مجلس النواب اللبناني ينعى كامل الأسعد.. والتشييع غدا في سورية

سليل عائلة شيعية سياسية.. ساند بشير الجميل واتفاق «17 أيار»

TT

توفي فجر أمس رئيس المجلس النيابي الأسبق كامل الأسعد، عن عمر يناهز الـ78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، ونعت أسرته «فقيد الوطن الكبير»، معلنة نقل جثمانه صباح غد إلى مثواه الأخير في مقام السيدة زينب بسورية.

ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري «إلى الشعب اللبناني الرئيس الراحل»، سائلا «الله أن يتغمده بواسع رحمته»، في حين اعتبر الرئيس حسين الحسيني أن «لبنان خسر بوفاته كبيرا من كباره». وقال، في بيان: «له ما له وعليه ما عليه، سواء وافقته أم خالفته، يبقى على المستوى المطلوب من رجال الدولة؛ أصحاب الباع الطويل في الممارسة الديمقراطية البرلمانية».

وأثنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على «مزايا الراحل الذي كان رجلا وطنيا كبيرا وصاحب مواقف صلبة، لم يشتر ولم يبع في مواقفه؛ إذ كان حازما في القضايا الوطنية وكانت إسرائيل عدوه الوحيد».

والأسعد سليل عائلة سياسية إقطاعية، متحدرة من بلدة الطيبة في جنوب لبنان، عملت في المجال السياسي خلال القرن الماضي وكان لها نفوذها، الذي بدأ في التراجع أواخر القرن العشرين. ورث الأسعد نفوذه السياسي عن والده أحمد الأسعد، الذي تولى رئاسة المجلس النيابي اللبناني بين عامي 1951 و1953.

تابع دروسه الابتدائية والثانوية في مدرسة «الحكمة»، ونال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس عام 1952. انتخب نائبا للمرة الأولى عام 1953، عن دائرة مرجعيون، وأعيد انتخابه في الأعوام 1957 و1961 (خلفا لوالده) و1964 و1968 و1972، واستمر حتى عام 1992 بحكم قوانين التمديد للمجلس النيابي.

تنقل الأسعد بين مناصب وزارية عدة، قبل أن ينتخب رئيسا لمجلس النواب للمرة الأولى عام 1964 (8 مايو/ أيار - 20 أكتوبر/ تشرين الأول)، ثم عام 1968 (9 مايو – 22 أكتوبر)، ومع وصول الرئيس سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة اللبنانية، انتخب الأسعد رئيسا لمجلس النواب عام 1970 وتجددت رئاسته حتى عام 1984.

في عام 1970، أسس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ثم أطلق مع الرئيسين فرنجية وصائب سلام «تكتل الوسط النيابي»، وعلى الرغم من مساندته وصول سليمان فرنجيّة إلى رئاسة الجمهورية عام 1970، فإنه كان من أكثر المطالبين باستقالته من منصبه عام 1976.

لعب الأسعد دورا بارزا عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكان من أبرز المساهمين في انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية، كما ساعد على توقيع «اتفاقية 17 أيار» مع إسرائيل. وورد في «المعجم النيابي اللبناني»، الصادر عن أمين عام مجلس النواب اللبناني عدنان ضاهر ومدير عام شؤون الجلسات واللجان، رياض غنام (بيروت - 2007)، أنه «كان لهذين الموقفين أثرهما السلبي على مستقبله السياسي».

خسر الأسعد معركة الرئاسة الثانية عام 1984، بسبب فوز الرئيس الحسيني عليه، لينكفئ على العمل السياسي بعد خساراته المتتالية في الانتخابات النيابية في الأعوام 1992 و1996 و2000، ولم يتمكن عام 2005 من مواصلة حملته الانتخابية بسبب وضعه الصحي.

اشتهر الأسعد بمواقفه الصلبة ومساندته للمشاريع التربوية، كبناء المدارس وزيادة عدد المعلمين وزيادة عدد كليات جامعة بيروت العربية. له كتاب بعنوان «عقيدة ومواقف»، وكثير من الدراسات السياسية والقانونية.

- من مؤسسي «تكتل الوسط النيابي» الذي ضمه وسليمان فرنجية وصائب سلام، وقد لعب كامل الأسعد دورا رئيسيا في إيصال فرنجية إلى رئاسة الجمهورية عام 1970.

- أسس في يونيو (حزيران) عام 1970 «الحزب الديمقراطي الاشتراكي».

- حصل على امتياز جريدة «الرابطة الشرقية» الناطقة باسم حزبه.

- عام 1981 تعرض لمحاولة اغتيال في «يحشوش».

- وقف ضد «الشهابية» في أواخر عهد الرئيس فؤاد شهاب، خاصة عندما عارض التجديد له ولاية أخرى.

- في 13 مارس (آذار) 1976 قاد الحملة النيابية المطالبة باستقالة سليمان فرنجية من رئاسة الجمهورية.

- 23 أغسطس (آب) عام 1982 لعب دورا بارزا ومميزا لإنجاح عملية انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية. وهو الذي أمر بعقد الجلسة في المدرسة الحربية (الفياضية).

- ساند اتفاق «17 أيار (مايو)» مع إسرائيل.