العاهل المغربي: لن نفرط في شبر من الصحراء.. والاندماج المغاربي ضرورة حتمية

الملك محمد السادس يصدر بمناسبة اعتلائه العرش عفوا عن 980 شخصا

TT

أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتوليه العرش، أن المغرب «لن يفرط في شبر من صحرائه»، وأصدر، من ناحية أخرى، عفوا جزئيا أو كاملا عن 980 شخصا بالمناسبة. وقال الملك محمد السادس، في خطاب ألقاه من القصر الملكي بتطوان (شمال)، إن «المغرب سيظل مدافعا عن سيادته ووحدته، ولن يفرط في شبر من صحرائه». وبعدما أبدى حرصه على «سيادة» المغرب على تلك المنطقة، أضاف الملك محمد السادس أن الجزائر «تسير في معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا والمشروعية، بشأن قضية الصحراء المغربية». وتحدث عن «التمادي في مناوراتها اليائسة، لنسف الدينامية التي أطلقتها مبادرتنا للحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية». وأعلن الملك محمد السادس أيضا استعداده لدعم المجهودات التي تقوم بها هيئة الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي في الصحراء.

وتحدث العاهل المغربي أيضا عن عزمه القيام بإعادة هيكلة للمجلس الاستشاري الملكي لشؤون الصحراء، وهو المجلس الذي يقوم بالاستشارات اللازمة الخاصة بملف الصحراء.

يشار إلى أن المغرب ضم الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية سابقا، عام 1975، وهو يقترح أن تمنح حكما ذاتيا واسعا لإنهاء النزاع فيها، لكنه يرفض استقلالها خلافا لما تطالب به جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر.

من ناحية أخرى، أوضح العاهل المغربي أن المغرب يعطي الأسبقية في علاقاته الخارجية للبلدان المجاورة ولمحيطه القريب. وأشار إلى أن الاندماج المغاربي «يظل تطلعا وضرورة حتمية في الوقت الذي يفرض فيه العصر اعتماد منطق التكتلات». وأكد على ضرورة تعميق العلاقات الثنائية مع الدول المغاربية، ووفاء المملكة لسياسة أفريقية متوازنة من خلال تعزيز الأمن الأفريقي في أفق مواجهة المخاطر التي يمكن أن تهدد المنطقة.

وبخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال العاهل المغربي إن المغرب «يظل مدافعا عن القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، وإنه يؤمن بحل الدولتين لتجاوز الأزمة في الشرق الأوسط»، معتبرا أن الدفاع عن حرمة المقدسات «يبقى مهمة عربية وإسلامية». ولمح الملك محمد السادس إلى ضرورة تطوير الشراكة الأوروبية - المتوسطية التي قال إنها «واعدة» وتدخل في باب الدفاع عن الوضع المتقدم الذي حصل عليه المغرب تجاه دول الاتحاد الأوروبي.

بدورها، أعلنت وزارة العدل المغربية في بيان أن الملك محمد السادس أصدر عفوا جزئيا أو كاملا عن 980 شخصا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعتلائه العرش. وسيسمح هذا العفو بالإفراج عن خمسة سجناء فورا. وقال المصدر نفسه إن الأشخاص الآخرين الذين صدر عفو عنهم سيستفيدون من إجراءات تخفيف لعقوباتهم أو الغرامات المفروضة عليهم.