الجيش الأميركي في العراق: طهران تدرب مجاميع مسلحة لمهاجمة قواعدنا

الجنرال أوديرنو: إيران أرسلت خبراء لدعم كتائب حزب الله * مقتل 11 عراقيا في هجمات

TT

أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو أمس أن مجموعات من الناشطين تلقوا مؤخرا في إيران تدريبات خاصة على شن هجمات على القواعد الأميركية في العراق. وجاء ذلك بينما لقي 11 عراقيا حتفهم في هجمات متفرقة.

وأكد الجنرال أوديرنو للصحافيين تشديد الإجراءات الأمنية المتخذة في القواعد العسكرية إثر تقارير استخباراتية تؤكد أن كتائب حزب الله، التي تتلقى دعم طهران، تخطط لشن هجمات.

وأوضح «كانت هناك معلومات استخباراتية تتعلق بمحاولة عملاء إيران مهاجمة القواعد الأميركية، وهو أمر نراقبه عن كثب». وأضاف «ازدادت التهديدات خلال الأسابيع الأخيرة باحتمال وقوع هجوم إيراني (...) لذلك قمنا بزيادة إجراءاتنا الأمنية في بعض قواعدنا».

واعتبر أوديرنو أن ذلك «يمثل محاولة من إيران والآخرين للتأثير على دور الولايات المتحدة في العراق»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وينتشر حاليا في العراق 74 ألف جندي، وتأتي التهديدات بالتزامن مع تطبيق استراتيجية خفض عدد القوات.

وأكد الجنرال الأميركي أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن المسلحين خططوا لاستهداف القواعد الأميركية، رغم عدم وضوح علاقة طهران بذلك.

وردا على سؤال حول دور القيادة الإيرانية، قال أوديرنو «إنه أمر معقد، وهو غالبا ما يكون معقدا جدا». وأضاف «ما نعرفه هو أن الأشخاص المستعدين لشن هذا الهجوم توجهوا إلى إيران حيث تلقوا تدريبات خاصة قبل أن يعودوا إلى البلاد، كما نعلم أن إيران أرسلت الشهر الماضي تقريبا خبراء لمساعدتهم».

وأكد أن هذه التهديدات لن تؤثر على عملية خفض أعداد الوحدات القتالية التي ستبلغ 50 ألفا في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل على أن يكون الانسحاب كاملا أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2011.

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وإصابة 12 آخرين بهجمات عدة صباح أمس في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها مصرع قائد صحوة و4 من أفراد عائلته جنوب بغداد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «مسلحين اغتالوا قائد صحوة في ناحية اليوسفية و4 من أفراد عائلته» دون أن يحدد درجة القرابة. وأوضح أن المسلحين «أطلقوا النار على خضير عواد قائد صحوة منطقة الجمبرانة الواقعة في ناحية اليوسفية (25 كلم جنوب غرب)، و4 من أفراد عائلته داخل منزلهم في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس)». ويأتي الحادث ضمن سلسلة هجمات تتعرض لها قوات الصحوة في المناطق المحيطة ببغداد، خصوصا بدافع من الثار، أو تصفيه الخصوم أحيانا.

وفي حادث آخر، أكد مصدر في الشرطة «مقتل اثنين من عمال محطة وقود في منطقة المهندسين، وسط بغداد، وإصابة 5 آخرين من المارة بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين». وأوضح أن «الانفجارين وقعا صباحا (أمس) عند مدخل المحطة».

وفي الخالص (60 كلم شمال شرقي بغداد) أعلن مصدر أمني في عمليات محافظة ديالى «مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة».

وأوضح أن «العبوة كانت داخل تابوت حمله محتجون عند حسينية الخالص للتظاهر احتجاجا على أعمال العنف التي أوقعت عشرات القتلى» خلال الفترة الماضية.

وذكرت وكالة «رويترز» أن الانفجار وقع في بلدة خليس على مسافة 80 كيلومترا شمالي بغداد عندما طالب أقارب ضحايا تفجير سابق بعقوبات مشددة على مشتبه فيهم من أعضاء ميليشيا «عصائب أهل الحق» الشيعية. واتهم المتظاهرون الميليشيا بتنفيذ هجوم أمس.

وقال حيدر محمود الذي قتل شقيقه في انفجار سيارة ملغومة وسط حشد في سوق في خليس في مايو (أيار) الماضي أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل: «القنبلة كانت رسالة بالدم من (عصائب أهل الحق) لردعنا عن المطالبة بالقصاص العادل من الذين قتلوا أقاربنا».

وقالت الشرطة إنها اعتقلت ستة على الأقل من أعضاء الجماعة وإنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن سلسلة تفجيرات قتل فيها أكثر من 80 شخصا في خليس في الأشهر القليلة الماضية. وأحيلت القضية لمحكمة جنائية في بغداد.

وقالت الشرطة إن الحشود الغاضبة اشتبكت أمس مع قوات مكافحة الشغب وألقت الحجارة على رجال الشرطة مما اضطرهم لمغادرة المنطقة. وبدأ المتظاهرون اعتصاما يسد طريقا سريعا رئيسيا يربط ديالى بشمال العراق.

و«عصائب أهل الحق» ميليشيا منشقة عن جيش المهدي التابع لرجل الدين المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر. ويعتقد أنها كانت وراء خطف مبرمج الكومبيوتر البريطاني بيتر مور عام 2007 وحراسه الأربعة في وضح النهار من مبنى شديد التحصين في بغداد.

وتراجع العنف في العراق بشكل عام بدرجة كبيرة منذ بلوغ العنف الطائفي ذروته في عامي 2006 و2007 لكن عمليات القتل والتفجيرات التي عادة ما تستهدف قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين أو مقاتلين سنة سابقين غيروا ولاءهم، ما زالت شائعة في العراق.