واشنطن: زيارات مسؤولينا المتكررة إلى بغداد لا علاقة لها بتشكيل الحكومة

مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: لا ندعم مرشحا معينا لمنصب محدد

TT

نفى مسؤول أميركي في وزارة الخارجية الأميركية أن تكون الولايات المتحدة تقدم أفكارا محددة حول تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة والمناصب التي ممكن أن يتولاها الساسة المتنافسون، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن تقدم «المشورة» و«تسهيل» الحوار بين الأطراف المختلفة في البلاد في الوقت الراهن.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض الأمر نفسه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة مسؤولين أميركيين خلال الأسابيع الماضية إلى بغداد تأتي في سياق الاستعداد لانتقال العلاقات بين بغداد وواشنطن من العلاقات العسكرية إلى العلاقات المدنية. وأضاف أن «مسؤولين أميركيين زاروا وسيواصلون زيارة العراق ضمن مشاوراتنا المنتظمة»، موضحا: «نحن نعمل مع العراقيين على قضايا عدة متعلقة بالانتقال وإنهاء العمليات القتالية للجنود الأميركيين في العراق».

ومن المقرر أن تنسحب القوات القتالية الأميركية من العراقي نهاية أغسطس (آب) الجاري في وقت يتعثر فيه تشكيل الحكومة العراقية منذ إجراء الانتخابات النيابية في مارس (آذار) الماضي.

وفيما يخص التقارير الصادرة من بغداد بأن الولايات المتحدة تفضل تسلم سياسيين عراقيين محددين مناصب معينة، قال المسؤول في البيت الأبيض المطلع على الملف العراقي: «هذا ليس ما نقوم به، بل نحن نطالب الحكومة العراقية بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن». وتابع: «في ما يخص تسمية المرشحين للحكومة الجديدة، هذا قرار عراقي ولن ندعم مرشحين لمنصب معين ولا نشير في محادثاتنا لأشخاص معينين».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إذا ما كانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحاول أن تقنع الأحزاب المختلفة على تشكيل الحكومة بتولي فئة أو أخرى مناصب محددة، قال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: «عندما نقول ذلك، يعتقد البعض أننا ندعم شخصا معينا»، نافيا ذلك مجددا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد «حكومة شاملة» تشمل كل الأطراف.

ويمتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق مباشرة على الأفكار التي تطرحها واشنطن إزاء تشكيل الحكومة الجديدة. وعند سؤال الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض عن تحركات الساسة الأميركيين الذين يتجهون إلى بغداد، وآخرهما نائب وزير الخارجية الأميركي جيكوب لو، تأتي الإجابة بأن الهدف «تسهيل الحوار» بدلا من فرض سيناريو محدد لتشكيل الحكومة. ويأتي ذلك في سياق الجهود الأميركية للظهور بأن واشنطن تقلص من دورها في العراق مع خفض عديد قواتها بالإضافة إلى نقل العلاقات إلى علاقات طبيعية بين بلدين متحالفين.

وتتعارض التصريحات الأميركية الرسمية حول الدور الأميركي في جهود تشكيل الحكومة العراقية مع تصريحات الساسة العراقيين الذين يسربون أنباء عن اقتراحات يقولون إنها تأتي من الجانب الأميركي مثل تولي نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، رئاسة الحكومة القادمة، مع إعطاء منصب سيادي بارز إلى منافسه اياد علاوي، رئيس الوزراء الاسبق. والتفاوت بين التصريحات العراقية والأميركية أصبح شبه ظاهرة بعد حوادث عدة، آخرها التضارب في التصريحات العراقية والأميركية حول حصيلة القتلى في العراق خلال شهر يوليو (تموز) الماضي. فقد اعترضت القوات الأميركية على الحصيلة العراقية التي أفادت بمقتل 535 خلال الشهر الماضي، مؤكدة أنه ليس الشهر الأكثر دموية خلال العام الجاري، وأكدت مقتل 222 شخصا فقط.

كما تبادل المسؤولون العراقيين والأمريكيون الاتهامات حول المسؤولية عن فرار سجناء يعتقد بأنهم عناصر بارزة في تنظيم القاعدة من سجن كروبر بعد أيام فقط من من تسليمه إلى السلطات العراقية.