التحقيقات تكشف: مفجرو الطائرات تغلغلوا بهدوء في حياة المجتمع الأميركي

TT

كشفت السلطات الاميركية ان 16 على الاقل من بين 19 من المختطفين المشتبه فيهم، دخلوا الولايات المتحدة بتأشيرات قانونية، وهو الامر الذي يعزز صورة الارهابيين الذين استغلوا المجتمع الاميركي المفتوح للتخطيط للهجمات على وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ومركز التجارة الدولي. وحصل 15 من المشتبه فيهم على تأشيرات عمل او سياحة من القنصليات الاميركية في الخارج، بينما دخل واحد منهم بتأشيرة تسمح له بالحصول على دورات تدريب مهنية، كقيادة الطائرات. واضاف المصدر الذي كشف هذه المعلومات انهم بعدما دخلوا الولايات المتحدة امتزجوا بالمجتمع، حتى بالرغم من انتهاء صلاحية تأشيرات بعضهم. وفي الوقت الذي دخل فيه اكبر تحقيق جنائي في تاريخ الولايات المتحدة اسبوعه الثاني، اعلنت السلطات ان 49 شخصا من الذىن تشملهم التحقيقات احتجزوا لاحتمال انتهاكهم اجراءات الهجرة، بينما تم القبض على شهود اثبات طبقا لاوامر اصدرتها المحاكم الفيدرالية من منطلقات امنية وطنية. واوضحوا ان العدد في تزايد. وذكر روبرت مولر الثالث مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي للصحافيين ان بعض الافراد المعتقلين يتعاونون، بينما لم يتعاون البعض الاخر. وتجدر الاشارة الى ان المحققين قبضوا على العديد من الاشخاص ويفحصون العديد من الوثائق، من الاوراق التي صادروها والاتصالات التي تنصتوا عليها، لدرجة ان مولر وجه نداء وطنيا الى الذين يتحدثون باللغتين العربية والفارسية للتعاون. وقد توسعت شبكة التحقيقات بعدما بدأت السلطات الفيدرالية في الكشف عن تفاصيل شبكة الدعم للخاطفين وحل اللغز الاساسي: هل يوجد ارهابيون اخرون طلقاء في الولايات المتحدة؟ هل تم الترتيب لعمليات اخرى؟

وفي الوقت ذاته ذكر النائب العام الاميركي جون اشكروفت ان الاحياء من اعوان الخاطفين لديهم «علاقات» بمنظمات ارهابية و«ربما هم لا يزالون في الولايات المتحدة». وقال اشكروفت انه سيسعى للحصول على سلطات اكبر للمحققين، واعلن ان 300 من اعضاء شرطة المقاطعات انضموا الى الفريق الذي يحقق في العمليات. ومن ناحية اخرى فتش رجال مكتب التحقيقات العديد من المنازل ومكاتب الاعمال واستمروا في ملاحقة عشرات من الافراد المطلوبين للتحقيقات. ومن بين المجالات التي يركز عليها التحقيق حركة البريد الاليكتروني بين المتآمرين. فقد طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي من شركة ميكروسوفت سجلات البريد الالكتروني «هوتميل» التي تحمل كلمة طيار بالانجليزية والحرف «زد» (Z) في العنوان، طبقا لمصادر على علاقة بالتحقيقات. كما ان الحكومة تسعى لمعلومات عن الحسابات التي تديرها «اميركا اونلان» و«ايرثلينك» والعديد من مجهزي خدمة الانترنت. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي ان بعض المشتبه فيهم ربما تمكنوا من الدخول الى مواقعهم البريدية عبر اجهزة كومبيوتر في مكتبتين عامتين في مدينة هوليوود بولاية فلوريدا، طبقا لسام موريسون مدير المكتبات في مقاطعة بروارد. وقد بعثت السلطات بطلبات استدعاء الى مكتبات المقاطعة تطلب فيها سجلات اليكترونية واوراقا متعلقة بمعاملات قام بها اي شخص في قائمة من الاسماء اعدها مكتب التحقيقات الفيدرالية. وقال موريسون «لقد طلبوا كل المعلومات التي لدينا بأي شكل من الاشكال فيما يتعلق بهذه القائمة من الافراد. وفي مكتبة دلراي بيتش بفلوريدا ذكر امين مكتبة ان شخصين من الشرق الاوسط، بينهما رجل يتطابق اسمه مع اسم ورد في قائمة المشتبه فيهم التي اعدها مكتب التحقيقات الفيدرالي، قد استخدما تسهيلات الانترنت في المكتبة. وفي بوسطن يحقق المسؤولون الفيدراليون في تقرير يفيد بان رجلا لا يحمل التراخيص الامنية اللازمة دخل الى برج المراقبة في مطار لوغان في بوسطن قبل ثلاثة ايام من العملية الارهابية. والجدير بالذكر ان طائرتين من الطائرات المخطوفة اقلعتا من مطار لوغان ووجهتا نحو برجي مركز التجارة العالمي. وعلى صعيد اخر، قالت ارلين سلاش المتحدثة باسم هيئة الطيران الفيدرالي «اننا على علم بالاتهامات الموجهة لتسهيلاتنا ونحقق في الامر». واضافت انه لا يوجد سجل لزوار برج المراقبة. وقالت ان شريط فيديو للبرج يمكن ان يمسح خلال 24 ساعة من الزيارة، كما رفضت مناقشة التقارير المنشورة التي قالت ان الرجل ادعى انه طيار مدني وان اسرته تعيش في افغانستان. وقد استمر رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي في استكشاف شبكات اجتماعية وترتيبات اقامة وحياة الخاطفين. فقد زار رجال المكتب مرتين موتيلا فاخرا على الطريق السريع رقم واحد في لوريل ميريلاند حيث زار اثنان من المشتبه فيهم الفندق بهويات غير معلنة. وهو موتيل بين ديل». وكان نواف الحمزي، وهو واحد من خاطفي طيارة اميركان ايرلانز رقم 77 التي ارتطمت بالبنتاغون، اقام في هذا الموتيل في اول سبتمر (ايلول) الحالي، كما تكشف سجلات الفندق. وقد دفع 42.90 دولار نقدا عن الغرفة التي بات فيها وسجل عنوانه 161 LEXINGTON AVE. في مدينة نيويورك. كما اقام زياد الجراح الذي يعتقد انه قاد طائرة شركة يونايتد ايرلاينز رقم 93 من نيوآرك بولاية نيوجيرسي في نفس الموتيل قبل اسبوع. وقد دفع 132 دولارا ببطاقة فيزا عن ثلاث ليال قضاها عندما اقام في الفندق ابتداء من 27 اغسطس (آب). وفي اليوم التالي وفي الساعة السادسة وعشرين دقيقة غادر الفندق. وقد اعادت له ادارة الفندق 44 دولارا. وفي الوقت ذاته تبين ان اثنين من المشتبه فيهم بخطف الطائرات اقاما لمدة اسبوع في «موتيل فلنسيا» في لوريل، حيث فحص رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي سجلات الاقامة، وايصالات بطاقات الائتمان وسجلات المكالمات الهاتفية في الفترة من 23 اغسطس الى 11 سبتمبر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»