واشنطن: اعتقالات وسط الأميركيين الصوماليين منهم امرأتان

بتهمة مساعدة منظمة الشباب المتهمة بالإرهاب

TT

في حملة منسقة ومكثفة، قامت شرطة «إف بي آي» باعتقالات وإعلان اتهامات وسط الجالية الصومالية في الولايات المتحدة، واعتقلت واتهمت 14 شخصا، منهم امرأتان.

قاد الحملة إريك هولدر، وزير العدل، الذي أعلن في مؤتمر صحافي أن المعتقلين والمتهمين جزء من «أنبوبة قاتلة» لنقل المقاتلين والمساعدات من الولايات المتحدة إلى الصومال لمساعدة منظمة الشباب التي وضعتها الحكومة الأميركية في قائمة الإرهاب.

هذه أول مرة تعلن فيها وزارة العدل اتهام مواطنين أميركيين من أصل صومالي: عمر حمامي وجهاد مصطفى اللذين سافرا إلى الصومال، ويعتقد الآن أنهما في قيادة منظمة الشباب هناك.

وفي ولاية مينيسوتا، حيث تتمركز الجالية الصومالية، اعتقلت امرأتان بتهمة جمع تبرعات «بدق أبواب المنازل، بابا بعد باب»، وإرسالها إلى الشباب. ويوجد بقية المتهمين في الصومال أو في أماكن أخرى.

وقال وزير العدل: «نظل نشاهد أعدادا متزايدة من الذين وقعوا ضحايا عقيدة متطرفة، واشتركوا في أعمال إرهابية، هنا وفي الخارج، ومن بينهم مواطنون أميركيون».

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «ليس عاديا إدانة مواطنين أميركيين بتهمة الإرهاب». وأشارت إلى الأميركي اليمني أنور العولقي الذي وضع اسمه في قائمة الإرهاب في الشهر الماضي، وهو مولود في الولايات المتحدة من أم وأب يمنيين، ومنذ سنوات سافر إلى اليمن حيث أسس منظمة وموقعا على الإنترنت، وينتقد في شدة وعنف السياسة الأميركية نحو الإسلام والمسلمين.

وشبهت الصحيفة العولقي بالصومالي عمر حمامي الذي قالت إنه صار مثل «كوبري» يربط بين خلفيته الإسلامية والشرق أوسطية وبين ثقافته الأميركية، و«يقدر على مخاطبة الغربيين». وقالت: «بينما العولقي يتخصص في خطب متطرفة في الإنترنت، صار حمامي مقاتلا، وقائدا للمقاتلين».

وقال فرانك كيلافو، رئيس قسم أمن الوطن في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، وكان من المسؤولين عن محاربة الإرهاب في إدارة الرئيس السابق بوش الابن: «صار واضحا أننا نواجه مشكلة كبيرة مع التطرف المحلي». وعن حمامي، قال: «إنه محارب من الدرجة الأولى. إنه من نجوم الجهاد الشعبيين».

غير أن حمامي، أيضا، صار له موقع على الإنترنت، ويجد إقبالا من كثير من القراء. ويسمى «أبو منصور الأميركي». أو «الأميركي». وعمره 26 سنة.

أما جهاد مصطفى، 28 سنة، فهو أيضا مواطن أميركي. وكان غادر الولايات المتحدة قبل سنوات إلى باكستان وأفغانستان. وعمل مساعدا لواحد من زعماء القاعدة: صالح النبهان الذي قتلته ضربة جوية أميركية السنة الماضية. ثم انتقل مصطفى إلى الصومال، حيث صار من قادة الشباب.

المرأتان الأميركيتان الصوماليتان اللتان اعتقلتا هما: حواء محمد حسن، 63 سنة، وأمينة فرح علي، 33 سنة. وتجنست الاثنتان بالجنسية الأميركية قبل سنوات. وتعيشان في ولاية مينيسوتا، حيث أكبر جالية صومالية في الولايات المتحدة.

وقالت الوثائق القضائية إن المرأتين كانتا «تدقان الأبواب» لجمع تبرعات لإرسالها إلى الصومال. وإنهما كانتا تقولان: «ليس لعمل الخير، ولكن للجهاد».

في نفس يوم إعلان الاعتقالات والاتهامات، بدأت في نيويورك محاكمة أميركي من أصل بوسني، أديس ميدونجانين، الذي يواجه اتهامات بالإرهاب بسبب دوره في «مؤامرة تفجيرات» كانت تستهدف شبكة مترو الأنفاق هناك. ونقل تلفزيون «سي إن إن» على لسان مسؤول في مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) أن الرجل، البالغ من العمر 25 عاما، كان شريكا للمتهم الأميركي الأفغاني نجيب الله زازي، في التخطيط للمؤامرة التي كشفت في سبتمبر (أيلول) 2009.

ولم تحدد محاكمة شخص ثالث في هذه المجموعة: زارين أحمدزاي، أميركي أفغاني.

وجاء في وثائق القضية أن أحد القياديين في «القاعدة»، شكري الشكري جمعة، وهو أحد المطلوبين للسلطات الأميركية، هو الذي جند زازي. ثم جند زازي أحمدزاي وميدونجانين. وخططوا كلهم لهجوم انتحاري في نيويورك، باستخدام قنبلة من مواد مختلطة، منها بيروكسيد الهيدروجين، والأسيتون، والدقيق، والزيت.

وتعتقد شرطة «إف بي آي» أن زازي اصطحب معه ميدونجانين وأحمدزاي إلى باكستان، سنة 2008، حيث تلقوا تدريبا عسكريا بأحد المعسكرات التابعة لـ«القاعدة» هناك.

ووجهت لهم اتهامات، منها: «التآمر لاستخدام سلاح من أسلحة الدمار الشامل» و«التآمر لتقديم دعم مادي إلى تنظيم القاعدة» و«إعطاء وتلقي تدريبات عسكرية لـ(القاعدة)» و«التآمر لارتكاب جريمة قتل في بلد أجنبي».