ولايتي: اتهامات المحكمة الدولية سياسية.. وهدفها بث الفرقة بين اللبنانيين

قال إن إيران لا تدعم مجموعة خاصة في العراق.. وليس لديها أي مطلب محدد فيما يتعلق بتشكيل الحكومة

TT

نفى كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإيرانية، علي أكبر ولايتي، وجود أي تباين بين سورية وإيران حيال العراق، وأن المواقف السورية متناغمة ومتناسقة مع المواقف الإيرانية. وأكد ولايتي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية بدمشق أمس، أنه «لا يوجد أي تناقض بين مواقف سورية وإيران حيال العراق، وأن تشكيل الحكومة العراقية أمر يعود إلى الشعب العراقي، وأي قرار يتخذه الشعب العراقي سوف يحظى باحترامنا»، وأضاف مشددا، أن «إيران وسورية تحترمان أي قرار يتخذه الشعب العراقي بهذا الشأن»، معبرا عن ثقته بأن الشعب العراقي سيتوصل إلى تفاهم عما قريب بشأن تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول اتهام أطراف عراقية لطهران بالوقوف خلف تمسك الكتلة الصدرية بمطالب تعجيزية تسهم في عرقلة تشكيل الحكومة، وأن تلك المطالب هي إيرانية أكثر منها عراقية، قال ولايتي: «إيران ليس لديها أي مطلب محدد يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية، لأننا نتطلع فقط إلى تشكيل الحكومة العراقية وفقا لإرادة ومصالح الشعب العراقي دون تدخل أجنبي»، وأضاف: «غير صحيح أن إيران تدعم مجموعة خاصة على حساب مجموعة أخرى».

وعن حصيلة مباحثاته التي أجراها مع المسؤولين السوريين وقادة الفصائل الفلسطينية المقيمة في سورية، قال إنها كانت «إيجابية جدا وحاسمة». وردا على سؤال يتعلق بالوضع في لبنان وما يقال عن احتمال إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارا ظنيا يتهم حزب الله، اعتبر ولايتي هذه التهم «سياسية أكثر مما هي قانونية»، وقال إن «هدفها بث الفرقة بين أبناء الشعب اللبناني»، وتابع: «طرح الاتهامات بعد أربع سنوات من توجيه الاتهامات لسورية يدل على أن ذلك تمهيد سياسي لإثارة الاضطرابات في لبنان»، معربا عن سعادة بلاده لأن الحكومة اللبنانية والمقاومة «تحلت باليقظة» حيال هذا الموضوع. وأكد ولايتي، بحسب الترجمة من الفارسية إلى العربية، أن هذا الموقف يتوافق مع الموقف الذي لمسه من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أثناء لقائه به في لبنان قبل أيام، وأضاف ولايتي أن «نصر الله يعتبر طرح هذه الاتهامات بعد 4 سنوات من اتهام سورية تمهيدا سياسيا لإثارة الاضطرابات في لبنان».

وتعليقا على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن استعداد بلادها للتفاوض مع طهران بشأن الملف النووي الإيراني، أوضح ولايتي قائلا: «ليس لدينا أي ثقة بالحكومة الأميركية، حيث تصدر عن الجانب الأميركي وبشكل متزامن تصرفات متناقضة»، مؤكدا أن «قرارات العقوبات والحصار لن يكون لها أدنى تأثير في ثني عزيمة بلاده عن الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق المعاهدة الدولية». ولكنه أكد في الوقت نفسه «استعداد إيران للحوار حول قضية الموضوع النووي»، مشيرا إلى أن «طهران لديها تحفظات بالنسبة إلى مشاركة بعض البلدان في مجموعة (خمسة + واحد)، وكذلك تركيبة الأطراف المشاركة في هذه المباحثات».

وبشأن التهديدات التي يطلقها الغرب ولا سيما الولايات المتحدة حيال إيران، شدد ولايتي على أنه «إذا كان الهدف من هذه التصريحات أن تتخلى إيران عن مبادئها فهم واهمون، وإيران تعتبر جزءا من هذه التهديدات حربا نفسية ولكنها ستمضي قدما لإقامة تعاون إقليمي ومع دول الجوار حتى وإن كان ذلك لا يعجب الأميركان». مشيرا إلى أنه «من الطبيعي أن يعبر البلدان (سورية وإيران) عن القلق حيال الوجود العسكري المكثف في المنطقة بحريا أو بريا».

والتقى علي أكبر ولايتي في اليوم الثالث والأخير من زيارته إلى دمشق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وبحث معه عددا من المسائل الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية الحفاظ على تناميها المتواصل وتطورها في مختلف الميادين. وقال بيان رسمي إن الحديث تركز على «أهم مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط في ظل النهج العدواني الإسرائيلي الذي طال الأراضي اللبنانية مؤخرا وأخفق في تحقيق أهدافه»، وأضاف البيان أن وجهات النظر كانت «متفقة على أن أمن المنطقة واستعادة حقوقها المغتصبة يعتمد أساسا على شعوبها وقواها السياسية الرافضة للهيمنة الأجنبية». كما اتفقت الآراء على «ضرورة تشكيل حكومة عراقية بأسرع وقت ممكن تضم مختلف أطياف الشعب العراقي وتحظى بتأييد جميع أبنائه بما ينعكس أمنا واستقرارا على العراق والمنطقة».

كما التقى ولايتي وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وبحث معه واقع العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة حيث كانت وجهات النظر متفقة حول «ضرورة توافق الكتل العراقية في أسرع وقت ممكن على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلبي تطلعات ومصالح الشعب العراقي في الحفاظ على وحدة العراق وإرساء علاقات ودية مع جيرانه». وأكد الجانبان ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى «رفع الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على استقرار لبنان». ونقل بيان رسمي سوري عن ولايتي التنويه بـ«المواقف الحكيمة التي تنتهجها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد»، وإشادته بـ«نتائج الزيارة المشتركة التي قام بها الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان في ترسيخ استقرار لبنان ووحدته الوطنية».

ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بزيارة إلى دمشق اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين تتناول مسائل إقليمية ودولية، وفق ما ذكرته وكالة «إسنا» الإيرانية، التي قالت إن محادثات متقي في دمشق مع نظيره السوري وليد المعلم والرئيس السوري بشار الأسد، ستتناول مواضيع إقليمية ودولية، و«آخر التطورات في لبنان».