مجالات الفنون والثقافة. كما وجه الشيخ رئيس الحكومة الكويتية ناصر محمد الأحمد الصباح رسالة إلى الموسم الثقافي، منوها بالعلاقات المغربية - الكويتية.