اليمن: الحوثيون يفرجون عن 100 جندي ويلتزمون بإطلاق المزيد خلال يومين

مقتل جندي في الضالع وضابط مخابرات في شبوة.. ورفع اسم مواطن سعودي من «القائمة السوداء»

عناصر من الحوثيين في منطقة عمران شمال اليمن (أ.ف.ب)
TT

أفرج المتمردون الحوثيون في اليمن، أمس، عن 100 جندي من أفراد الجيش اليمني، الذين أسروهم ضمن المئات من الجنود ورجال القبائل، إثر المواجهات العسكرية الدامية التي شهدتها منطقة حرف سفيان، بمحافظة عمران بشمال صنعاء.

وقالت مصادر قبلية مطلعة في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الجنود الأسرى سلموا إلى مندوب الشيخ حسين بن عبد الله بن حسين الأحمر، عضو مجلس النواب رئيس مجلس التضامن الوطني، وهو منظمة تضم وجاهات قبلية من مختلف أنحاء اليمن ومن مختلف الاتجاهات السياسية والمشارب الفكرية، هذا عوضا عن التنوع القبلي والمناطقي. وأضافت المصادر أن الحوثيين التزموا بإطلاق سراح بقية «الأسرى» لديهم خلال الساعات الـ48 المقبلة.

ويعتقد أن الحوثيين يحتجزون أكثر من 200 ضابط وجندي ومثلهم، تقريبا، من رجال قبائل النائب ابن عزيز، بعد مواجهات حرف سفيان واستيلائهم على مواقع عسكرية مهمة ومحاصرة أخرى في محافظة عمران، الأسبوع الماضي.

وتأتي خطوة الحوثيين، بعد يوم واحد من هجوم شديد اللهجة، شنه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المتمردين الحوثيين، طالبهم فيه بالكف عن ارتكاب خروقات وقف إطلاق النار في صعدة وحرف سفيان وبالالتزام بالنقاط الست التي جرى إيقاف العمليات العسكرية للحرب السادسة بين الحوثيين والجيش اليمني، في ضوء التزام عبد الملك الحوثي وجماعته بتلك النقاط.

على صعيد آخر، تحدثت مصادر إعلامية يمنية، أمس، عن انسحاب عدد من الشخصيات السياسية البارزة من لجنة الحوار الوطني الشامل التي شكلت من 200 عضو بالمناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه وأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة وحلفائها أو شركائها، قبل عدة أيام، ومن أبرز الأسماء التي قيل إنها انسحبت، الدكتور محمد عبد الملك المتوكل أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية المعارض الذي انتخب، أمس، رئيسا لتكتل المعارضة، وكذا السياسي اليمني المخضرم محمد سالم باسندوة، أحد أبرز الفاعلين، خلال السنوات القليلة الماضية، في ما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي شكلت من شخصيات معارضة وأخرى مستقلة.

في هذه الأثناء لقي، أمس، جندي يمني في الحرس الجمهوري مصرعه في محافظة الضالع التي شهدت اشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من الحراك الجنوبي. وقال شهود عيان في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحا مجهولا قنص جنديا يرابط في نقطة بير الزغلول بمديرية جحاف، قبل أن تقوم بعض المواقع العسكرية المرابطة في المنطقة، بالرد وإطلاق القذائف والرصاص على بعض القرى المجاورة، دون أن تسجل أي إصابات في صفوف المواطنين.

وأشارت مصادر محلية إلى أن النقاط الأمنية المنتشرة في المنطقة، شنت حملة اعتقالات في صفوف مواطنين، وتعيش مديرية جحاف وهي منطقة جبلية، منذ يونيو (حزيران) الماضي، على وقع أحداث أمنية واشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي الذي يطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله، وترجع هذه التطورات في الضالع، إلى مطالبة المواطنين بخروج المواقع العسكرية من القرى السكنية وعودة ضباطها وجنودها إلى المعسكرات الرسمية.

وفي محافظة شبوة الجنوبية، عثر على العميد الدكتور باسعد جابر، مقتولا داخل إحدى الغرف في مقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، وقالت مصادر محلية إن باسعد تعرض لخمس طلقات نارية، وإنه ذهب إلى المبنى عند السادسة صباحا، بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد.

غير أن السلطات الأمنية اليمنية نفت وجود أي عمل جنائي وراء مقتل باسعد الذي يعمل أستاذا جامعيا، أيضا، في كلية التربية بمدينة عتق، عاصمة المحافظة والتابعة لجامعة عدن، وقال العميد دكتور أحمد علي المقدشي، مدير أمن المحافظة إن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن العميد جابر انتحر في مقر جهاز الأمن السياسي بشبوة نتيجة معاناته من حالة نفسية»، بحسب ما أورد موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت.

في موضوع آخر، أنزلت السلطات اليمنية اسم المواطن السعودي أحمد صالح حديج الهمامي، من «القائمة السوداء»، التي وضع فيها الاسم، بعد الاشتباه بعلاقته في الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية يوم 22 يوليو (تموز) الماضي، وأدى إلى مقتل 6 جنود، وكان هو الهجوم الثاني من نوعه خلال الشهر الماضي.

وقال السفير السعودي في صنعاء، علي بن محمد الحمدان، إن السفارة بذلت مساعي في متابعة قضية الهمامي وإنها وجدت تعاونا من قبل السلطات اليمنية المختصة، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم إطلاق سراح المواطن السعودي والاعتذار له عن الخطأ الذي حدث»، وأن الهمامي «حُر في البقاء في اليمن أو مغادرتها»، مرجحا أنه سيغادر إلى بلاده.

وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن إزالة اسم المواطن السعودي من «القائمة السوداء»، تم «بناء على توجيهات من قبل قيادة وزارة الداخلية»، التي نصت على «كف البحث عن السيارة الهايلوكس، الغمارتين، التي دخل بها الهمامي إلى الأراضي اليمنية»، عبر منفذ الوديعة البري بين اليمن والسعودية. وكان مهاجمو الدورية الأمنية، الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، استخدموا سيارة تحمل لوحة معدنية سعودية، وأدى تقارب رقمي سيارة المهاجمين وسيارة الهمامي، إلى الاشتباه فيه وتعميم معلومات عن السيارة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أنه وعقب الاشتباه فيه وتعميم بياناته وسيارته على المنافذ والنقاط الأمنية، تواصل المواطن السعودي مع سفارة بلاده في صنعاء التي نصحته بدورها بتسليم نفسه لأقرب نقطة أمنية، حفاظا على حياته وهو ما جرى بالفعل وأدى إلى تبريء ساحته أمنيا في اليمن.

وتنتشر في المدن اليمنية، وعلى وجه الخصوص، في المحافظات الحدودية للمملكة العربية السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، سيارات تحمل لوحات معدنية سعودية وإماراتية وعمانية، أكثر من غيرها من دول الخليج، وذلك بحكم التقارب الجغرافي ونشاط تجارة بيع وشراء السيارات القادمة من دول الخليج وإقبال اليمنيين على شرائها، أولا لجودة مواصفاتها وثانيا لرخص أثمانها، بحكم أنها «ليست مجمركة»، حتى أن البعض يذهب إلى القول بأن بعض الأجهزة الأمنية تستخدم سيارات تحمل لوحات تلك الدول، وبالأخص في المحافظات الحدودية وهو ما يعتبر أمرا طبيعيا، أن تسير في شوارعها سيارات بأرقام دول أخرى وأحيانا من دون أرقام.