مراقب «الإخوان» الجديد بسورية: مستعدون لإنشاء حزب.. وليس تحت شعار «الجماعة»

محمد رياض لـ «الشرق الأوسط»: موجودون في أغلب الدول العربية ولا نتدخل في الشأن الداخلي ونتواصل عبر الإنترنت

المهندس محمد رياض شقفة المرشد الجديد لـ«إخوان» سورية («الشرق الأوسط»)
TT

انتخب مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين في سورية مراقبا عاما جديدا، خلفا للمراقب العام السابق المحامي علي صدر الدين البيانوني (أبو أنس) (72 عاما)، الذي أعلن تقاعده في ختام ولايته الثالثة. وانتخب مجلس الشورى في «إخوان» سورية الأسبوع الماضي مراقبا عاما جديدا هو المهندس محمد رياض شقفة (66 عاما). ويعتبر المهندس محمد رياض شقفة، وهو من مواليد عام 1944، من الشخصيات الحموية البارزة في الجماعة، وتم تعيين نائب حموي له أيضا هو فاروق طيفور، وكلاهما قادا العمل العسكري في الجماعة ضد النظام السوري في مطلع الثمانينات. ومحمد رياض شقفة مهندس مدني، تخرج من جامعة دمشق عام 1968، وعمل في مجال الإنشاءات حتى خروجه من سورية أواخر السبعينات، ليتولى مناصب أمنية وعسكرية في التنظيم في الثمانينات. وتعرض شقفة الذي عاش في العراق لمدة 26 عاما لمحاولة اغتيال في العاصمة العراقية بغداد عام 2003 بعد سقوط النظام العراقي، وأصيب بعدة رصاصات اخترقت سيارته، ولكنه نجا من الموت. وقال شقفة (أبو حازم) الذي يعيش حاليا في اليمن منذ نحو عامين، إنه يتواصل مع زملائه في قيادة «إخوان» سورية عبر الشبكة العنكبوتية بصفة شبه يومية. وأضاف أبو حازم وهو اسمه الحركي على حد قوله إن «إخوان» سورية موجودون في أغلب الدول العربية، وهم يمارسون الدعوة ولا يتدخلون في الشأن الداخلي لأي بلد. وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إنهم مستعدون للتحول إلى حزب سياسي، وليس بالضرورة تحت شعار «الإخوان»، إذا ما سمحت سورية بالأحزاب وأجازت الحريات وأعادت الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الشعب. وأوضح أن «وجودنا في الخارج مرتبط بالوضع القائم في سورية». وعن علاقة «إخوان» سورية بمكتب الإرشاد العام في مصر، قال: «هناك اتصالات ولكنها تدخل ضمن أمور تشاورية»، مشيرا إلى أن «مصر هي بلد المؤسس حسن البنا عام 1928 كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقياته وتطالب بالعيش في ظل الإسلام، كما نزل على نبي الإسلام محمد وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب». إلا أن المرشد الجديد لـ«إخوان» سورية لم يستبعد أن يكون المراقب العام للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين من بلد آخر غير مصر، مشيرا إلى أن الموضوع يحتاج إلى مزيد من النقاشات. وعن أهداف «إخوان» سورية في المرحلة الحالية، قال أبو حازم: «نطالب بالحرية للشعب السوري بجميع أطيافه، الذي يتوجب عليه اختيار ممثليه الشرعيين». وقال إنه متفق تماما مع ما أكد عليه الشيخ القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين في أن «الحرية قبل تطبيق الشريعة». ونفى إجراء أي اتصالات بين «إخوان» سورية ونظام بلادهم، وقال: «لم تحصل أي اتصالات مباشرة بيننا وبين النظام وليس هناك أي جديد في هذا المجال». من جهته قال المراقب العام السابق المحامي علي صدر الدين البيانوني (أبو أنس)، الذي أعلن تقاعده في ختام ولايته الثالثة في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس وقال إنه سيبقى جنديا في الجماعة وسيبدأ في كتابة مذكراته، وأشار إلى أنه شخصيا طالب من قبلُ أن ينتخب مرشد الجماعة لمدة دورتين فقط، في حين شغل المنصب لمدة ثلاث دورات. وأشاد بخليفته المهندس محمد شقفة. وقال: «ليس عندنا حمائم أو صقور، ولكنه عمل معي لمدة 14 عاما في قيادة الإخوان، وانتخب بأغلبية الثلثين. وكان أحد أركان القيادة وضمن فريق العمل، ومنسجما مع توجهات الجماعة». وأوضح «أريد اليوم أن أستريح بعد 14 عاما في منصب المراقب العام لإخوان سورية».

مشيرا إلى أن المرشد الجديد أبو حازم أكثر شبابا منه. وأشاد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السوريين السابق المحامي علي صدر الدين البيانوني بنتائج اجتماعات مجلس شورى الجماعة التي انتهت بانتخاب رياض الشقفة (أبو حازم) خلفا له. وأكد بأن ذلك جرى في كنف العمل الديمقراطي الشوري الذي قال إن الجماعة تلتزم به في مؤسساتها الداخلية. ونفى البيانوني أن تكون نتائج اجتماعات مجلس شورى الجماعة انقلابا على سياسات الجماعة المعتمدة أثناء إشرافه عليها، وقال: «ما جرى في اجتماع مجلس شورى الجماعة من انتخاب قيادة جديدة للجماعة هو عملية ديمقراطية شورية بامتياز، والأخ رياض الشقفة الذي تسلم منصب المراقب العام كان جزءا من المرحلة الماضية، وكان منسجما مع السياسات العامة التي نتخذها». وأضاف: «ليس صحيحا أن هناك تيارات متصارعة داخل الجماعة، وخلال المسيرة السابقة كانت مواقفنا تُتخذ بالأكثرية، ولا وجود لتياري الحمائم والصقور كما يريد البعض الترويج لذلك»، مشددا على أن مجلس شورى الجماعة أكد أن «سياسات الإخوان مستمرة على حالها». وحول مستقبل علاقته بـ«الإخوان» بعد خروجه من منصب المراقب العام، قال البيانوني: «سأستمر في الالتزام بسياسات الإخوان، فأنا سأظل عضو مجلس الشورى، ولكن سني لم تعد تسمح لي بتسلم مواقع تنفيذية، وأنا لا أشعر بأي ظلم أو انقلاب علي، فما جرى كما قلت هو عملية ديمقراطية شورية، بل إنني كنت أتمنى أن أتنحى منذ الدورة الماضية لكن الإخوة ألزموني بالبقاء، وقد اشترطت يومها إضافة ملاحظة تمنع الترشح لدورة أخرى، وهذا هو ما جرى والحمد لله»، على حد تعبيره. وكان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية قد أعلن في ختام دورته العادية الأولى أن سياسة الجماعة وموقفها في المرحلة الجديدة تتوافق بخطوطها العامة مع سياستها وموقفها في المرحلة السابقة، مبينا أنه مارس حقه الشرعي والدستوري بانتخاب مراقب عام جديد للجماعة، وهو رياض الشقفة، وقيادة جديدة للمرحلة المقبلة. وثمّن المجلس جهود البيانوني وجهود القيادة التي كان على رأسها في المرحلة الماضية.