إيران: سنتكيف مع العقوبات الجديدة وسلوك أميركا إهانة لتركيا والبرازيل

ميركل: طهران لا تتعاون مع وكالة الطاقة بشكل جدي

TT

قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن إصدار مجلس الأمن قرار عقوبات ضد إيران بضغوط أميركية «يعتبر إهانة لتركيا والبرازيل وإيران، لأنها طلبت من أشخاص المضي إلى الأمام ثم تخلت عنهم بعد ذلك». ونقل الموقع الإلكتروني للبرلمان الإيراني عن لاريجاني، الذي شارك في اجتماع البرلمانات العالمية في سويسرا، أن إيران تابعت «السلوك الدولي المزدوج، وكلما استمر هذا السلوك فإننا لا نرى أي أمل لأي نجاح يمكن أن تحققه أميركا». وحول ما إذا كانت إيران قلقة من اتفاق وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة ضد إيران، قال لاريجاني إن «أهم ما يواجهنا من المشكلات هو السلوك المزدوج على الصعيد الدولي الذي لا يتعلق ببحث الملف النووي، وبمتابعة بسيطة يتضح لنا هذا النهج؛ فالكيان الصهيوني نراه يملك كثيرا من الرؤوس النووية، لكن أميركا لا تعترض على ذلك على الرغم من عدم توقيع هذا الكيان على معاهدة عدم الانتشار النووي، وهذا ما يدعونا إلى مزيد من التأمل». وتابع: «على أي أساس تتم معاقبة بلد على جريمة لم يرتكبها؟ فهم من ناحية يقولون إننا نسعى إلى محاربة الإرهاب، لكن خلف الكواليس لديهم مفاوضات مع قوى الإرهاب وتدعمهم». وسئل لاريجاني عن الإضراب الذي شهده بازار طهران، فقال: «نحن نتبنى مبدأ الحرية في إيران، ومن حق أي جماعة القيام باعتراض، لكن ما حدث من احتجاج لم يكن بسبب الوضع الاقتصادي في إيران، وإنما كان احتجاجا على الأسلوب الجديد في تحصيل الضرائب». وحول العلاقات مع روسيا، قال لاريجاني: «علاقاتنا مع روسيا كانت عادية خلال مختلف المراحل، لكن لدينا وجهات نظر مشتركة مع روسيا. كما أن لدينا اختلافا في وجهات النظر حول بعض المسائل الأخرى، إلا أن المسؤولين الروس أخبرونا في اجتماعات خاصة أن لديهم قلقا تجاه العلاقات مع أميركا وما نقوم به معهم يأتي على أساس المصالح المشتركة لكني أخالف الرئيس الروسي الرأي في ما ذهب إليه لأننا تحدثنا مع رئيس الوزراء الروسي بوتين وكانت لنا مسارات مفعمة بالأنشطة والفعاليات، ونحن نرفض العيش في عالم الخيال، لأن الروس يعلمون جيدا عدم وجود أي نوع من الأسلحة النووية لدى إيران. بذلك، يفقد الحديث عن قلق روسي في هذا الصدد أي معنى».

من ناحيته، أعلن السفير الروسي في طهران أن بلاده ترفض العقوبات أحادية الجانب من قبل أميركا وأوروبا ضد إيران. وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن أليكساندر سادوفنيكوف تحدث إلى قناة «راشا توداي» الروسية، قائلا: «إننا نعارض بشدة أي نوع من العقوبات أحادية الجانب تقوم بها أميركا التي تسعى إلى فرض مزيد من هذا العقوبات على الرغم من تلك التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، كما أن الاتحاد الأوروبي قام هو الآخر باتخاذ الخطوات ذاتها ضد إيران».

وأكد سادوفنيكوف أن «العقوبات الأوروبية الجديدة هي الأخرى تلقى منا المعارضة، لأنها لن تكون مفيدة بسبب ردود الفعل المترتبة عليها». يذكر أن روسيا أعلنت مؤخرا عن استعدادها لتزويد إيران بما تحتاجه من البنزين.

يأتي ذلك، في حين قال المندوب الإيراني لدى منظمة «أوبك» محمد علي خطيبي لـ«رويترز» إن العقوبات الدولية المفروضة على إيران ليست جديدة وإن بلاده ستتكيف مع أحدث جولة من الإجراءات الأميركية والأوروبية المشددة التي تستهدف قطاع النفط والغاز على وجه الخصوص. وذكر خطيبي أيضا أن إيران راغبة في أن تكون مرنة بشأن العملات التي تستخدمها في تجارة النفط وستدرس كل البدائل من الدولار إلى اليورو إلى الين الياباني والدرهم الإماراتي، وذلك بعد بيانات صدرت الأسبوع الماضي وأفادت بأن إيران تدرس استخدام العملة الإماراتية في تعاملاتها الأوروبية. وقال خطيبي لـ«رويترز» في مقابلة عبر الهاتف: «المسألة هي أن العقوبات ليست جديدة. الشكل مختلف. بوسعنا المضي قدما». وتابع قائلا: «ما زلنا نطور مشروعات، وفي إمكاننا توسيع قطاعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات».

إلى ذلك وعلى صعيد متصل، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن إيران لا تتعاون بجدية في ما يبدو لحل الخلافات بشأن برنامجها النووي وإنها تشك في أن تتمخض جولة جديدة من المحادثات عن الكثير. وأضافت ميركل في مؤتمر صحافي: «في الوقت الحالي لا تحاول إيران في ما يبدو حل المشكلات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجدية حقيقية. بدأنا بالفعل جولات كثيرة من المفاوضات مع إيران، ولن يدهش أحد من أن أكون متشككة قليلا في ما إذا كانت ستسفر عن شيء».