وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا تعرضنا لصواريخ حزب الله سنضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية

قال إن الشرق الأوسط ليس أميركا الشمالية أو أوروبا بل منطقة لا رحمة للضعيف فيها

إيهود باراك (أ.ف.ب)
TT

قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي بدأ أمس زيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية، إنه إذا أطلق حزب الله الصواريخ على تل أبيب، فإن الحكومة الإسرائيلية سترد بضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية، معتبرا أن تل أبيب لن تجري وراء عناصر حزب الله أو مطلقي الصواريخ فقط، بل إنه سيتم اعتبار الحكومة اللبنانية مسؤولة عما يحدث، وبالنسبة لما يحدث داخل الحكومة وترسانتها من الأسلحة سننظر إليه على أنه تبرير لضرب أي أهداف تخص الدولة اللبنانية وليس فقط حزب الله. وفيما يخص بيع الولايات المتحدة أسلحة للدول العربية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن تل أبيب ليست في وضع يمكنها أن تقول للولايات المتحدة ألا تبيع إلى حلفاء آخرين أسلحة. وحذر باراك، في لقاء أجري معه داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، الولايات المتحدة من أن الأسلحة المقدمة للقوات اللبنانية من الممكن أن تنتهي إلى أيدي عناصر حزب الله.

* ما الهدف الرئيسي من زيارتكم الحالية لواشنطن؟

- سأذهب لأتعرف على الوضع، وما يمكن القيام به لإعطاء زخما لعملية السلام، ولا سيما مع الفلسطينيين، ولكن من دون إغفال قضايا أخرى ذات صلة بالأمن الإقليمي، وصولا إلى السوريين، ولكن تأتي القضية الفلسطينية في المقدمة. وسننظر بالطبع إلى ما يطرأ على علاقتنا مع وزارة الدفاع الأميركية. تقوم الإدارة بالكثير من أجل دعم التميز النوعي للجيش الإسرائيلي. وفي نفس الوقت، تجري مداولات داخل واشنطن بشأن المضي قدما في صفقات كبرى مع جيراننا ونريد التأكد من أننا متفاهمون مع الإدارة فيما يتعلق بهذا الأمر. وعلاوة على ذلك، فعندما أكون هناك سنتحدث عن قضايا إقليمية أخرى بدءا من حزب الله داخل لبنان وحماس في غزة وصولا إلى إيران بالطبع. وسأجد فرصة للاجتماع مع بعض الأصدقاء داخل المؤسسة الاستخباراتية والوزيرة كلينتون والوزير غيتس وربما الجنرال جونز. وخلال زيارتي إلى الولايات المتحدة، سوف أجتمع أيضا مع بان كي مون ومسؤولين آخرين داخل الأمم المتحدة للحديث بشأن ما بقي من تقرير غولدستون وما يخططون له فيما يتعلق بأسطول «غزة» ولجنة المراجعة. إنه برنامج ممتلئ جدا. وربما اجتمع مع صحافيين، بالإضافة إلى عدد من القيادات داخل الكونغرس.

* عندما تشير إلى «صفقات كبرى» هل تعني بذلك الطائرات إف 15 التي ستبيعها الولايات المتحدة إلى السعودية؟

- نتفهم حاجة الولايات المتحدة، وفق استراتيجية الإدارة، إلى نوع من تعزيز الدول العربية المعتدلة في مواجهة التهديد القادم الذي تطرحه الهيمنة الإيرانية. ولكن، في نفس الوقت، لدينا تفاهم عرفي مع الإدارات المتعاقبة فيما يتعلق بالحفاظ على تميز إسرائيل في نظم السلاح والمؤن وما إلى ذلك. وعليه نود التأكد من أنه خلال العمل وفق هذه الاستراتيجية ستحتفظ إسرائيل بالتوازن في المجمل، وأننا لن نجد أنفسنا في وضع متدن على المدى الأطول حال حدوث أي تغييرات داخل منطقة الشرق الأوسط. وسوف نناقش الصفقة المقبلة مع إسرائيل بخصوص الجيل الخامس من الطائرات «جوينت سترايك فايتر». نحن مهتمون بها ونريد الحصول على التوازن المناسب.

