إيران تسعى لبناء جدار عازل على حدودها مع كردستان وقيادي في «بيجاك» المعارض: لن يحد من أنشطتنا

متحدث باسم البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: قرار طهران قد يخدمنا.. لكن لا جدوى منه

سائقو شاحنات في ظل شاحنة بمنطقة حاج عمران في إقليم كردستان العراق بالقرب من الحدود الإيرانية. وتهرب يوميا كميات من النفط الخام ومنتجاته عبر الإقليم إلى إيران (أ.ب)
TT

أكد قيادي في حزب الحياة الحرة الإيراني المعارض (بيجاك) أن بناء إيران لجدار عازل على حدودها مع إقليم كردستان «لن يؤثر مطلقا على نشاطاتنا، لأن قواتنا العسكرية موجودة داخل العمق الإيراني في أقاليم (دالاهو وموكريان وسلماس) وغيرها، ووجودنا على الحدود بجبل قنديل ينحصر في النشاط السياسي والإعلامي فقط، وهذا النشاط سيستمر ولن يتأثر ببناء ذلك الجدار».

وقال القيادي شيرزاد كمانكر الذي يتخذ من جبل قنديل مقرا له: «نحن لا نخوض صراعا مسلحا مع إيران فقط، بل نمارس نشاطا سياسيا وإعلاميا وثقافيا ضد النظام الإيراني، ونحن في الأساس لا نلجأ إلى القتال إلا في حالة الدفاع المشروع عن النفس، وبناء هذا الجدار العازل لن يؤثر على نشاطاتنا السياسية والإعلامية هنا في جبل قنديل، كما لن تؤثر على نشاطات حزبنا العسكرية، لأن قواتنا ومقاتلينا منتشرون داخل المدن الإيرانية في العمق، وهذا الجدار لن يؤثر على عملياتهم هناك». وأشار إلى أن «هذا القرار قد يؤثر على علاقة إيران بالدول المجاورة لها، ونحن لسنا معنيين بذلك، أما بالنسبة لنا فلا تأثير مطلقا على نشاطاتنا وعملياتنا في الداخل».

يذكر أن قرار إيران ببناء جدار عازل بينها وبين الدول المجاور لها قرار قديم، ولكن وزير الداخلية الإيراني محمد نجار جدد نية حكومته ببناء جدار اسمنتي عازل على طول حدودها مع العراق وتركيا وأفغانستان وباكستان، لافتا إلى أن تكلفة بناء الجدار على الحدود مع دول الجوار ستصل إلى ما يقرب من 150 مليون دولار أميركي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وكالات محلية كردية تصريحات وكيل وزارة الداخلية بحكومة الإقليم، فائق توفيق، التي جاء فيها أن «الجمهورية الإيرانية لا تلتزم بقراراتها»، معتبرا «بناء هذا الجدار هو فقط لاضطهاد الكرد».

غير أن اللواء جبار ياور المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم اعتبر «أن قرار إيران بناء جدار عازل يفصلها عن إقليم كردستان، شأن داخلي لا يهمنا، ولكننا نعتقد أنه لا جدوى من مثل هذه الخطوات، لأن نشاطات حزب (بيجاك) الكري المعارض تتركز داخل العمق الإيراني وليس على الحدود، ومع ذلك فإن هذا الجدار سيخدم حكومة الإقليم إذا ما تم بناؤه».

وأوضح ياور في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أن بناء مثل هذا الجدار عملية صعبة للغاية لأن حدودا طويلة تربطها مع العراق ومع كردستان وتبلغ مسافتها آلاف الكيلومترات، وحدودها مع الإقليم تتجاوز 800 كيلومتر، هي مناطق وعرة في معظم أجزائها، «لذلك لا نرى أي جدوى من بناء ذلك الجدار، رغم أنه يخدمنا لجهة قطع مبررات إيران ومضايقاتها المستمرة لحكومة الإقليم بما تدعيه من تسلل عناصر بزاك عبر أراضي الإقليم».

وأشار أمين عام البيشمركة والمتحدث باسم حرس الإقليم إلى أن «هذا القرار لا يخص فقط حدود إيران مع كردستان، بل تنوي إقامة جدران عازلة أخرى مع كل من تركيا وأفغانستان وباكستان بذريعة مكافحة تسلل القوى المتطرفة ونقل المخدرات، خصوصا بعد قيام بعض المنظمات المتطرفة بعمليات ضد النظام في المناطق السنية بإيران، ونحن ليس لنا أي اعتراض أن تتخذ الحكومة الإيرانية إجراءات تساعد على ضبط الأمن على حدودها، ولكن بشرط أن لا تتجاوز على أراضينا، فما تفعله داخل حدودها شأن داخلي لا دخل لنا فيه».