مصادر إيرانية لـ«الشرق الأوسط»: سقوط طائرة من دون طيار قرب مواقع نووية في بوشهر

قالت إن سبب الحادث مجهول.. ولم تستبعد تعرضها لقصف أجنبي

TT

أفادت مصادر مطلعة تعمل في الجانب الغربي من إيران، أمس، بأن طائرة إيرانية من دون طيار سقطت غرب البلاد، مشيرة إلى أن الحادث وقع بالقرب من مواقع نووية وعسكرية. وأضافت المصادر أن سبب سقوط الطائرة «مجهول، وأن حالة من الخوف من قيام الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل بشن حرب على إيران، تنتاب غالبية سكان المناطق الإيرانية المتاخمة لمنطقة لخليج خاصة بعد التهديدات الاستفزازية من جانب المسؤولين الإيرانيين».

وتتعرض إيران لضغوط دولية بسبب برنامجها النووي الذي تقول إنه لأغراض سلمية فيما تتخوف الدول الغربية وإسرائيل من أن يتحول للأغراض العسكرية مستقبلا. وأثار هذا النزاع مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية في منطقة الخليج الحيوية، ومنطقة الشرق الأوسط غير المستقرة أصلا. وتعمل المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس عبر الإنترنت، في مجالات تؤهلها للوجود في مواقع حكومية وشبه حكومية في محافظة بوشهر، مشيرة إلى أن تعليمات عسكرية من القادة الإيرانيين بالمنطقة «صدرت بسرعة إلى كل قطاعات الجيش ومراكز المنظمات المعنية في المحافظة على أثر تلك الحادثة بضرورة رفع درجة الإنذار واليقظة لديهم».

وبحسب المصادر، فإن حادث سقوط طائرة من دون طيار التي يعتقد أنها إيرانية الصنع، وقع في نطاق محافظة بوشهر «داخل حومة المفاعل النووي التي تحتويها»، وتابعت موضحة أن «الحادث وقع يوم الأحد الماضي الموافق 1/8/2010»، وقالت إن الطائرة ربما كانت من ضمن الطائرات التي بدأت إيران تصنيعها مؤخرا وضمها إلى منظمتها العسكرية الدفاعية. وأضافت «ليس هناك ما يبعد شبهة إسقاطها عمدا من جانب أميركا أو إسرائيل، لكن لا توجد دلائل على هذا حتى الآن».

وتابعت المصادر قائلة إن «قطاعات واسعة من أهالي مدينة بوشهر أصابها حالة من الهلع والذعر والخوف والقلق على أثر الحادثة.. موضوع سقوط الطائرة انتشر بين الأهالي مقترنا بالأخبار ذات الشأن بالهجوم الأميركي المتوقع من لدى عموم الناس على المنشآت النووية والعسكرية في داخل إيران، ومنها منشآت بوشهر»، خاصة «بعد التصريحات العنترية التي أطلقها بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين حول جدية استعداداتهم المسبقة لصد أي ضربة عسكرية أجنبية».

وتحدثت المصادر عن تزايد خوف السكان الإيرانيين في غرب البلاد من وقوع هجمة أميركية أو إسرائيلية على المنشآت النووية والعسكرية القريبة من مدينتهم وقراهم، قائلة إن المفاعل النووي لمدينة بوشهر يبعد نحو 25 كلم فقط عن المدينة، كما أن موقع المفاعل نفسه «قريب جدا من القاعدة البحرية الإيرانية والرادارات التي فيها». وقالت إنه «لهذا الأمر نرجح التفسير السائد هنا من أنه تم استهداف الطائرة من دون طيار، وبالتالي سقوطها بالقرب من محيط المفاعل أو داخل ساحة إحدى منشآتها».

ورفضت مصادر إيرانية رسمية التعليق لـ«الشرق الأوسط» على الموضوع في حينه لحين التحقق من صحة الواقعة، مكتفية بالإشارة إلى وجود ما قالت إنها عناصر تناهض الدولة الإيرانية وتنشط في غرب البلاد وخارجها، و«يمكن أن تكون هي مصدر نشر هذا الكلام الذي نرى حتى الآن أنه لا يزيد عن نشر كلام مخالف (إشاعات) تقف وراءه الصهيونية وأعداء الجمهورية الإسلامية».

ومنذ نحو عام اختبرت القوات الجوية الإيرانية طائرة من دون طيار محلية الصنع، يصل مدى طيرانها إلى نحو ألف كيلومتر. وقالت حين ذاك إنه يمكن للطائرة مراوغة الرادار ولديها قدرة على القصف أيضا. وقررت قبل عدة أشهر البدء في إنتاجها، في إطار سعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية العسكرية. وفي مطلع هذا العام أعرب قادة في الجيش الإيراني عن أن لديهم نظاما دفاعا جويا مصنعا محليا يشبه نظام «إس - 300» الروسي، لحماية منشآتها النووية.

وأعلنت إيران أمس أنها ستدشن غواصة متطورة محلية الصنع خلال الأيام العشرة المقبلة، لتعزيز قدرات قواتها البحرية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن القائد العام للجيش الجنرال عطاء الله صالحي قوله إن الغواصة سيتم استخدامها في المياه البعيدة أو المياه الأخرى عندما تتعرض القطع البحرية الإيرانية للتهديد.