* فيما يتعلق بالصفقة السعودية، هل ستقول للولايات المتحدة ألا تبيع الطائرات إليها أم ستكون إسرائيل راضية بحصول السعوديين على طراز أقل تطورا؟

- لست مستريحا إلى الحديث عن ذلك صراحة، ولا أعتقد أن إسرائيل في وضع يمكنها أن تقول للولايات المتحدة ألا تبيع إلى حلفاء آخرين نظم أسلحة لأنها لو لم تبع ربما يقوم آخرون بذلك. ولكننا سنقدر لو تم تعويضنا وضُمن التميز النوعي بالإضافة إلى بعض أشياء أخرى مرتبطة بالتميز الكمي، ففي مرحلة معينة، يتحول الكمي إلى نوعي، ولا سيما إذا كانت الطائرات نفسها متطورة جدا.

* هل ستبحث عن شيء محدد فيما يتعلق بالتمويل أو التقنية المرتبطة بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية التي تهدف إلى حماية المدن الإسرائيلية ضد الهجمات الصاروخية؟

- تركز رؤيتي منذ اليوم الأول في منصبي الحالي على الوصول إلى منظومات اعتراض متعددة تقف ضد كافة أنواع الصواريخ والقذائف على أساس أن ذلك يمثل ركيزة هامة في أمننا ولا سيما عندما يحين وقت بناء أو تحقيق استقرار داخل المنطقة بالكامل. ونحن لا نتحدث عن منظومة القبة الحديدية وحدها، وهي منظومة على المدى القصير يمكن أن توفر حماية لمدنية أو لمدينة صغيرة، فربما تحتاج مدينة مثل تل أبيب إلى العديد البطاريات. ولكن هذه هي الطبقة الأقل ارتفاعا والتي تحمي من القذائف الصغيرة أو الصواريخ القصيرة المدى. وبعد ذلك، تأتي منظومة «مقلاع داوود»، وهي تحمي ضد الصواريخ المتوسطة والتي يوجد عشرات الآلاف منها لدى جيراننا. ويمكن أن يعمل هذا النظام أيضا ضد صواريخ كروز ونظم أسلحة أخرى وضد الطائرات. وهذه هي الطبقة الثانية. وبعد ذلك الطبقة الثالثة وهي نظار «أرو». ونعمل مع الولايات المتحدة على نظام «سوبر أرو» وهو نوع من الصواريخ الاعتراضية التي تحمينا من صواريخ قادمة من أماكن داخل سورية أو إيران. نحتاج إلى عشرات الآلاف من الصواريخ الاعتراضية القصيرة المدى والآلاف من الصواريخ الاعتراضية ضمن مقلاع داوود ومئات الطبقات الأعلى. ومن أجل تعبئة هذه النظم بالكامل نحن في حاجة إلى 7 - 8 مليارات دولار، وأتوقع أنه في إطار الوصول إلى سلام مع جيراننا سنكون قادرين على توفير ما يُشعر الإسرائيليين بالأمن. مزيج من منظومة الاعتراض المتعددة الطبقات مع أفضل نظم الأسلحة وأفضل الطائرات وأفضل المقتدرات الهجومية، ويمكن استخدام هذا المزيج من أجل حماية إسرائيل من التهديدات المستقبلية. وفي الوقت الحالي نضع في الاعتبار أنه بعد انسحابنا من لبنان قبل 10 أعوام انتهى الأمر بأن تحتوي المنطقة حاليا على عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي تغطي دولة إسرائيل بالكامل. وخلال 5 أو 10 أعوام ستكون هذه الصواريخ دقيقة بدرجة أكبر تكفي لإرهاب السكان في المناطق الحضرية وضرب أهداف ملموسة. نحن دولة صغيرة جدا ولذا نحتاج إلى هذه الحماية. لقد قمنا بذلك داخل لبنان، انسحبنا، وأصبحت المنطقة مملوءة بالصواريخ والقذائف. وقمنا بذلك داخل غزة، وأصبحت المنطقة ممتلئة بصواريخ تغطي تل أبيب بالإضافة إلى مناطق أخرى في الجنوب ونصف إسرائيل. وفي إطار دراسة اتفاق مع الفلسطينيين يؤسس لدولة فلسطينية جنبا إلى جنب إسرائيل، علينا ضمان مبادئ مرتبطة بأمننا، وهي ألا تصبح الضفة الغربية مثل غزة وجنوب لبنان بأن تكون منصة للصواريخ، وألا تتكرر موجة الأعمال الإرهابية التي انتشرت في إسرائيل في الفترة من 2001 إلى 2003 وجميعها كان من الضفة الغربية. يجب التعامل مع هذه العناصر في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ومن الواضح أنه يجب تناول ذلك مع السوريين واللبنانيين. وعليه نحتاج إلى هذا الركن الأساسي وهو منظومة اعتراض صورايخ متعددة الطبقات، بالإضافة إلى مقتدرات هجومية وتقنية للتفتيش الحدودي والإنذار المبكر.

