القائمة الأميركية بالمطلوبين في تفجيرات نيويورك وواشنطن تضم 33 طيارا و5 مدربين و12 ميكانيكي طائرات

الماني أضيف إلى قائمة المشتبه فيهم واعتقال ثلاثة مغاربيين في ديترويت بحوزتهم مخطط لمطار ووثائق مزورة

TT

تشير المعلومات التي تجمعت حتى الآن الى ان ربع الاشخاص الذين يسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف.بي.آي) للتحقيق معهم، وعددهم 223 شخصا، لعلاقتهم باختطاف الطائرات الاسبوع الماضي، هم من الطيارين المعتمدين، او اشخاص يدرسون قيادة الطائرات او الميكانيكيين المتخصصين بالطائرات. وتضم القائمة 33 شخصا يحملون رخص قيادة طائرات، وخمسة اشخاص يحملون رخص تعليم قيادة طائرات و12 ميكانيكيا معتمدا في شركات الطيران، طبقا لسجلات هيئة الطيران الفيدرالية. ومعظم الذين لديهم خبرة في الطيران ولدوا خارج الولايات المتحدة ولكنهم سجلوا عناوين في الولايات المتحدة من فيرو بيتش بولاية فلوريدا الى نورمان بولاية اوكلاهوما وبورتلاند بولاية اوريجون. ومن بين هؤلاء طيار يحمل رخصة قيادة طائرات عاش في نفس الشقة في دايتونا بيتش بولاية فلوريدا التي عاش فيها اثنان مشتبه في أنهما من الخاطفين وهما وليد الشهري الذي كان في الطائرة الاولى التي ارتطمت بمبنى مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر (ايلول)، وسعيد الغامدي الذي كان في الطائرة التي سقطت في ريف بنسلفانيا. ولم يتضح بعد عما اذا كان الطيار التجاري من بين 75 شخصا اعتقلتهم السلطات في اطار التحقيقات في العملية.

وتجدر الاشارة الى ان تدريب الاشخاص الذين يدربون بدورهم الارهابيين على الطيران هي من بين عدة اكتشافات دفعت المحققين الى الاعتقاد بان الطائرات الاربع التي اختطفت في نفس اليوم ونفس الوقت تقريبا لم تكن الطائرات الوحيدة التي كانت مستهدفة. فقد تبين ان سبعة من الخاطفين الذين استخدموا مشارط الاوراق والسكاكين لاختطاف تلك الطائرات كانوا قد تلقوا تدريبات كطيارين. وكان المدعي العام جون اشكروفت قد اعترف الثلاثاء الماضي بان المحققين يبحثون عما اذا كانت هناك محاولات اختطاف طائرات اخرى قد فشلت في اليوم نفسه بسبب مشاكل ميكانيكية.

ومن بين الطائرات التي الغيت رحلتها ولفتت انظار السلطات رحلتان عبر الاطلسي الاولى تابعة لاميركان ايرلاينز كان من المقرر ان تقلع من مطار بوسطن والثانية طائرة تابعة ليونايتد ايرلاينز كان من المقرر ان تقلع من مطار دالاس الدولي بالقرب من واشنطن. وكان من المقرر ان تغادر الطائرتان في نفس الوقت تقريبا الذي غادرت فيه الطائرات الاربع المختطفة. والمعروف ان الطائرتين اللتين ارتطمتا ببرج مركز التجارة العالمي اقلعتا من بوسطن، اما الطائرة التي ارتطمت بمبنى البنتاغون فقد اقلعت من مطار دالاس. وبفحص رحلة شركة يونايتد التي الغيت في مطار دالاس، يحاول مكتب التحقيقات دراسة تقارير تشير الى ان خمسة مسافرين يبدو انهم من العرب قد ركبوا الطائرة ولكنهم تركوها بسرعة بعدما اعلن الغاء الرحلة.

وفي الوقت ذاته بدأت تتضح صورة المختطفين خلال التحقيقات التي يشارك فيها 4 الاف محقق فيدرالي، في اكبر تحقيق في تاريخ الحكومة الاميركية. ويسعى المحققون الى معرفة من ساعد الخاطفين ومن مولهم عن طريق تجميع معلومات من انحاء الولايات المتحدة وكندا واوروبا وافريقيا واسيا.

وبفحص بريد اليكتروني يعود تاريخه الى اواخر يوليو (تموز) الماضي ربطت السلطات بين العديد من الخاطفين واشخاص في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي. ومعظم الاشخاص الذين تم احتجازهم يحتجزون للاشتباه في انتهاكهم قوانين الهجرة، وذلك خلال التحقيق بخصوص اختطاف الطائرات. وقد تبين ان اربعة على الاقل من المحتجزين قد احتجزوا باعتبارهم «شهودا ماديين» وهو ما يعني ان السلطات تعتقد ان لديهم معلومات بخصوص العمليات. في الوقت ذاته اضافت السلطات اسم رجل الماني يحمل رخصة قيادة طائرات من الولايات المتحدة الى قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي، مما يجعله واحدا من الاشخاص غير الشرق اوسطيين المطلوبين.

