تشييد سفارة إيرانية ومركز إسلامي جديدين «يروع» سكان أحد أحياء لندن

قالوا إن إنشاءهما سيؤثر على الطراز الفيكتوري للحي

TT

وجهت دعوات للأمير تشارلز ولي العهد البريطاني للتدخل من أجل منع تشييد سفارة إيرانية ومركز إسلامي جديدين بجوار كنيسة تاريخية في واحد من أرقى أحياء العاصمة البريطانية لندن.

وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس إن الطراز الحديث للمبنيين الجديدين قد روع سكان المنطقة الأثرياء وكذلك خبراء التراث. وسيشيد المبنيان على مسافة غير بعيدة من المقر الحالي للسفارة الإيرانية.

ومن المتوقع أن يكون تصميم سفارة الجمهورية الإسلامية الجديدة، الذي سيكلف ملايين الجنيهات الإسترلينية، بمواصفات «جريئة» ضمن المعايير الهندسية الحديثة، لكن وسط قصور مشيدة على الطراز الفيكتوري والجورجي غربي لندن.

وتقول الصحيفة إن خطط البناء، التي عهد بها إلى مصمم معماري نمساوي، تعود إلى يناير (كانون الثاني) الماضي بالتنسيق مع بلدية الحي، غير أن السكان قالوا إنهم لم يعلموا بالأمر إلا في يوليو (تموز) الماضي وبعد أسبوعين من إنهاء مدة قبول الاستشارات العامة. فقرروا حينها اللجوء إلى ولي العهد البريطاني لاستخدام نفوذه في وقف بناء السفارة الإيرانية قبل أن يفوت الأوان.

وكان الأمير قد نجح في إلغاء مشروع حداثي العام الماضي كانت مقررة إقامته من قبل أفراد في العائلة المالكة القطرية على موقع «ثكنة تشيلسي».

ومن المقرر أن تتألف البناية الجديدة من خمسة طوابق وأن تحتل ركنا يشغله حاليا مرأب كبير مفتوح للسيارات. وقطعة الأرض تلك التي تملكها في الواقع الحكومة الإيرانية تقع أيضا بالقرب من متحف التاريخ الطبيعي في منطقة ساوث كنسنغتون.

وبحسب التصميم المقترح، فإن مبنى السفارة سيشيد من الحجر والمرمر مع سقف شاهق الارتفاع معيني الشكل أسفله بناء على شكل مربع بلون أصفر براق. ويبلغ ارتفاعه أقل من عشرين قدما من كنيسة «سانت أوغسطين» المشيدة على الطراز الفيكتوري.

ومن يرغب في الاطلاع على تفاصيل المبنى الجديد عليه أن يزور مبنى البلدية لمشاهدة خطة البناء التي تتألف من 200 صفحة حاملا معه أوراقه الثبوتية كجواز السفر، لكنه لن يسمح له بالحصول على نسخ من المخطط.

واعتبر خبير التراث سير سايمون جنكنز أن من الخطأ عدم السماح لعامة الناس بالحصول على تفاصيل أكثر بصورة أكثر يسرا، مشيدا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأميركية لدى قرارها بناء سفارة لبلادها جنوب لندن. وقال الخبير إنه «إذا كان الأميركيون المهووسون بالأمن قد جعلوا خطط بناء السفارة متاحة أمام الجميع، فإنه لا عذر لبلدية كنسنغتون لكي تتواطأ مع الإيرانيين».

في حين قال إيان دونغيكل مدير الجمعية الفيكتورية، المهتمة بالحفاظ على التراث الفيكتوري، إن «مبنى السفارة الإيرانية يبدو أنه قطعة معمارية تبحث عن جذب الانتباه، ومن خلال الصورة التي رأيتها أشعر بالقلق حول كيف سيؤثر البناء الجديد على منظر الكنيسة».

وقدر سمسار عقارات يعمل في المنطقة أن السفارة الإيرانية الجديدة قد تسهم في خفض أسعار العقارات بنسبة 20 في المائة. وتقدر قيمة العقارات هناك بأكثر من 3.5 مليون جنيه إسترليني.

ووصفت سيدة تقطن الحي مشروع السفارة بأنه «كارثة»، مضيفة أن المبنى الحديث للسفارة سيبدو «شاذا» مقارنة بالبيوت «الجميلة» المجاورة.

ولم يقر المسؤولون في البلدية بعد خطة بناء السفارة الإيرانية؛ إذ إن الأمر سيخضع لتصويت لجنة البناء، ومن المتوقع صدور القرار النهائي في هذا الصدد الخريف القادم.