* كم من ذلك تحتاج إلى أن تقوم الولايات المتحدة بتمويله؟

- لا أكون مستريحا بتقديم الطلبات مسبقا. عندما جلست مع الرئيس كلينتون في محاولة لتوضيح احتياجات إسرائيل فيما يتعلق بالاتفاق مع الفلسطينيين انتهى الأمر بـ40 مليار دولار أو 50 مليار دولار يحتاجها الفلسطينيون من أجل حل قضايا مثل اللاجئين والبنية التحتية وإعطائهم دفعة من أجل تحقيق استقلال اقتصادي. ونحو 20 مليار دولار لإسرائيل لترتيب الاحتياجات الأمنية الضرورية طبقا للوضع عام 2000. ولذا أعتقد أننا في حاجة إلى شيء مشابه. ولا أعتقد أن الاقتصاد الأميركي الذي يعاني من عبء كبير في الوقت الحالي يجب عليه تلبية هذه الاحتياجات كلها.

* ما هي تكلفة إعادة توطين المستوطنين اليهود مرة ثانية في إسرائيل بصورة ملائمة؟

ـ أعتقد أننا إذا استطعنا الحصول على ضمانات قروض لما نحتاجه للمستوطنات فسيكون ذلك كافيا، لكن بالنسبة للأمن فنحن بحاجة إلى مساعدة مباشرة. بالنسبة للجانب الفلسطيني يمكنهم الحصول على المساعدات من الاتحاد الأوروبي والدول العربية الغنية. والبعض منها لديه صناديق سيادية تقدر بتريليونات الدولارات أو أكثر. وأعتقد أنهم قادرون على دعم أشقائهم الفلسطينيين. وأعتقد أن إسرائيل في الوقت الحالي قوية وواثقة من نفسها وقادرة على اتخاذ الخطوات لوضع نهاية للنزاع ولدينا هذا النوع من المسؤولية الواعية، إذن ينبغي أن نكون واقعيين بلا أوهام فهذه ليست أميركا الشمالية أو أوروبا بل نحن في منطقة لا رحمة فيها للضعيف كما تعلم، كما أنه لا وجود للفرصة الثانية لأولئك الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. لكني أعتقد أننا أقوياء بما يكفي ويجب أن نكون واثقين لمد أيدينا والاستعداد لعقد السلام وتوجيه أبصارنا تلقاء الترتيبات الأمنية.

