وزارة الكهرباء: لا وعود رمضانية وهناك استهداف للخطوط الناقلة للطاقة كل ساعة

المتحدث الرسمي باسمها لـ «الشرق الأوسط» : المشكلة سياسية أكثر منها خدمية

عراقي يختبر مولد كهرباء في إحدى أسواق بغداد (أ.ب)
TT

عد علي كطوف الانتهاء من سحب «الخط الذهبي» لداره إنجازا كبير وفرحة لا يمكن وصفها بدت على وجوه بناته الخمس، فهم شعروا بأن رمضان الكريم الذي بدأ العد التنازلي له، تم تأمينه من خلال تأمين كهرباء دائمة وإن كانت لا تكفي لتشغيل نصف أجهزة الدار.

و«الخط الذهبي» هو آخر صيحات عالم الكهرباء في العراق وبعد إن يئس أبناء البلد من وجود علاج لمرضهم المزمن المتمثل بانقطاع التيار الكهربائي عنهم ولساعات طويلة عمد شيوخ ووجهاء المناطق إلى إقناع أصحاب المولدات الخاصة التي لا يخلو حي قط منها، بتطوير أعمالهم والتوسع في استثماراتهم بنصب مولد آخر يوضع ليغطي الفترات التي لا يعمل فيها هذا الأخير وبالتالي تأمين الطاقة على مدار الساعة.

وبين كطوف، الذي يعاني من إعاقة دائمة بعد بتر ساقه خلال حرب الخليج الأولى العراقية - الإيرانية، أن راتبه المخصص للمعاقين قد لا يكفي لتأمين «الخط الذهبي» لكنه مجبر «فلست قادرا على تأمين بنزين للمولد الصغير الذي ارتفع سعره بعد الأزمة الأخيرة، وأيضا نحن مقبلون على شهر رمضان، وإذا تزامن الصيام مع الحر الشديد بدرجات قد ترتفع لأكثر من 50 درجة مئوية، ومع عدم وجود كهرباء فهذا سيكون إرهاقا لجميع إفراد العائلة».

«الشرق الأوسط» سألت المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب سري عن استعدادات وزارته لشهر رمضان فأجاب باختصار «لا يمكن إطلاق الوعود مهما كانت ونحن نعاني من استهداف يومي للخطوط الناقلة». وأضاف أنه «خلال الـ12 ساعة الماضية فقط تعرض أكثر من 13 خط ناقل رئيسي للكهرباء للتخريب والتدمير الكامل على أيدي الإرهابيين»، مؤكدا أن «عشرة منها تغذي العاصمة بغداد واثنين في جنوب العراق». وأضاف سري «إذا وجدت هكذا إحداث لا يمكن إعطاء وعود للمواطنين». وتابع أن «موضوع الكهرباء أصبح سياسيا أكثر مما هو خدمي وأصبح وسيلة سياسية للضغط على رئاسة الوزراء». وعما إذا كانت الوزارة مع خصخصة قطاع الكهرباء، قال سري «إننا مع كل الحلول التي توفر طاقة كهربائية للمواطن عبر خصخصة أو استثمار أو استيراد كهرباء من الخارج وأي شيء آخر يؤمن طاقة كافية للعراقيين».

إلى ذلك، نشرت الأجهزة الأمنية العراقية الآلاف من قواتها أمس في الشوارع الرئيسية والمكاتب الرسمية في مدينة البصرة تحسبا لانطلاق مظاهرات للتنديد بانقطاع التيار الكهربائي فيها. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات من الجيش والشرطة قامت صباح أمس بإغلاق جميع الطرق الرئيسية وسط البصرة ونشر قوات في محيط أبنية مجلس المحافظة والمحافظة ومجمع شبكة الإعلام العراقية والأبنية الحكومية الأخرى في إطار إجراءات أمنية لمنع انطلاق مظاهرة كان مخططا لها أمس أو اليوم للتنديد باستمرار انقطاع التيار الكهربائي في المدينة، الذي يصل لمعدل سبع ساعات يوميا، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة والرطوبة. وسبق أن انطلقت مظاهرات في مدينة البصرة (550 كم جنوبي بغداد) في يونيو (حزيران) الماضي شابتها أعمال عنف أوقعت اثنين من القتلى وأكثر من 15 جريحا.