الإمارات: حادث ناقلة النفط اليابانية «اعتداء إرهابي بمتفجرات منزلية الصنع»

الأسطول الأميركي: فريق من غواصي البحرية استطلع الأمر بموافقة مالك السفينة

TT

لعل جميع الفرضيات التي تحدثت عن الأسباب التي تقف وراء الحادث الذي تعرضت له ناقلة النفط اليابانية «إم ستار» في المياه الإقليمية العمانية، بعد أن أبحرت من ميناء الفجيرة الإماراتي، كانت مجرد فرضيات غير مقنعة؛ بداية من الحديث عن موجة تسونامي عاتية، مرورا بالاصطدام بغواصة، وصولا للحديث عن انفجار لغم بحري، ليبقى الحديث عن عمل إرهابي استهدف الناقلة المحملة بمليوني برميل من النفط الإماراتي الأقرب إلى المنطق منذ اليوم الأول للحادث وفقا للمعطيات، وهو ما أكدته دولة الإمارات، أمس، معتبرة أن الحادث «اعتداء إرهابي بمتفجرات منزلية الصنع»، في الوقت الذي رفض الأسطول الأميركي الخامس، المتمركز في الخليج العربي، أن يؤكد ما ذهب إليه الإماراتيون أو ينفيه. وقال مصدر في خفر السواحل الإماراتي، أمس، إن الناقلة تعرضت لاعتداء إرهابي أثناء مرورها في المياه الدولية بالقرب من مضيق هرمز، صباح يوم الأربعاء الماضي، حيث تبين وجود آثار لمتفجرات منزلية الصنع على جزء من هيكلها، مشيرا إلى أن التحقيقات والاختبارات التي قامت بها فرق متخصصة أثبتت تعرض الناقلة لهجوم بمتفجرات منزلية الصنع، كانت محملة في قارب صغير اقترب من الناقلة.

وفي التفاصيل يقول المصدر: «إنه، وبعد أن رست الناقلة على بُعد 12 ميلا من ميناء الفجيرة، وتم رفع العينات وفحصها من قبل خبراء المتفجرات في الدولة، تبين أنها مصابة بانحناء في الجزء الأيمن من هيكلها، الذي يقع فوق سطح الماء، وتبين وجود آثار مواد لمتفجرات منزلية الصنع، الأمر الذي يرجح أن الناقلة تعرضت لهجوم إرهابي». وهو ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية.

وكان موسى مراد، مدير ميناء الفجيرة، الذي رست فيه الناقلة قال لـ«الشرق الأوسط»، في اليوم التالي لوقوع الحادث، «إن هناك حادثا ما وقع على الناقلة، وهذا واضح تماما، وأنا لاحظته من خلال صعودي إلى الناقلة؛ من خلال تضرر غرفة الضباط على السفينة، بالإضافة إلى أنابيب المياه»، وتابع: «إننا لا نستطيع أن نجزم بطبيعة ونوع الحادث؛ هل هو ناجم عن اصطدام الناقلة بسفينة، أم أنه ناجم عن انفجار لغم بحري، أو اصطدام بغواصة، أو عمل إرهابي»، بدوره اعتبر الأسطول الأميركي الخامس، الذي يتمركز في الخليج العربي، ويبقي عينه مفتوحة على ما تشهده هذه المنطقة الحساسة من تحركات، أنه لا يزال يستوضح الأمور، مشيرا إلى أنه يسهم في جانب صغير من التحقيقات، وأنه بدأ تحقيقاته، «سنقوم بالتحقيقات حسب الحاجة». وقال متحدث باسم الأسطول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نحقق ونقوم بجزء صغير من التحقيق، ولدينا فريق من غواصي البحرية الأميركية ذهبوا، الأسبوع الماضي، بموافقة من مالك السفينة، لمساعدة السفينة في إصلاح أي ضرر خطير، واستطلاع الأمر. هذا كان دورنا حتى الآن»، يمكنني أن أقول لك «نحن نشارك في التحقيقات». وكان مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت قال إن كتائب عبد الله عزام، أعلنت في رسالة نشرت على مواقع جهادية، أنها نجحت في إدخال انتحاري على متن ناقلة النفط، اسمه أيوب الطيشان، وأن الهجوم نُفذ تضامنا مع عمر عبد الرحمن المصري، المعتقل في الولايات المتحدة. إلى ذلك غادرت «إم ستار»، بعد أن تم إصلاح الأضرار التي لحقت بالجزء العلوي من جانبها، وأبحرت من ميناء الفجيرة، الذي عادت إليه قبل أيام لإجراء عمليات الصيانة، بعد أن تأكد المسؤولون في الميناء أنها لا تعاني من تسرب؛ «الانفجار لم يسبب أي تسرب، ولم يوقع خسائر بشرية بين عناصر الطاقم». وكانت السفينة اليابانية تحمل مليوني برميل نفط، منها مليون برميل قادم من ميناء أم سعيد القطري، ومليون من جزيرة داس الإماراتية. وقالت شركة النقل البحري اليابانية «ميتسوي أو إس كاي» إن الأضرار التي لحقت بالسفينة ناجمة عن هجوم، على الرغم من معلومات أفادت بأنها نتيجة أمواج عاتية، مؤكدة أن أفراد الطاقم رأوا وميضا، وسمعوا انفجارا، عقب منتصف ليل 28 يوليو (تموز).