إسرائيل تبدأ بناء جدار عازل مع مصر الأسبوع المقبل

لمنع تسلل مزيد من الأفارقة

TT

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن تقديم موعد بناء جدار عازل على الحدود مع مصر، ومباشرة العمل فيه ابتداء من الأسبوع القادم. ويبلغ طول هذه الحدود 240 كيلومترا، من إيلات جنوبا وحتى قطاع غزة شمالا، لكن الجدار سيقام في 110 كيلومترات منها فقط، وسيكتفون في المناطق الأخرى بالعوائق الطبيعية توفيرا للنفقات.

وسيبدأ العمل حاليا في إقامة الجدار بطول 60 كيلومترا من إيلات نحو الشمال. وسيكون جدارا أمنيا عازلا بنفس مواصفات الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية. وتقرر تسليم مسؤولية بنائه إلى العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، عيران أوفير، الذي أدار عملية بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.

وتقرر تقديم موعد البناء من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم إلى الأسبوع القادم، بعد أن نشرت وزارة الأمن الداخلي تقريرا مستعجلا يقول إن عدد المتسللين إلى إسرائيل من الحدود المصرية يبلغ 155 ألف شخص، معظمهم (90%) من السودان وإريتريا، وإن نحو مليونين ونصف المليون ينتظرون في الطريق من أفريقيا إلى سيناء ليعبروا الحدود إلى إسرائيل طالبين اللجوء السياسي.

وجاء في التقرير أن المتسللين ينتشرون على طول البلاد وعرضها، وبلغ عددهم في تل أبيب وحدها 50 ألفا، وأصبحوا يشكلون نسبة 15% من سكان إيلات (8000 متسلل)، بينما يقبع منهم في السجون 2000.

وحذرت الوزارة من أخطار هذا التسلل في أكثر من مجال، خصوصا أن عدد المتسللين وصل في الآونة الأخيرة إلى ألف شخص يوميا، فقالت إنهم يشكلون عنصر تهديد أمني على إسرائيل، حيث إن «السودان يعتبر أحد معاقل الإرهاب الدولي»، وإن المتسللين يقيمون علاقات مع عناصر القاعدة المتواجدين في سيناء خلال انتظار الوقت المناسب للتسلل إلى إسرائيل، وإنهم يهددون برفع مستوى الجريمة لأنهم يأتون من بلاد عنيفة ويأخذون أماكن العمل للكثير من العمال الإسرائيليين والفلسطينيين في إسرائيل ويهددون التوازن الديموغرافي، حيث تقل بسببهم نسبة اليهود في إسرائيل. ولهذا، طالبت الوزارة بالإسراع في بناء الجدار لعرقلة دخولهم إلى إسرائيل.

يذكر أن أوساطا حقوقية وجمعيات حقوق إنسان في إسرائيل تتصدى لمنطق الوزارة هذا، وتفند مزاعمها، وتقول إن هناك تزييفا للواقع. فالمتسللون هم أناس هاربون من الموت، ولا ينوون العيش في إسرائيل إلى الأبد، ورغم مرور نحو عشر سنوات على بداية التسلل فإن أيا منهم لم يعتقل على خلفية تهديد الأمن، وهم لا يمارسون أي نشاط سياسي. ونسبة اشتراكهم في الجريمة تقل عن نسبة الاشتراك الإسرائيلية عموما فيها. وقالت حافا مولر، من قادة الحركات التي تناصر اللاجئين، إن «السبب الحقيقي وراء مطاردة هؤلاء اللاجئين هو كونهم عربا».