«بلاك بيري» في السعودية.. ما بين احتياجات رجال الأعمال وترفيه الشباب

تناقلوا أنباء إيقاف الخدمة بشكل هزلي فيما بينهم

TT

منذ تردد الأنباء عن إيقاف خدمة الـ«بلاك بيري» في السعودية، بدأ مستخدموها في تبادل رسائل تدور فحواها حول هذه الأنباء، وإبداء آرائهم، التي جاءت معظمها ضد تطبيق ذلك القرار، سواء كانت بشكل هزلي أو ناقد أو حتى جاد.

جهاز الـ«بلاك بيري»، الذي انتشر بشكل ملحوظ في الأوساط السعودية، بات يُصنف من ضمن الضروريات لدى الكثير من الناس، على اختلاف شرائحهم العمرية وطبقاتهم المجتمعية، فبعد أن كان محصورا في رجال الأعمال وأصحاب المناصب المهمة، التي تتطلب التواصل المستمر فيما بينهم، انتقل أيضا إلى أيدي المراهقين والشباب من الجنسين، ليصبح إحدى وسائل الترفيه أيضا.

وبين الأغطية الملونة وأنواعها المختلفة للجهاز، الذي راج في أميركا ما إن استخدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية، تهافت الشباب والفتيات على اقتناء الـ«بي بي»، كما يحلو للشباب تسميته، من محال الهواتف الجوالة، مما دفع محال الهواتف، إلى جلب كميات أكثر من مختلف الموديلات، التي بلغ عددها حتى الآن في السوق السعودية، أربعة موديلات، تتراوح أسعارها ما بين 374 إلى 666 دولارا.

فهد الغامدي، الموظف في أحد البنوك، يرى أن خدمة الـ«بلاك بيري» تعد سببا من أسباب تقليصه لاستخدام الهاتف الجوال، والتواصل مع من حوله، مبينا أنه بات يكتفي بالتواصل مع أصدقائه عبر رسائل ماسنجر الـ«بلاك بيري»، دون الاهتمام بالبحث عن أرقام مميزة له.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرد تردد أنباء حول إيقاف خدمة الـ(بلاك بيري) في السعودية، أصبحنا نتناقل تلك الأنباء فيما بيننا عبر ماسنجر الـ(بلاك بيري) بشكل هزلي، فضلا عن بدء انتشار النكات حول ذلك الأمر». وأبان عن وجود مجموعة من المديرين لديه في البنك ممن يستخدمون تلك الخدمة في العمل الذي يتطلب منهم التواصل مع بعضهم على مدار الساعة، إلى جانب ربط عناوين بريدهم الإلكتروني عبر خدمة «بلاك بيري»، موضحا، في الوقت نفسه، أنه يستخدم هذه الخدمة من باب الترفيه والتواصل والعمل في بعض الأحيان. وحول مدى تأثرهم بإيقاف الخدمة، أفاد فهد الغامدي بأن ذلك قد لا يؤثر كثيرا عليهم، في حين أنه سينعكس سلبا على مديريهم، باعتبارهم يعتمدون عليها اعتمادا كبيرا أثناء العمل.

صحافيا، قضى جهاز «بلاك بيري» على مسألتي الوقت والوجود داخل المكتب لإنجاز بعض المهام المتعلقة بالعمل؛ إذ يتمكن الصحافي من استعراض بريده الإلكتروني، أو إعداد مسودة لقصته التي يعكف على كتابتها، أثناء وجوده في الميدان.

كما يمكنه الرجوع إلى أرشيف الأحاديث الصحافية المسجلة على الجهاز نفسه إذا اقتضى الأمر ذلك، إضافة إلى الاستفادة من المهمات المعتادة، المتوافرة في أي هاتف جوال، وهي إجراء المكالمات، وإرسال الرسائل النصية، ومتعددة الوسائط.

بينما يوفر الجهاز للمسؤولين في المؤسسات الصحافية فرصة مثالية لاستعراض صفحات عدد الصحيفة لليوم التالي، أو متابعة الأخبار العاجلة أو المتأخرة، كل ذلك وهم بعيدون عن صالات التحرير.

وينطبق الأمر نفسه على رجال الأعمال الذين استهدفتهم الخدمة في البداية، قبل أن تمتد لتشمل «فرق العمل الميدانية»، كالعاملين في مجال المبيعات أو أي مجال آخر، وصولا إلى المراهقين الذين أخذوا في تداوله فور توافره في الأسواق.

ويرى أحمد عبد الله، أحد منسوبي إدارة تقنية المعلومات، التابعة للبنك الأهلي التجاري، أن جهاز الـ«بلاك بيري» يتيح له استقبال الرسائل الإلكترونية المتعلقة بالعمل خارج أوقات الدوام وعطلة نهاية الأسبوع والإجازات الأخرى، دون الحاجة إلى اللجوء لأجهزة الحاسب الشخصي المحمولة، مشيرا إلى أن تلك الخدمة تسهل فعل ذلك، حتى في السفر.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما أكون متواصلا مع مجموعة من الزملاء معي في العمل عبر خدمة الـ(بلاك بيري) التي تسهل علي أيضا إرسال أي شيء عاجل إليهم، والتواصل معهم معظم الوقت». وما إن تدلف إلى محرك البحث واسع الشهرة (غوغل)، وتكتب بالعربية «بلاك بيري»، سيُظهر لك المحرك نحو 117 مليون مادة موجودة في الشبكة تتحدث عن الجهاز. حيث شرع «الإنترنتيون» في مناقشة القضايا المتعلقة بالجهاز وبرمجياته وفوائده، فضلا عن مقارنته بالأجهزة الكفيَّة الأخرى، ولم يتجاهلوا مناقشة الإكسسوارات والكماليات للجهاز، إضافة إلى سرد قصصهم حول الشركات الأنسب المقدمة للخدمة، والعمل على مقارنة الاشتراكات الخاصة بشركات الاتصال التي تقدم الخدمة، التي هرعت مبكرا لاجتذاب العملاء مستخدمي «بلاك بيري».