* هل يتفق معك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الحاجة إلى مبادرة سلام جريئة؟

- أعتقد أنك تعلم أن الرئيس مستعد للسلام، لكن الدليل بطبيعة الحال يجب أن يكون عمليا من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات وكما ذكرت يجب علينا ألا نغفل عن الحاجة إلى بناء سلام إقليمي للمنطقة ككل عبر الترتيبات المشتركة والاتفاقات وكيفية محاربة الأصولية الإسلامية وكيفية حماية الأمن وضمان الاستقرار وكيفية مواجهة التهديدات الخارجية من لاعبين مثل إيران.

* هل يمكن إبعاد سورية عن إيران، وما الذي يتوجب على الولايات المتحدة القيام به لتحقيق ذلك؟

- أعتقد أن تحقيق تقدم في عملية السلام على الصعيد السوري يمكن أن يحقق ما لم أتمكن من القيام به مع والد الرئيس السوري بشار الأسد ويمكن أن يكون تغييرا في اللعبة في المنطقة. وأعتقد أنها مهمة استراتيجية إلى حد بعيد. إذا كانت سورية قادرة على تطبيع علاقاتها مع العالم الحر وفتح الطريق أمام الانتعاش الاقتصادي لتأمين المجتمع المدني والتنمية وأخذها بصورة ما عند نقطة معينة بعيدا عن المحور الراديكالي، هذا ما يمكن أن يطلق عليه تغيير اللعبة. وأعتقد أن هذا يسهم في مصلحة الدول العربية المعتدلة ومصلحة الولايات المتحدة في المنطقة وبالطبع بالنسبة لإسرائيل. ونحن نعلم تماما ما هو على المحك، وأعتقد أن كلا الجانبين يدرك نوع القرارات التي ينبغي عليه اتخاذها لتحقيق تقدم. وأعتقد أن هذا هو التوقيت المناسب - لا أعلم متى يمكن أن يحدث ذلك - لكن الوقت المناسب للأمل ربما لا يكون متأخرا وسنتمكن من التعامل مع هذه القضية أيضا. نحن نرى أن أي انفراجة على المسار السوري ستكون فرصة أيضا لعقد سلام مع لبنان وإنهاء شذوذ حزب الله، الذي يشكل دولة داخل الدولة، فهو ميليشيا لديها مندوبون داخل البرلمان ووزراء في الحكومة ولديهم قوة تصويت داخل الحكومة ولديهم استقلالهم الخاص وربما العمالة لإيران أو السياسات المستقلة المستوحاة من إيران تجاه إسرائيل وترسانة من آلاف الصواريخ.

* قلت إنك ستحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي استفزازات يقوم بها حزب الله. فماذا يعني ذلك؟ - يعني أن الأمر سيكون مغايرا لما حدث في 2006 عندما طالبتنا وزيرة الخارجية الأميركية (كوندليزا رايس) إبان عهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت بعدم المساس بحكومة فؤاد السنيورة وامتثلنا لذلك. وأعتقد أنهم سيكونون مسؤولين عما سيحدث إذا أطلق حزب الله الصواريخ على تل أبيب، لن نسعى وراء إرهابيي حزب الله أو مطلقي الصواريخ وفقط بل سنرى أن حكومة لبنان مسؤولة عما يحدث وبالنسبة لما يحدث داخل الحكومة وترسانتها من الأسلحة وسننظر إليه على أنه تبرير لضرب أي أهداف تخص الدولة اللبنانية وليس فقط حزب الله. ونحن بطبيعة الحال لا نسعى إلى ذلك. ونحن غير مهتمين بتدهور كهذا في العلاقات. لكن أن نكون محاطين بكل هذا الكم من العملاء الذين يعملون ليس فقط بمواجهة التهديدات المباشرة لهم بل ربما النشاط من قبل لاعبين لأسباب خارجية ولا يمكننا قبول هذا الشذوذ في الفكرة وأعتقد أنه لا توجد دولة مستقلة تقبل هذا.

