إسرائيل تحتفظ بحق الرد على صاروخ «غراد» سقط في عسقلان

طلبت من مجلس الأمن الاعتراف بشرعية حصارها لغزة.. وربطت بين الحادثة وإعطاء ضوء عربي للمفاوضات المباشرة

TT

بدد صاروخ غراد عيار 122 ملم أطلق من قطاع غزة وسقط في عسقلان على بعد 12 كلم شمال غزة أمس حالة من الهدوء النسبي في المدن الإسرائيلية القريبة منذ انتهاء عملية الرصاص المصبوب بداية عام 2009.

وانفجر الصاروخ قرب عمارة سكنية متعددة الطوابق في عسقلان دون إصابات، وإنما ألحق أضرارا بالمباني والسيارات وسبب حالة من الهلع بين الإسرائيليين الذين اضطروا إلى الدخول إلى الملاجئ. وسقطت أيضا قذيفتا هاون في أراض مفتوحة في عسقلان، وفجرت عبوة ناسفة قرب السياج الأمني الفاصل شمال القطاع.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الصاروخ أطلق من جباليا، ولم يتبن أي فصيل على الفور المسؤولية، لكن إسرائيل قالت إن الحادثة لن تمر مرور الكرام. وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إنه ينظر بخطورة بالغة إلى إطلاق الصاروخ والقذيفتين على عسقلان، واعتبره «تصعيدا خطيرا من تنظيمات الإرهاب سيلقى الرد الملائم».

وهذا هو الصاروخ الرابع من طراز «غراد» الذي يطلق من غزة منذ انتهاء الحرب قبل سنة ونصف السنة. وتقول الجهات الأمنية الإسرائيلية إن الصاروخ محسن ويحمل كمية كبيرة من المتفجرات، وإن لدى الفلسطينيين في غزة صواريخ ذات مدى أبعد ودقة أكبر.

وقال بيني فاكنين رئيس بلدية عسقلان لراديو إسرائيل، «ما من شك أن هذه أخطر واقعة حدثت منذ عملية الرصاص المصبوب».

واعتبر مصدر سياسي مسؤول في إسرائيل أن توقيت الهجوم الصاروخي على عسقلان لم يأت من قبيل الصدفة. وقال «هذا الاعتداء يأتي غداة إعطاء الجامعة العربية الضوء الأخضر للفلسطينيين للشروع في محادثات مباشرة مع إسرائيل ولا شك في أن جبهة الرفض التي تضم سورية ولبنان وقطر والجزائر تحاول عرقلة المحادثات من خلال الممارسات الإرهابية لحركة حماس».

لكن مصادر أمنية شككت في أن تكون حماس تقف وراء إطلاق الصاروخ، ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن هذه المصادر قولها «إن حركة حماس غير متورطة في عملية إطلاق الصاروخ على عسقلان» وقالت المصادر إنها تأمل في أن يأتي إطلاق الصاروخ في سياق منفصل ولا يدل على نية الفلسطينيين بالتصعيد.

وأخذت إسرائيل من الحادثة حجة للتأكيد على ضرورة إبقاء الحصار على غزة. وقالت مصادر سياسية «إن إطلاق الصاروخ يدل على أهمية فرض الطوق البحري على قطاع غزة بهدف الحيلولة دون تهريب وسائل قتالية إلى القطاع». وقدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس شكويين إلى مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، جاء فيهما كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية: «إن إطلاق الصاروخ تجاه مدينة كبيرة مثل عسقلان يشكل خرقا فادحا للقانون الدولي وتصعيدا خطيرا». وأكدت الوزارة في الشكويين «حق إسرائيل الكامل في الدفاع عن مواطنيها والرد على الاعتداء الفلسطيني في الوقت الذي تراه مناسبا».

وخلق الصاروخ إرباكا في عسقلان، وكاد يقود إلى أزمات في سلك التعليم، وحذرت لجنة أولياء أمور الطلاب هناك من أنها لن تسمح ببدء السنة الدراسية ما لم يتم حل مشكلة تجهيز المدارس بوسائل الوقاية. وكانت لجنة أولياء الأمور وبلدية عسقلان قد رفعتا التماسا إلى محكمة العدل العليا بطلب إلزام الحكومة برصد مبلغ 22 مليون شيكل لوضع ملاجئ متنقلة في العشرات من المؤسسات التعليمية بالمدينة.

ورفض قائد الجبهة الداخلية الميجور جنرال يستحاق إيتان تهديد لجنة أولياء أمور الطلاب بعدم فتح السنة الدراسية ما لم يتم تحصين جميع المؤسسات التعليمية. وقال إن هذا الأمر لا يزال قيد نظر المحكمة ولا يمكن لقيادة الجبهة أن تتدخل فيه.