نداء رئيس الجمهورية يلقى تجاوبا بين المقيمين والمغتربين والراغبون في التبرع للجيش ليسوا كبار المتمولين فقط

تسليح الجيش اللبناني يتطلب مبلغا يفوق الـ 6 مليارات دولار

TT

لبى اللبنانيون المقيمون والمغتربون سريعا دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، للتبرع لتجهيز الجيش اللبناني وتمكينه من مواجهة إسرائيل.

وفي هذا الإطار، تلقت رئاسة الجمهورية منذ السبت الماضي سيلا من الاتصالات من الداخل والخارج من لبنانيين وأصدقاء للبنان تثمن المبادرة التي أطلقها الرئيس سليمان وتبدي الرغبة في التبرع لتسليح الجيش اللبناني وتجهيزه لدى إقرار خطة التسلح والإعلان عن آلية التبرع.

وكان الرئيس سليمان أطلق منذ يومين حملة وطنية لتسليح الجيش، فدعا اللبنانيين القادرين الذين يريدون الاستثمار في لبنان إلى أن يستثمروا أيضا في الجيش عبر تمكينه من امتلاك السلاح المناسب. وتحدث عن وجوب انطلاق حملة تبرع لبنانية لتجهيز الجيش، مؤكدا أن الجيش هو الأساس في الشرعية.

وكشفت مصادر القصر الجمهوري في بعبدا لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الراغبين في التبرع من كل المستويات ومن المغتربين والمقيمين وليسوا فقط من الرأسماليين الكبار، وأن الاتصالات ترد وبكم كبير إلى مكتب الرئيس سليمان وللمكتب الإعلامي في قصر بعبدا».

وأوضحت مصادر القصر الجمهوري أن «للرئيس سليمان تصورا معينا وخطة لتسليح الجيش سيعرضها على مجلس الوزراء على أن تعدل وفق اقتراحات الوزراء لنصل إلى آلية واضحة وشفافة تفضي سريعا إلى تنفيذ الخطة المتوافق عليها».

من جهتها شددت مصادر رئيس الحكومة سعد الحريري على أنه «كان من أوائل الذين سعوا لتسليح الجيش وعلى أنه لا يفوت فرصة في جولاته الخارجية لطرح الملف مع كبار القادة»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الحريري قام بجهود استثنائية في هذا المجال خلال زيارتيه لفرنسا وواشنطن، فهو يعرف تمام المعرفة أنه لا يمكن بناء دولة من دون جيش لذلك يقف مع المقاومة علما منه أن الجيش في حاجة إلى الكثير ليتمكن من مواجهة إسرائيل».

وفيما يتعلق بموافقة روسيا مؤخرا على استبدالها بطائرات الميغ التي قررت سابقا تقديمها هبة لسلاح الجو اللبناني مروحيات دفاعية مقاتلة، أوضحت مصادر رئيس الحكومة أن «هذا القرار اتخذته الحكومة، وهو ليس من شأن الرئيس الحريري وحده». وسألت «الشرق الأوسط» الخبير العسكري، العميد المتقاعد أمين حطيط، عن الأسلحة التي يحتاج إليها الجيش لمواجهة العدو، فشرح أن «الجيش اللبناني يعتمد الاستراتيجية الدفاعية، لذلك فإن المطلوب سلاح دفاعي يتناسب والأخطار الإسرائيلية التي تتهدده»، وأضاف: «أولا يجب بناء منظومة دفاع جوية قائمة على شبكة رادارات وقواعد ومنصات للصواريخ، بالإضافة إلى منظومة صواريخ بر - بر ومنظومة قيادة وسيطرة. هذا جويا أما بحريا، فيجب بناء منظومة دفاع بحرية ترتكز على صواريخ بر - بحر. وبرا يجب الحصول على منظومة دفاع ضد الدبابات ترتكز على الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى شبكة اتصالات وأسلحة خفيفة لوحدات القتال الخاصة».

وكشف حطيط عن أن «تكلفة المنظومة الدفاعية المتكاملة تتراوح ما بين 5 و7 مليارات دولار»، مشددا على «ضرورة وضع برنامج زمني للتنفيذ لا يتخطى الخمس سنوات».

ورأى حطيط أنه «من المجدي البدء في تأمين منظومة الصواريخ النارية لأنه يمكن عنده اعتماد استراتيجية الإيلام لردع العدو»، وأضاف: «فلنبدأ بتأمين 10 آلاف صاروخ مع منصات، فتكلفتها لا تتخطى المليار دولار».

ولفت حطيط إلى أن «توافر الأموال لا يعني التمكن من تسليح الجيش، لأن أميركا تتحكم في سوق السلاح»، وقال: «السوق الأخرى هي السوق الإيرانية والكورية الشمالية يواجه التعامل معها اعتراضات داخلية لبنانية، مما يضعنا أمام مشكلة جدية».

وبينما أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، عن «تأييده للحملة التي أطلقها الرئيس سليمان لدعم المؤسسة العسكرية»، اعتبر أنه «من المستحسن تطبيق سياسة تقشف مدروسة تعطي للجيش إمكانيات مالية تتيح له أن يتسلح بقوة من أي مصدر كان بدل إصدار موازنات عامة فضفاضة تلحظ بنودا للإنفاق غير المجدي في العشرات من المواقع والمرافق العامة»، لافتا إلى أن «مصدر السلاح ليس مهما ما دام أن الدعم لن يكون مشروطا بأي شكل من الأشكال».

وشدد جنبلاط على أن «مواجهات العديسة أثبتت أن التلاحم بين الجيش والشعب والدولة والمقاومة هو الأساس في مقارعة إسرائيل».