رئيس «الشاباك» يجري زيارات لمدن فلسطينية مرشحة للانتقال إلى السلطة

ضمن «رزمة تسهيلات» أعلنت أخيرا

TT

في خطوة على طريق تسليم الصلاحية الأمنية عن مدن في الضفة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية، يقوم رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي يوفال ديسكن بزيارات طويلة للمدن المرشحة للانتقال أمنيا إلى السلطة. وأمضى ديسكن يوما كاملا في مدينة جنين شمال الضفة، الأسبوع الماضي، وحل ضيفا على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في المدينة، بعد شهر من زيارة مماثلة قام بها إلى رام الله. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن هذه الزيارة تعتبر الثانية خلال الشهرين الماضيين، حيث سبق وزار ديسكن مدينة رام الله قبل ذلك، وبقيت هذه الزيارات سرية دون الكشف عنها لوسائل الإعلام، حسب اتفاق بين السلطة وإسرائيل.

ومع التحسن الكبير في التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإن كثيرا من كبار قادة الجيش أيضا زاروا مناطق السلطة الفلسطينية، والتقوا فيها كبار المسؤولين في السلطة وأجهزة الأمن. ولا تخفي السلطة وجود تنسيق أمني وتقول إنه يأتي بالمنفعة للفلسطينيين.

ويعتبر ديسكن المسؤول عن عمليات التنسيق الأمني مع الفلسطينيين، وهو حلقة الاتصال بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين قيادة السلطة الفلسطينية من الناحية الأمنية. وقالت «هآرتس» إنه يشرف الآن على تنفيذ ما يعرف بـ«رزمة بناء الثقة»، تمهيدا للمفاوضات المباشرة.

ويعمل نتنياهو على تقديم رزمة تسهيلات، من أهمها وقف «نشاطات» جيش الاحتلال في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنها رام الله وطولكرم وأريحا وبيت لحم وسلفيت وقلقيلية، بحيث ستكون هذه المدن خاضعة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية دون أي تدخل من قبل الجيش الإسرائيلي، وإزالة المزيد من الحواجز، والسماح بفتح 6 مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في المناطق المصنفة «B»، ويتركز دورها أساسا في الحفاظ على النظام العام والقضايا الجنائية فقط، في حين تبقى صلاحية «محاربة الإرهاب» بيد إسرائيل فقط، وتسليم السلطة مساحة كافية لشق طريق للمدينة الجديدة، روابي، المزمع إقامتها إلى الشمال من رام الله.

وتأتي زيارات ديسكن التي أكدتها مصادر أمنية فلسطينية، في تلك السياقات، ويعتبر الجانب الإسرائيلي ومعه الأميركي مدينة جنين، التي كانت قبل سنوات من أكبر المدن التي يتركز فيها نشاط المسلحين في الضفة، وطالما شكلت تهديدا «أمنيا» على إسرائيل، مثالا على نجاح السلطة المدنية في خلق حالة من الهدوء والأمن في المدينة ومدن أخرى.

وانتقدت حماس زيارة ديسكن، وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة إن التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي هو الأخطر على وحدة الصف الفلسطيني والمشروع الوطني. وأضاف برهوم في تصريح صحافي: «إن هذه الزيارات تؤكد على الدور الأمني الخطير الذي تمارسه سلطة فتح في الضفة الغربية، من خلال رفع وتيرة التنسيق الأمني مع (الشاباك) الإسرائيلي، لتصفية المقاومة الفلسطينية وحماية أمن الاحتلال». وتابع برهوم: «إن فتح تتحدث عن المصالحة شكلا فقط، في حين أنها لا تعيرها أي اهتمام ولا تعتبرها كأولوية وسلوك وإرادة، وهو ما يعني أن هناك تعطيلا بشكل متعمد لهذه الجهود».