* هل ترى من وجهة نظرك أن دعم الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية أمر خاطئ؟ - نحن نحذر أصدقاءنا الأميركيين من أن الحواجز بين القوات اللبنانية وحزب الله غير متينة. ومهما تقدم للقوات اللبنانية فربما ينتهي به المطاف إلى أيدي حزب الله سواء أكان ذلك نوعا من التكنولوجيا أو الأسلحة. ونحن نعتقد أن محاولة المجتمع الدولي لفرض سلوك معين على اللبنانيين والإيرانيين والسوريين عملية خاطئة. هناك القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقرار 1701 اللذين خرقهما حزب الله عبر الدعم السوري لحزب الله والدعم الإيراني.

* ربما تكون الولايات المتحدة بحاجة إلى البحث عن سياسة جديدة تجاه سورية؟ - لا يمكنني الادعاء بأنني قادر على صياغة سياسة أميركية، فالأمر عائد إلى الإدارة الأميركية، وأنا لا أحسد الإدارة الحالية على الضغوط التي يواجهونها في الشرق الأوسط الكبير. فهي تحمل عبئا كبيرا في محاولة جعل العالم مكانا أكثر أمنا. لكني عندما أفكر في الشأن السوري أضحك عندما أتذكر الرئيس حافظ الأسد ومحاولات الرئيس بيل كلينتون عقد سلام معه، وليس معي. لكنا رتبنا الأمر بصورة تجعله إذا رغب في الذهاب إلى واشنطن فإن عليه المرور عبر القدس لأنهم مهتمون في الأساس باستمرار النظام في حماية مستقبل اقتصادهم. إنهم بحاجة إلى الكثير من الأشياء من العالم الحر. فهم يحتاجون منا إلى مرتفعات الجولان ونحن بحاجة إلى الأمن والتحذير المبكر والعلاقات الآمنة وتوقف عملية الإرهاب الراديكالي الذي يمارس عمله في وضح النهار في دمشق، ومن كل أفراد حماس في غزة الذين يعملون بحرية. لدى كلا الجانبين الكثير لكي يحققوه، نحن لسنا خائفين من سورية ولا أعتقد أنهم خائفون منا أيضا. ولا أعتقد أنهم سيقومون بشيء ما تجاهنا. لكني أعتقد أنهم متورطون بصورة كبيرة في دعم حزب الله وحماس وبعض الأفعال الأخرى غير الحميدة.

* إنني مندهش من أنه لا توجد عملية سلام مع سورية في الوقت الراهن وأن إسرائيل سمحت لحزب الله بالحصول على 40 ألف صاروخ كما يقول.

- في ذلك الوقت، لم تستطع القيام بذلك مع الأب، كان العمر قد تقدم به، ومن المحتمل أنه كان سيصب مزيدا من التركيز على تمرير الشعلة إلى نجله، أكثر من حل القضايا العالقة مع إسرائيل التي لا نستطيع اختراقها. بيد أن الفرصة، وأكثر من ذلك الحاجة، لا تزال سانحة. وفي هذه الأيام نتعامل بصورة مكثفة مع الفلسطينيين، لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك مصلحة رئيسية لجميع اللاعبين في المنطقة والعالم الحر، وأعتقد أنه عندما يحين الوقت، فإنها تظهر. إنك هنا في مقر وزارة الدفاع، وعلى الجانب الآخر قوات الدفاع الإسرائيلية. وعلى جانبي هذا المبنى، ولمدة سنوات، كنا نعتقد أنه من مصلحة إسرائيل المهمة للغاية من هذه القوة أن تكون قادرة على صنع السلام لأن البديل، إذا لم نستطع تحقيق السلام عند نقطة معينة، سيكون الحرب. وبعد الحرب، سيتعين علينا بالأساس الجلوس وحل نفس القضايا إلى أدق التفاصيل التي كانت قبل عشر سنوات على طاولة المفاوضات وستكون لمدة عشر سنوات على الطاولة. وبصورة أساسية، الوقت ليس متأخرا لمحاولة تجنب جولة أخرى إذا كان ذلك ممكنا.

