مسؤول إيراني يحذر الأميركيين من استغلال «معلومات مهمة» عن الملف النووي

أخذت من عالم فيزياء مختف

TT

قال أحد أعضاء مجلس الأمن القومي الإيراني، إن على وزارة الخارجية الإيرانية وجميع المؤسسات التابعة لها، متابعة قضية اختطاف عالم الفيزياء النووية الإيراني، شهرام أميري، من قبل الأميركيين «بشكل جدي»، وأوضح عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان)، جواد جهانكير زاده، في تصريحات لوكالة «فارس» الإيرانية أن «ملف الجرائم الأميركية تجاه إيران خلال الثلاثين عاما الماضية، يشير إلى أن مثل هذه التصرفات عادية لدى أميركا، وأنها قامت بهذا العمل، اختطاف أميري، بما يتعارض مع جميع القوانين والأعراف الدولية، لأن الأميركيين يسعون إلى إفراغ ما يعانونه من عقد نفسية من خلال الشعب الإيراني».

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن ملف أميري يمكن النظر إليه من زوايا مختلفة، بقوله: «إن هذه الخطوات غير قانونية تماما تجاه أحد مواطنينا، وبات واضحا أن أميركا تسعى إلى استغلالها بشكل سيئ ضدنا، وتعمل على إرسال أفكار محددة عبر تكرار الحديث عن معلومات غير عادية لدى أميري، واصفة إياه بالمصدر المهم للمعلومات»، محذرا الأميركيين من مغبة استغلال ما يسمونه بـ«معلومات مهمة» عن الملف النووي الإيراني، أخذوها من أميري.

وتابع النائب عن مدينة أرومية الإيرانية، قائلا: «إن هدف أميركا من اختطاف أميري يأتي لاستخدام وسائل تجسسية تثير الرعب والفزع، بعدما نشرت كلاما لأميري أخذ منه بالقوة، واعتبرت أنها معلومات مهمة عن الملف النووي الإيراني، وبذلك يتوجب على وزارة الخارجية أن تقوم بمتابعة القضية مع بقية المؤسسات بشكل جدي، وبعيدا عن السياقات العادية». وطالب المنظمات الدولية بأن تقوم بدور في هذا الصدد، «لأنها بخلاف ذلك سوف تفقد ما لديها في مكانة في المستقبل».

وكان التلفزيون الإيراني قد عرض قبل نحو 3 أسابيع شريط فيديو جديدا، يظهر فيه رجل يُعرِّف نفسه بوصفه شهرام أميري، يؤكد أنه أفلت من قبضة عملاء الاستخبارات الأميركيين. وقال الرجل الظاهر في الشريط: «نحن في الرابع عشر من يونيو (حزيران). أنا شهرام أميري، مواطن من الجمهورية الإسلامية. قبل دقائق نجحت في الإفلات من قبضة عملاء استخبارات أميركيين في فيرجينيا». وأضاف: «قد يوقفني العملاء الأميركيون في أي لحظة.. لو حصل شيء ولم أعد حيا إلى بلدي، فستكون الحكومة الأميركية هي المسؤولة عن ذلك».

وقال الرجل: «أطلب من المسؤولين الإيرانيين، ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، تشديد الضغوط على الحكومة الأميركية للإفراج عني، ولكي أتمكن من العودة إلى بلدي»، مؤكدا أنه لم يقدم على «خيانة» بلده، ولم يسلم «أي ورقة مكتوبة» إلى أحد. وبث التلفزيون الإيراني في 7 يونيو شريط فيديو ظهر فيه رجل قدم نفسه بوصفه شهرام أميري، ليؤكد أن الاستخبارات الأميركية اختطفته، وأنه محتجز في تاكسون في أريزونا، غرب الولايات المتحدة. وقالت إيران بعدها إنها تطلب معلومات حول العالم الفيزيائي، عبر «القنوات الشرعية».

وردا على الطلب الإيراني، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، خطف العالم الإيراني، ولكنه رفض الإدلاء بأي تعليق بشأن معرفة ما إذا كان الرجل موجودا أم لا في الولايات المتحدة. ولم يوضح المسؤولون الإيرانيون الكثير من الأسئلة العالقة في قصة أميري، ومن بينها كيف حصلوا على أشرطة الفيديو التي من المفترض أن أميري صورها، وكيف هرَّبها العالم النووي إلى إيران، إذا كان فعلا محتجزا لدى الأميركيين، وكيف فر من قبضة الاستخبارات الأميركية. وقال مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، إن القصة الإيرانية عن شريط فيديو صوره أميري وهربه لا يمكن تصديقها، خصوصا أن طهران تقول إنه ما زال في أميركا.