سعود الفيصل وكوشنير يبحثان عملية السلام في المنطقة والملف الإيراني

يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عصر اليوم

الأمير سعود الفيصل لدى لقائه برنار كوشنير في مقر وزارة الخارجية الفرنسية أمس (أ.ب)
TT

يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عصر اليوم في اليوم الثاني من زيارته لفرنسا بعد أن يكون قد افتتح بعيد الظهر معرض الآثار السعودية في متحف اللوفر.

وكان الوزير السعودي ضيفا على غداء عمل دعاه إليه نظيره الفرنسي برنار كوشنير في مقر وزارة الخارجية الفرنسية أمس. وأصدرت الخارجية الفرنسية بيانا مقتضبا عن اللقاء، جاء فيه أن الوزيرين «تناولا الوضع الدولي والمسائل الإقليمية وكذلك العلاقات الثنائية» بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، التي وصفها البيان بـ«الكثيفة والجيدة» مضيفا أنها «مستمرة في التطور».

وأشار مصدر سعودي إلى أن مجلس الوزراء السعودي أقر السبت ما قبل الماضي توقيع ثلاث اتفاقيات ثنائية؛ تتناول الأولى منها التعاون في الميدان النووي السلمي، والثانية الازدواج الضريبي، في حين تخص الثالثة التعاون بين معهد الإدارة العامة السعودي والمعهد الوطني للإدارة الفرنسي. ومن المقرر عرض هذه الاتفاقيات على مجلس الشورى السعودي.

وأشار البيان في فقرته الأخيرة إلى أن الوزيرين تناولا موضوع معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي سيدشن اليوم. وسيستمر المعرض حتى 27 سبتمبر (أيلول) المقبل وسيفتح أمام الجمهور ابتداء من يوم غد الأربعاء.

وعرض الوزيران لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المؤجلة إلى فرنسا وفقا للتفاهم الذي تم بين العاهل السعودي والرئيس ساركوزي خلال لقائهما في تورونتو في 27 يونيو(حزيران) الماضي وأكدا أنها «ستتم في القريب العاجل ووفق الأجندة الخاصة» بهما.

وقال المصدر السعودي إن اجتماع أمس كان بمثابة «جولة أفق» على قضايا الشرق الأوسط، وأولاها موضوع مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يقوم السناتور الأميركي جورج ميتشل بدور الوساطة فيها، وصولا إلى الملف الإيراني وآخر تطوراته. وأفاد المصدر المذكور أن مناقشات أمس أعطت الفرصة لكل طرف لكي يقدم رؤيته للمسائل التي أثيرت.

وفي خصوص الموضوع الأول، تبدو باريس «غير مرتاحة» لمسار المفاوضات غير المباشرة بسبب انعدام أي تقدم ملموس ومراوحة الأطراف مكانها. ولذا تشدد فرنسا على الحاجة إلى «دفعة دبلوماسية قوية» لإخراج الملف من عنق الزجاجة وهي تبحث عن «فرصة» لطرح أفكار جديدة هي في صدد دراستها مع أطراف في الشرق الأوسط ومع الدول الأوروبية. ومن الأفكار المتداولة، اغتنام مناسبة انعقاد القمة المتوسطية المقررة مبدئيا في الخريف القادم في برشلونة لعرض مقترحاتها التي طرحها ساركوزي على الرئيس المصري وعلى رئيس السلطة الفلسطينية خلال زيارتيهما إلى باريس مؤخرا.

وتناول الوزيران آخر تطورات الملف الإيراني التي أعقبت قرار مجلس الأمن رقم 1929 الذي فرضت بموجبه عقوبات إضافية على طهران والعقوبات الإضافية الأميركية - الأوروبية التي أتبعت العقوبات الدولية. وبحسب المصدر السعودي، فإن كوشنير عرض الموقف الفرنسي «المعروف» من ناحية المزاوجة بين العقوبات والاستعداد للحوار مع متابعة ما بدأ يظهر من تأثير العقوبات على تعاطي طهران مع هذا الملف.