* ما الفرق الرئيسي الآن بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بإيران؟

- أعتقد أن التشخيص أصبح مماثلا إلى حد ما على عكس الموقف في الماضي، أثناء وجود تقديرات استخباراتية وطنية، وهو نوع من الوثائق قبل عدة أعوام عندما كان هناك اختلاف. أعتقد أن إدراك الحقائق يقترب، ليس فقط مع الولايات المتحدة، لكن بالأساس مع الدول الأوروبية الرائدة وأكثر فأكثر مع الروس وغيرهم من الذين يفهمون أن الإيرانيين مصممون على الوصول إلى القدرة النووية. إنهم مستعدون للرقص في كل ساحة. إنهم مستعدون للتحدي والخداع، وللغش وإعطاء الإيماءات الدبلوماسية وتجديدها. لا يهم ذلك. إنهم عاقدو العزم على الوصول إلى القدرة العسكرية النووية، والآن لا يزال الوقت متاحا أمام للعقوبات، ولا ينبغي أن يكون ذلك للأبد، فلا شيء سوى عقوبات أشد بدرجة أكبر يمكن أن يقنعهم بإيقاف برنامجهم النووي.

لذا، فإننا نرى أن التشخيص مماثل. ومن المحتمل أن يكون هناك اختلافات بشأن ما يمكن القيام به في هذا الشأن، وطريقة تنفيذه، وما هو الإطار الزمني الذي من الممكن في داخله اتخاذ خطوات محددة ولا يمكن اتخاذها بعد نقطة معينة لأنهم يتحركون؛ إنهم يجمعون المزيد والمزيد من اليورانيوم منخفض التخصيب، وبدأوا في الوصول إلى يورانيوم متوسط التخصيب. تعرف أنه لا يزال هناك مرحلتان أخريان، لكن عندما يجمعون المزيد والمزيد من المواد والمزيد والمزيد من المواقع وينشرونها على المزيد والمزيد من المناطق، ينبغي لنا مراقبة جميع هذه السمات. لا نزال نعتقد أن هناك وقتا أمام العقوبات، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك للأبد. لقد نصحنا الزملاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم بعدم رفع أي خيار من الطاولة، وإننا نعني ذلك.

* هل تعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية إذا لم تنجح العقوبات؟

- لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال. لا أعرف. أعتقد أن الإدارة جادة بشأن طبيعة التهديد، ليس فقط لإسرائيل. إنه تهديد لأي نظام عالمي يمكن تصوره. ينبغي لنا أن نفهم أن إيران النووية تعني حتمية وجود سباق تسلح نووي جديد في منطقة الشرق الأوسط.. وسيقود ذلك إلى إرهاب الدول العربية المجاورة حولها، وسيعطي زخما لـ«القاعدة» والحوثيين في اليمن، والصوماليين والجهاد الإسلامي، وحركة العسكر الطيبة (في باكستان)، وجميع هذه التكتلات من الجماعات الإرهابية، وسيبدأ بالأساس العد التنازلي لتوافر سلاح نووي في أيدي بعض الجماعات الإرهابية. وحتى إذا كان هذا العد التنازلي سيستغرق من 10 إلى 15 عاما، فإننا بالفعل متأخرون في مواجهة ذلك. لك أن تتخيل التدفق الحر للنفط من الخليج العربي في ظل هيمنة إيران، هذا النوع من التدفقات تحت إذن من الإيرانيين. إنه شيء مزعج إلى حد كبير، وأعتقد أنهم يطورون صواريخ أرض - أرض تصل الآن إلى أوروبا الشرقية وبعض المناطق في روسيا، وبعض المناطق في الاتحاد السوفياتي السابق، لكن في غضون خمسة أعوام قد يصل مداها إلى أوروبا الغربية.

