اغتيال رئيس بلدية في هجوم إرهابي بالجزائر

الاعتداء وقع في منطقة اشتهرت برفضها دفع «ضريبة» لمسلحي «القاعدة»

TT

قتل مسلحون رئيس مقاطعة إدارية تقع شرق العاصمة الجزائرية اشتهرت برفضها دفع «ضريبة» لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، في عملية إرهابية خلفت تذمرا كبيرا في أوساط السكان.

وشيع سكان بلدة بغلية (75 كلم شرق العاصمة) أمس جنازة محمد إيدير، رئيس البلدية الذي تعرض للاغتيال الليلة قبل الماضية. وجرت مراسم الدفن في جو مهيب، وتميزت بحضور عدد كبير من سكان البلدة ومن خارجها إلى درجة أن كل طرق المدينة المؤدية إلى المقبرة سدت.

وقال شهود تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إن إيدير (47 سنة) خرج من بيته في حدود التاسعة مساء بناء على طلب من شاب يقيم بالبلدة. وفوجئ رئيس البلدية وهو يتحدث إلى الشاب بشخصين مسلحين يناديانه باسمه. ولما التفت إليهما تلقى أعيرة نارية كثيرة أصابته في رأسه وجسده. وأضاف الشهود أن إيدير توفي على الفور متأثرا بجرح بليغة.

ورجح مصدر أمني محلي أن الشاب الذي خرج إليه الضحية، استدرجه بغرض قتله من طرف مسلحين يشتغل لحسابهم. ولا يوجد شك، حسب المصدر، في أن الجهة التي نفذت عملية الاغتيال تتبع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، لأسباب كثيرة، أبرزها أن إيدير يعد واحدا من أشد سكان بغلية عداء لأفراد التنظيم. واشتهر في مايو (أيار) الماضي بقيادة مسيرة حاشدة جابت كل شوارع البلدة، تنديدا بخطف أحد أثريائها من طرف إرهابيين. وقد التقته «الشرق الأوسط» حينها وتحدث لها عن «عزم البلدة التخلص من المجرمين»، وقال إن سلاحه «سيبقى موجها ضد ما يسمى (القاعدة) التي هي في الحقيقة مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق».

وتعتبر منطقة بغلية قلب معاقل «القاعدة» في ولاية بومرداس، التي تعد بدورها مركز انتشار عناصر التنظيم الإرهابي، ومنها تم التخطيط لتفجيرات انتحارية وقعت بالعاصمة في 2007 و2008 وخلفت عشرات القتلى.