إسرائيل ترجح بدء المفاوضات المباشرة منتصف الشهر.. والفلسطينيون يطالبون بأجندة

وزراء إسرائيليون يرفضون بشدة بحث مستقبل مناطق متنازع عليها مثل «اللطرون» في المفاوضات

TT

رجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، انطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين منتصف الشهر الحالي، وطلب نتنياهو من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، البدء فورا في المفاوضات المباشرة، استجابة لمطالبة المجتمع الدولي، لكن نتنياهو تحدث عن تفاصيل تبدو متنافرة تماما مع ما يريده الفلسطينيون.

وقال نتنياهو إن المفاوضات يجب أن تنطلق مع التأكيد على الحفاظ على الترتيبات الأمنية كشرط أساسي، وأن أي اتفاق يتم التوصل إليه بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يجب أن يكون على أساس أمن دولة إسرائيل ومواطنيها، ولا مساومة على ذلك.

كما أنه في لقاء مع وزراء الليكود، أوضح أن إسرائيل لا تنوي قبول الشروط التي وضعها الجانب الفلسطيني بشأن تمديد مفعول القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات. ونفى نتنياهو، أمس، أن يكون قد تلقى أي خطة فلسطينية جديدة، وذلك ردا على سؤال من نائبه، سيلفان شالوم، حول تلقيه خطة تحدث عنها كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أمس.

وقال نتنياهو: «خلال المفاوضات غير المباشرة تحدث كل طرف مع الأميركيين على حدة، وربما لم يقوموا هم بنقل ذلك من طرف إلى طرف». وكان عريقات أكد أنه عرض على ميتشل وثائق وخرائط تحمل موقف السلطة من قضايا الحل الدائم، الحدود، والقدس، واللاجئين، والمياه، والأمن، باعتبار الخطة كفيلة بإنهاء الصراع، إلا أنه لم يكن هناك أي رد إسرائيلي.

وتحدث عريقات عن تقديم اقتراح «مريح للسلام»، وأفضل من الذي قدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت.

ويسود الاعتقاد بأن السلطة وافقت على رفع نسبة تبادل الأراضي مع إسرائيل، وكانت السلطة وافقت سابقا على إجراء استبدال مناطق بمساحة تصل إلى 1.9 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة قد توافق على رفع بسيط لهذه النسبة. وقال عريقات إن السلطة كانت ترغب في أن تكون المفاوضات قد بدأت في الأمس، وليس غدا. وبحسب كلامه فإن السلطة لا تعارض المفاوضات المباشرة، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي يملك مفاتيح المفاوضات، وعليه أن يقوم ببضع خطوات لتعبيد الطريق.

وأوضح عريقات «عليه الموافقة على أجندة المفاوضات بشأن القدس والحدود واللاجئين، وكذلك مبدأ حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران 1967، مع مبدأ تبادل أراض، والالتزام بمواصلة تجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية».

وأضاف: «لا يمكن إجراء مفاوضات مباشرة من دون أجندة. ومن دون الاتفاق على مضامين المفاوضات، فإنها ستكون من أجل إجراء مفاوضات فحسب، وليس من أجل التوصل إلى اتفاق سلام». وتريد السلطة سقفا زمنيا لإنهاء المفاوضات، وقال عريقات إن المفاوضات المستمرة منذ 19 عاما لا يمكن أن تبقى للأبد. وأردف: «لا يمكن أن تظل إسرائيل تتصرف كأنها رب البيت، وفي كل مرة يتوجه فيها الرئيس إلى عمان عليه أن يحصل على تصريح من ضباط التنسيق والارتباط». ولدى سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة يمينية برئاسة نتنياهو، أجاب عريقات أنه يأمل أن يكون ذلك ممكنا، وأنه لهذا السبب يجب تحديد أجندة ومضامين المفاوضات.

وجاءت مواقف وزراء إسرائيليين متشددة بشأن ما تردد حول تعهد من الرئيس الأميركي للرئيس الفلسطيني بطرح قضية «اللطرون» المتنازع عليها في القدس على بساط البحث في المفاوضات، وأعرب وزير الداخلية، إيلي يشاي، ووزير البنى التحتية، عوزي لاندو، ووزير العلوم، دانيئل هرشكوفيتس، عن معارضتهم الشديدة لفكرة طرح منطقة اللطرون على جدول أعمال المفاوضات. وقال يشاي: «إن من يريد إقحام منطقة اللطرون في المفاوضات مع الفلسطينيين، لم يقرأ الخارطة، ولا يفقه في تاريخ إسرائيل».