باكستان تناشد العالم مساعدتها والأمم المتحدة تقيم حجم الكارثة

الفيضانات ألحقت أضرارا جسيمة بثلاثة أقاليم وعدد المنكوبين فاق 4 ملايين

متضررون من الفيضانات يحصلون على مساعدات غذائية، في مخيم قرب بيشاور، أمس (أ.ب)
TT

تجاوز عدد المتضررين من الفيضانات التي ضربت باكستان، خلال الأيام الماضية، 4 ملايين ونصف المليون شخص، بينما تسببت السيول في تدمير الكثير من المنشآت في ثلاثة أقاليم، هي البنجاب، والسند، وخيبر باختونخوا، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، أمس. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة في إسلام آباد، موريزيو غيلانو، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن المنظمة توصلت إلى رقم 4.5 مليون متضرر، بناء على «تقييمها للوضع في الميدان». بدوره، قال مانويل بيسلر، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في باكستان، إن «أكثر من أربعة ملايين شخص تضرروا بطريقة أو بأخرى من الفيضانات وانزلاقات التربة، نتيجة الأمطار الموسمية». وأضاف «ما نشهده الآن هو كارثة كبرى»، معربا عن خشيته من تفاقم الوضع، بما أن موسم الأمطار لا ينتهي عادة قبل نهاية أغسطس (آب) الحالي.

وفي حين ناشد مسؤولون باكستانيون الأسرة الدولية المساعدة، بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الدبلوماسي الفرنسي، جان موريس ريبير، أمس، مهمة ميدانية لتقييم الوضع الإنساني، واحتياجات ملايين المتضررين من أسوأ فيضانات تشهدها باكستان منذ مائة عام.

وبعد أسبوع على بداية الكارثة، تخشى الأسرة الدولية من أزمة غذائية كبرى، بين الناجين من الأمطار الغزيرة التي سببت فيضانات دمرت القرى والأراضي الزراعية، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص في شمال غربي البلاد وفي وسط البلاد كذلك. وينتقد الضحايا من جهتهم الحكومة العاجزة عن إنقاذهم، على حد قولهم، مما يعرض الإدارة لضغوط، لا سيما أنها تواجه صعوبات أصلا بسبب حركة طالبان والأزمة الاقتصادية.

وكلف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أول من أمس، السفير الفرنسي السابق لدى المنظمة الدولية، جان موريس ريبير، بتقييم الخسائر الناجمة عن الفيضانات ميدانيا.

وقالت الأمم المتحدة إن ريبير، المكلف حاليا بالشؤون الإنسانية لباكستان في الأمم المتحدة، سيبدأ مساعدة السلطات الباكستانية على تلبية «الاحتياجات الأكثر إلحاحا وضرورة» للمنكوبين، «وتنظيم المرحلة الأولى من الإصلاح وإعادة الإعمار».

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، للصحافيين، أمس، أن الجهود التي تبذلها الحكومة قد نجحت في إنقاذ 100 ألف شخص من المناطق المتضررة.

وطلب جيلاني من إدارته تسريع تسليم المساعدات. وأضاف أن كل وزير في حكومته سيقدم راتب شهر، وكل واحد من عناصر الجيش سيقدم يوم عمل تطوعي لمساعدة المنكوبين.

وأبلغ وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، أول من أمس، موفدين دوليين عن الوضع المأساوي الذي خلفته الفيضانات، في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بإرسال مساعدات لمواجهة الكارثة. وقال مسؤولون باكستانيون ودوليون إن الولايات المتحدة تعهدت بدفع 10 ملايين دولار كمساعدات للضحايا. وقال مسؤول بارز في منطقة خيبر باختونخوا المنكوبة لـ«الشرق الأوسط»: «نوشك على صرف كل ما لدينا من أموال، وسنكون عاجزين عن القيام بأي جهود إنقاذ في المناطق المتضررة من الإقليم».

ودمرت الأمطار الغزيرة، التي هطلت بكميات قياسية، الأسبوع الماضي، القرى والسهول الزراعية في ولاية خيبر باختونخوا، شمال غربي باكستان، التي تشهد أصلا تمرد طالبان، وهجمات الجيش. كما دمرت قرى وسهولا في ولاية البنجاب وسط البلاد.

وقال أمجد جمال، الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة: «نحن بحاجة ملحة إلى مساعدات لمنع أزمة غذائية».

وأكدت الأمم المتحدة أيضا ضرورة نقل مياه الشرب في أسرع وقت ممكن، لتجنب انتشار الأمراض. وأصدرت السلطات الباكستانية لإدارة الكوارث تحذيرات جديدة من الفيضانات، خصوصا في البنجاب، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان، حيث يتواصل ارتفاع مستوى المياه. وقال حضرت مير، مدير إدارة الأرصاد الجوية في البنجاب، إن «الوضع ينذر بالخطر. الضحايا في ظروف بائسة في بعض المناطق، وخصوصا قرب السدود».

وأكدت الأمم المتحدة أن سبع مناطق في البنجاب، وخمسا في السند، جنوب باكستان، تضررت. ويواصل الناجون انتقاد الحكومة، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي مساعدة. وتظاهر عدد المتضررين ضد الحكومة، أول من أمس، في بيشاور، كبرى مدن شمال غربي باكستان، وعلى الطريق السريع المؤدي إلى إسلام آباد، الذي أغلق لساعة ونصف الساعة. وقد أخذوا على الرئيس، آصف علي زرداري، الذي لا يتمتع بالشعبية، عدم قطعه جولته في أوروبا، وأنه فضل الفنادق الفخمة على متابعة أوضاع الضحايا.