* يبدو أن صبر إسرائيل بدأ ينفد إزاء إيران.

- أعتقد أنه بالأساس لا يزال الوقت متاحا أمام العقوبات. أعتقد أنها ليست مسألة سنوات. لن تمر سنوات عديدة قبل أن نرى ما سيحدث. إننا نؤمن بالعقوبات الفعالة، ولا يهم كيف تصف هذه العقوبات، سواء وصفتها بأنها قاتلة أو تسبب الشلل. ينبغي أن تكون فعالة، ينبغي أن تنجح. لا أرى أنها تنجح حتى الآن. كان هناك ثمن محدد ينبغي دفعه بالنسبة إلى التحالف الذي فرضها.. يجب أن تشمل كل شيء من الناحية العملية، ولم نصل إلى ذلك بعد، ومن المحتمل أننا لن نستطيع الوصول إلى ذلك. من المحتمل أننا عند نقطة معينة ينبغي أن ندرك أن العقوبات من الممكن أن لا تنجح.

* هذا ما قاله ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن العقوبات لن تنجح.

- بانيتا شخص ذكي.

* وماذا عن الفلسطينيين؟

- نعتقد أننا يجب أن ننتقل من هذه المحادثات غير المباشرة المصطنعة إلى حد ما إلى مباحثات مباشرة، لكن بمجرد الانتقال إلى المحادثات المباشرة يجب علينا أن نكون قادرين على طرح القضايا الحقيقية وعلينا مناقشة جميع القضايا الجوهرية.

أعتقد أن الشعب الإسرائيلي انتخب كنيست تم من خلاله تم تشكيل حكومية يمينية، إنني أمثل الوسط، يسار الوسط. أعتقد بقوة أنه علينا إرساء أو تقوية علاقاتنا العميقة مع الولايات المتحدة في إطار استراتيجية أوسع نطاقا للعالم الحر في هذه المنطقة من أجل مواجهة التهديدات الحقيقية، المتمثلة في الإرهاب الراديكالي والانتشار النووي والدول المارقة، خاصة إيران، ومن أجل أن نكون قادرين على القيام بذلك بصورة جريئة. أعتقد - وهذا ليس الموقف الرسمي للحكومة - أننا ينبغي أن نكون مستعدين لطرح خطة تشتمل على جميع العناصر، وعلى رأسها إدراك أن هناك ضرورة ملحة لنا للموافقة على حل الدولتين وتنفيذه قبل أن يفوت الأوان، لأنه فيما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط يعيش 11 مليون فرد، إذا كان هناك دولة سيادية واحدة فقط تسمى إسرائيل وتسيطر على المنطقة، فستصبح لا محالة غير يهودية أو غير ديمقراطية لأنه إذا لم يستطيعوا التصويت.. وإذا استطاعوا التصويت فإنها ثنائية القومية.

* لم تجلس في حكومة مع أناس لا يتقاسمون معك نفس وجهة النظر في هذا الشأن؟

- أعتقد أنه يجب علينا أن نكون قادرين على رسم حد داخل أرض إسرائيل بطريقة قائمة على الأمن والاعتبارات الديموغرافية، حيث يكون على الجانب الداخلي هناك أغلبية يهودية صلبة لأجيال قادمة، وعلى الجانب الآخر توجد دولة فلسطينية منزوعة السلاح لكن مستقلة وقابلة للحياة على الصعيد الاقتصادي والسياسي. أعتقد أنه لا يزال هناك عقبة في غزة، لأن هناك نصف شعبهم وقطعة محددة من الأرض ونفاذا وحيدا إلى البحر الأبيض المتوسط. وينبغي حلها داخل الساحة الفلسطينية بطريقة محددة. أعتقد أن السلطة الفلسطينية ينبغي أن تستأنف السيطرة على غزة بصورة ما.

* خدمة «واشنطن بوست»خاص بـ «الشرق الأوسط»