جولة ميشيل أوباما الإسبانية تثير جدلا في أميركا

رافقتها صديقتان ووفد أمني.. والبيت الأبيض يشدد على «الطابع الخاص» للزيارة

ميشيل أوباما (الثالثة يسارا) خلال زيارتها لقصر الحمراء في غرناطة الخميس الماضي (رويترز)
TT

تحولت عطلة هادئة في أحد المنتجعات الفخمة على البحر الأبيض المتوسط للسيدة الأولى للولايات المتحدة وابنتها إلى أزمة للبيت الأبيض، الذي يحاول محاربة الأخبار الاقتصادية السيئة في الداخل.

واصطحبت السيدة الأولى ميشيل أوباما ابنتها الصغرى ساشا إلى جنوب إسبانيا الأسبوع الحالي لقضاء عطلة لأم مع ابنتها. لكن عندما يكون الزوج هو رئيس البلاد، فإن هذه الرحلة تصبح رحلة لأم وابنتها والخدمة السرية، التي تجتاح المدينة وتشغل معظم الغرف في أحد الفنادق الفارهة، وتترك أمام دافعي الضرائب فاتورة ضخمة لتسديدها.

تدفع السيدة الأولى تكلفة الغرفة التي تنزل بها والطعام الذي تستهلكه والانتقالات التي تستخدمها، وسيدفع الأصدقاء الذين يصطحبونها أي مصاريف خاصة بهم. لكن الحكومة الأميركية تغطي تكاليف الأمن، وصورة زوجة الرئيس وهي تستمتع بعطلة خيالية في أحد المنتجعات الفخمة خارج الولايات المتحدة، في الوقت الذي يفقد الأميركيون فيه وظائفهم. ونشرت الصحف الأوروبية الكثير من المواد الصحافية حول تعقب الوفد المرافق لها، ووصفها أحد كتاب «نيويورك ديلي نيوز» بأنها «ماري أنطوانيت العصر الحديث»، وعجت المدونات بالمواضيع حول الزيارة.

وقال البيت الأبيض إنه لن يعلق على أي شيء. وقال روبرت غيبس، المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض، الأسبوع الحالي: «السيدة الأولى تقوم برحلة خاصة. إنها مواطنة عادية وأم لطفلة تقوم برحلة خاصة. ولن أقول أكثر من ذلك».

وقال مسؤولون آخرون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن أسرة الرئيس تعتبر ذلك أمرا خاصا، إنه تم المبالغة في بعض التقارير حول الرحلة. وقال مسؤول إن السيدة ميشيل أوباما لا تسافر مع 40 صديقة، لكن مع اثنتين من الصديقات وأربع بنات، فضلا عن اثنين من المساعدين، واثنين من طاقم العاملين بالبيت الأبيض.

ولم يناقش هؤلاء المسؤولون عدد أعضاء الفريق الأمني، وقالوا إن هذا العدد لا تحدده السيدة الأولى، بل يتم تحديده من جانب جهاز الخدمة السرية. ويشمل الوفد المرافق أعضاء من العاملين في البيت الأبيض، لأن السيدة الأولى ستقوم بزيارة بصفتها الرسمية إلى العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، والملكة صوفيا اليوم الأحد قبل العودة إلى البلاد. وسافرت السيدة الأولى على متن طائرة حكومية، كما تفعل جميع زوجات الرؤساء في أسفارهن، لكن صديقاتها استقللن رحلات جوية تجارية منفصلة.

وأثناء الرحلة، تجولت السيدة الأولى وابنتها ساشا، البالغة من العمر تسع سنوات، وصديقاتها في غرناطة، ولعبن على الشاطئ، وقضين العطلة في فندق «هوتل فيلا باديرنا»، وهو فندق خمس نجوم يقع في ماربيا، وتتراوح فيه أسعار الغرف بين 500 و2000 دولار في الليلة. وشاهدن أحد عروض الفلامنكو، ورقصن على إيقاع الموسيقى.

ولم تشارك ماليا، 12 عاما، شقيقة ساشا في هذه الرحلة، لأنها كانت في مخيم صيفي.

ومن جانبه، احتفل الرئيس أوباما بعيد ميلاده الـ49 من دون أسرته، في حفل عشاء في شيكاغو، مع مقدمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري وبعض الأصدقاء. بيد أن الأسرة بالكامل ستسافر في وقت لاحق الشهر الحالي إلى شاطئ الخليج (جنوب أميركا) لقضاء عدة أيام، ثم إلى مارثاس فينيارد لقضاء عشرة أيام.

يشار إلى أن السيدة الأولى السابقة، لورا بوش، كانت تقوم بقضاء عطلات منفردة من دون زوجها، جورج دبليو بوش، في كل سنة من سنوات رئاسته، وكانت تسافر على متن طائرة حكومية للقاء الأصدقاء وحضور المعسكرات والتنزه في الحدائق الوطنية. لكن هذه الرحلات لم تكن تولد هذا النوع من الغضب الذي سببته رحلة ميشيل أوباما، ويرجع ذلك في بعض جوانبه على الأقل إلى أن زيارة المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة ليست أمرا شائكا من الناحية السياسية.

وقالت إنيتا ماكبرايد، التي كانت رئيسة طاقم الموظفين لدى لورا بوش: «من الصعب للغاية أن يعيش الفرد دوما حياة خاصة عندما يكون شخصية عامة. لا أحد يمنع أيا من المسؤولين لديه فرصة قضاء عطلة. الجميع يحتاج إلى ذلك. لكنني أعتقد أنه كلما كانت الرحلة أكثر تكلفة ورفاهية، فإنها تثير المزيد من الانتقاد. إنها فقط المخاطرة. ويعد ذلك أمرا متوقعا دوما مع الشخصيات العامة».

*خدمة «نيويورك تايمز»