إدريس جطو.. رجل أعمال في وزارة الداخلية المغربية

TT

حينما عين العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 أحمد الميداوي وزيرا للداخلية خلفا لادريس البصري، ظهر للعيان أن العاهل المغربي الشاب الذي لم تكن قد مرت على اعتلائه سدة الحكم سوى ثلاثة أشهر، عاقد العزم على المضي قدما في ترسيخ مفهوم جديد للسلطة، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، اذ سرعان ما جاءت التعيينات الجديدة، التي تمت في سلك الولاة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، بشخصيات تكنوقراطية من خارج مؤسسة الداخلية، لتؤكد ان الرغبة الملكية في ترسيخ ذلك المفهوم الجديد لا رجعة فيها. وتم تتويج هذه الرغبة بتعيين العاهل المغربي أمس للوزير السابق ورجل الاعمال البارز ادريس جطو وزيرا للداخلية.

ويرى المراقبون ان التعيينات الاخيرة في سلك الولاة كانت تحمل في طياتها بوادر اجراء تغيير على رأس جهاز الداخلية. وبدا مطلوبا رحيل أحمد الميداوي، الذي عينه العاهل المغربي امس مستشارا له، وذلك لضمان نوع من الانسجام بين وزير الداخلية والولاة، خاصة ان الميداوي لم يكن يقف وراء التعيينات الاخيرة.

وكان جطو قد عينه العاهل المغربي في أغسطس الماضي، رئيسا مديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفات. وقبل ذلك كلفه بالاشراف على اعادة هيكلة مجموعة «ماروك سوار» التي تصدر صحف «لوماتان» و«الصحراء» و«لامانيانا». وجطو من مواليد 24 مايو (ايار) 1945 بمدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، وتلقى دراسته الثانوية بثانوية الخوارزمي يالدار البيضاء، حيث حصل على الثانوية العامة (بكالوريا) في شعبة التقنيات والرياضيات، ثم التحق بكلية العلوم بالرباط التي حصل بها سنة 1966 على دبلوم الدراسات العليا في علوم الفيزياء والكيمياء، كما حصل على دبلوم تدبير وتسيير المؤسسات سنة 1967 من «كوردوينرز كولدج» في لندن.

وسبق لجطو ان رأس الفيدرالية المغربية لصناعات الجلد وهو عضو مكتب الكونفيدرالية العامة الاقتصادية المغربية، كما سبق له أن كان نائبا لرئيس الجمعية المغربية للمصدرين.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1993 عينه العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني وزيرا للتجارة والصناعة في حكومة محمد كريم العمراني. وثبت في منصبه في فبراير (شباط) 1995 عند تعيين حكومة عبد اللطيف الفيلالي الاولى، كما تولى وزارة المالية والتجارة والصناعة والصناعة التقليدية في حكومة الفيلالي الثانية، حتى مارس (اذار) 1998.

وعرف عن جطو آنذاك انه كان على احتدام دائم مع وزير الداخلية الاسبق ادريس البصري، بسبب رفضه ان يتدخل هذا الاخير في شؤون وزارته.

وجطو حاصل على وسام العرش من درجة فارس وهو متزوج وأب لاربعة اطفال. وبتعيين جطو وزيرا للداخلية يكون العهد الجديد في المغرب قد وضع حدا بلا هوادة لهيمنة مدرسة ادريس البصري على الداخلية المغربية، وبالتالي فإن الوزير الجديد تنتظره أولويات كثيرة لعل أهمها الاشراف على انتخابات نزيهة، واعتماد مقاربة اجتماعية واقتصادية بدل المقاربة الامنية المتشددة. وهو ما شدد عليه الملك محمد السادس في العديد من المناسبات.