وفي واشنطن ذكر وكيل وزارة الخزانة الاميركية جيم غورول ان وزارته «بدأت في اعداد صورة للمعاملات المالية لبعض المشتبه في تورطهم في الهجوم الارهابي». ورفض غورول مناقشة التفاصيل، الا ان المسؤولين الاميركيين قد حددوا اسامة بن لادن باعتباره المشتبه الرئيسي في العملية. واضاف غورول «سنتابع حركة الاموال الى اي مكان ستقودنا اليه. اذا قادتنا التحقيقات الى منظمات اخرى او منظمات شرعية مشاركة في نشاطات شرعية، فليكن». وذكر غورول انه اذا كانت هناك ادلة ان جماعة متورطة في مساعدة الخاطفين، فإن الحكومة الفيدرالية ستتحرك لعزل المجموعة عن النظام المالي الاميركي.

من ناحية ثانية، استمرت الشرطة الالمانية والايطالية في متابعة صلات الخاطفين المحتملة بابن لادن عن طريق التحقيق في الشؤون المالية للاصوليين في البلدين. ففي المانيا يحقق المحققون في معلومات تفيد بأن محمد عطا، وهو واحد من الخاطفين وطيار متدرب كان في الطائرة الاولى التي ارتطمت بمركز التجارة العالمي، التقى مرة بمسؤول استخبارات عراقي في المانيا.

كما ان مكتب التحقيقات الفيدرالي مهتم بالعثور على هندي عمره 28 سنة موجود على قائمة المطلوبين. وكان قد عاش في نيوجيرسي وهي من ضواحي مدينة نيويورك وفي اونتاريو وكاليفورنيا وفي ضواحي تورونتو ويشتبه في انه من اعوان واحد على الاقل من الخاطفين، كما انه حجز مقاعد على 10 رحلات لمدن اميركية في الفترة بين يوم الجمعة الماضي و22 اكتوبر (تشرين الاول)، بعضها متداخلة.

وفي ديترويت داهم المحققون، في اطار بحثهم عن أحد المطلوبين، شقة واعتقلوا ثلاثة رجال اخرين بتهم تتعلق بالهجرة. واخذ رجال المكتب ما وصفوه بأوراق هجرة مزورة، ورسومات توضيحية لطائرات وممرات هبوط واقلاع، وبطاقات تسمح لهم بدخول مطابخ الشركة التي تعد وجبات الطعام في مطار متروبوليتان في ديترويت. والاشخاص الثلاثة هم من المغرب والجزائر واسماؤهم هي فاروق علي حمود البالغ من العمر 21 سنة واحمد هنان (33 سنة) وكريم كوبريتي (23 سنة)، وهم من المهاجرين المقيمين. وذكر الاشخاص الثلاثة انهم لا يعرفون الرجل الذي يسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي للعثور عليه، بالرغم من انهم كانوا يعيشون في نفس الشقة.

وفي الهند استجوبت الشرطة اقارب شخصين هما ايوب علي خان البالغ من العمر 51 سنة ومحمد جاويد ازماث (47 سنة). وكان رجال مكتب التحقيقات قد قبضوا عليهما يوم الهجوم في فورت وورث بولاية تكساس. وكانا قد قدما من نيوويرك بولاية نيوجيرسي جوا الى سانت لويس في صباح يوم العمليات على متن طائرة اقلعت في نفس الوقت الذي اقلعت فيه طائرات الخاطفين. وقد عثر معهما على صبغة شعر ومشارط اوراق وحوالي 20 الف دولار نقدا، وتم ارسالهما الى نيويورك للاستجواب. وقد اكدت مصادر اجهزة تطبيق القانون انه سيحتجزان «كشاهدين ماديين». من ناحية اخرى استمرت السلطات في استكشاف نشاطات بدر الحازمي (34 سنة) وهو طبيب اشعة في مركز العلوم الطبية في جامعة تكساس في سان انتونيو. وكان قد قبض على الحازمي في اليوم التالي للحادث. وقد ابدت السلطات التي تتابع البريد الالكتروني للخاطفين والمشتريات الالكترونية والمعاملات المصرفية اهتماما به. ولفت الحازمي انتباه المحققين بسبب حجزه، مع ثلاثة اخرين على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي، مقاعد على رحلة جوية يوم السبت من سان انتونيو الى سان دييغو. وقد حجزت المجموعة العودة بعد شهر. واكد رؤساء الحازمي انه لم يطلب اجازات في ذلك الوقت.

* ساهم في التقرير بلاك موريسون وكفين ماكوي

* خدمة «يو.اس.ايه. توداي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»