اليمن: ارتفاع قتلى معارك الحوثيين والقبائل إلى أكثر من 50 شخصا

مقتل زعيم قبلي ونجله في كمين نصبه المتمردون

جندي يمني في صعدة خلال المعارك مع الحوثيين في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

تواصلت، أمس، المواجهات المسلحة في شمال اليمن، بين رجال القبائل ومسلحين حوثيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصا في معارك، تدور رحاها منذ 4 أيام، في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، في وقت وجهت فيه السلطات اليمنية أصابع الاتهام إلى الحوثيين بقتل شخصية قبلية بارزة وعدد من مرافقيه.

وقالت مصادر مطلعة ومؤكدة لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 50 شخصا سقطوا قتلى في المواجهات خلال الأيام الماضية، والجارية بين المسلحين الحوثيين وقبائل بن عزيز في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وأكدت المصادر أن الجيش اليمني دخل على خط المعركة بعد أن أرسلت تعزيزات من آل عمار في محافظة صعدة، إلى حرف سفيان لمساندة قبائل بن عزيز التي طالما ساندت الدولة اليمنية في معاركها ضد الحوثيين، وأيضا لمحاولة فك الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المواقع التي يتمركز بها رجال القبائل.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن وساطة قبلية قادها علي ناصر بن قرشة، الوسيط الرئيسي في المفاوضات الثنائية بين الحكومة اليمنية والحوثيين وأفضت إلى توقف الحرب السادسة بين الطرفين، فشلت في إيقاف المواجهات الدامية في حرف سفيان، وأكدت تلك المصادر، أن بعض المساعي نجحت في التوصل إلى اتفاق، جرى بموجبه إسعاف كثير من الجرحى من قبائل بن عزيز الذين كانوا محاصرين في بعض المناطق على جبهات المواجهات المسلحة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن قبائل في المنطقة، أرسلت تعزيزات عسكرية، ومنها قبائل بن ذيبان، إضافة إلى مقاتلين من قبائل حاشد وذلك في محاولة لشد عضد قبائل بن عزيز في مواجهة المد العسكري الحوثي.

إلى ذلك، اتهمت اللجنة الأمنية اليمنية العليا في اليمن «عناصر التمرد الحوثية»، بالإقدام على «ارتكاب جريمة نكراء لا يقرها شرع ولا قانون تمثلت بنصب كمين غادر وجبان في منطقة نيد البارد بمديرية منبه»، أسفرت عن مقتل الشيخ زيدان المقنعي ونجله و4 من مرافقيه، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر في اللجنة قوله إن هذا «العمل الإجرامي تزامن مع خروقات أخرى واعتداءات على المواطنين ترتكبها العناصر الحوثية في عدد من مناطق صعدة وحرف سفيان؛ الأمر الذي يعكس تعمدها الاستمرار في خلق التوترات وتقويض جهود إحلال الأمن والسلام»، وأضاف المصدر أن اللجنة تدين هذا «العمل الإرهابي وتحمل العناصر الحوثية مسؤولية هذه الجريمة وما يترتب عليها من نتائج».

في حين اتهمت وزارة الداخلية اليمنية عبر مركزها الأمني «عناصر حوثية» في منطقة العمشية بمديرية حرف سفيان في محافظة عمران، بإطلاق النار على «سيارة هاي لوكس غمارتين (قمرتين) كان على متنها 2 من باعة القات يتراوح عمراهما بين 23 و27 عاما، مما أدى إلى إصابة الثاني وهو من أهالي محافظة ريمة برصاصة في جسمه»، وقالت الأجهزة الأمنية إن «السيارة كانت قادمة من محافظة صعدة ومتوجهة إلى أمانة العاصمة وعلى متنها كمية من القات».

وتسير الأمور في شمال اليمن إلى التصعيد السياسي والعسكري بين الحكومة والحوثيين، رغم أجواء التهدئة التي سادت بينهما على المستويين السياسي والإعلامي، خلال الأسابيع الماضية، وذلك بسبب التطورات الميدانية، حيث ما زالت تشهد بعض المناطق مواجهات مسلحة بين الحوثيين ورجال القبائل من جهة، ووحدات عسكرية من الجيش اليمني من جهة أخرى.