ألمانيا تغلق مسجدا في هامبورغ يرتبط بهجمات سبتمبر

يرتاده إسلاميون متطرفون وكان ملتقى خلية الطيارين الانتحاريين

TT

داهم نحو 20 شرطيا، يرافقهم ممثلو النيابة العامة بهامبورغ، مسجد «طيبة» (القدس سابقا) في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين وصادروا أجهزة كومبيوتر ووثائق وسجلات.

وجاء في بيان عممته وزارة داخلية ولاية هامبورغ، أنها قررت غلق المسجد، في حي سانت جورج القريب من محطة القطارات الرئيسية، وحظر نشاط «جمعية طيبة الثقافية العربية الألمانية»، التي تتخذ من المسجد مقرا لها، لعلاقة بعض روادها بالمنظمات الإسلامية المتطرفة.

وتولت وحدة خاصة، في ذات الوقت، مداهمة خمسة «أهداف» أخرى في المدينة يعتقد أنها شقق بعض الناشطين الإسلاميين في جمعية طيبة الثقافية. وسبق للمسجد، قبل تغيير اسمه، أن كان ملتقى لخلية الطيارين الانتحاريين، التي قادها محمد عطا، والتي نفذت عمليات 11 سبتمبر.

وذكر كريستوف الهاوس، وزير داخلية هامبورغ، في مؤتمر صحافي أن السلطات الألمانية لا يمكن أن تسمح للمتطرفين الإسلاميين باتخاذ المساجد والجمعيات الثقافية غطاء لنشاطهم المتطرف. واعتبر الوزير مداهمة مسجد «طيبة» وإغلاقه إجراء «وقائيا» يرمي إلى وقف انحدار المسلمين نحو التطرف.

واعتبر مانفريد مورك، من دائرة حماية الدستور بهامبورغ، المسجد أقرب إلى التطرف منه إلى الإسلام الحقيقي، ولاحظ أن معظم رواده هم من الشباب من عمر 20 - 30 سنة، بينهم العديد من الألمان الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرا. وقال مورك إنه لا يمكن السماح للمسلمين المقيمين في ألمانيا بالتحول نحو التشدد. وسبق لدائرة حماية الدستور (الأمن العامة) أن تحدثت عن وضع المسجد تحت الرقابة الأمنية منذ سنوات. وجاء في تقرير للدائرة قبل عام فقرة عن تحول المسجد إلى ملتقى لنحو 45 شخصا يعتقد أنهم يشكلون «النواة الصلبة» لجماعة متطرفة تعمل على تجنيد لمتطوعين «للجهاد» في أفغانستان. ورصدت لدائرة 10 شباب، من رواد المسجد، زاروا باكستان خلال السنوات الأخيرة، وتلقوا التدريبات العسكرية في قواعد سرية للمنظمات المتطرفة على الحدود الباكستانية الأفغانية. ويفترض، حسب مصادر دائرة حماية الدستور، أن يكون اثنان من المتدربين عادا إلى هامبورغ بعد تلقي التدريبات. ويعتقد أن المتدربين، اللذين يختفيان في مكان ما من ألمانيا، هما الألمانيان ميشائل ف. وألكسندر ل. اللذين تحولا إلى الإسلام في السنوات الأخيرة. وتسلطت الأضواء مجددا على نشاط المسجد بعد اعتقال رامي م. (25 سنة) في باكستان خلال رحلته «السرية» عبر الحدود إلى أفغانستان قبل ستة أسابيع. وتعتقد دائرة حماية الدستور في هامبورغ أن رامي م. هو رئيس المجموعة المتطرفة التي تتخذ من مسجد «طيبة» ملتقى لها. قبل ذلك بأشهر، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2009 بالضبط، أثار ظهور الألماني - الإيراني شهاب د. (26 سنة)، في فيلم فيديو عممه تنظيم القاعدة على الإنترنت، الكثير من الشبهات حول نشاط مسجد طيبة في «تجنيد» «الجهاديين» لصالح المنظمات الإرهابية. وظهر شهاب د. في فيلم الفيديو يحمل سيفا ويوجه تهديدات بمد العمليات المسلحة إلى الأرض الألمانية ما لم تسحب ألمانيا قواتها العاملة في أفغانستان ضمن القوة الدولية. إذ كان شهاب د. من مرتادي المسجد المذكور، يطلق على نفسه اسم أبو عسكر، وظهر هذا الاسم بالذات أسفل فيلم الفيديو الذي تم عرضه. ولا شك أن قيام الألماني - السوري الأصل مأمون دركزانلي، بإلقاء خطب الجمعة في مسجد طيبة لم يرق بالتأكيد لدائرة حماية الدستور، رغم أن كل خطبه كانت تترجم من العربية إلى الألمانية. فالمسجد بقي بدون إمام، وخطيب جمعة، لعدة سنوات تلت عمليات 11 سبتمبر، وكان اضطلاع دركزنلي بالأمر مثيرا للشبهات. وكانت الشرطة الألمانية اعتقلت مأمون دركزنلي عام 2004، بعد 6 سنوات من إخضاعه للمراقبة، على أساس أمر اعتقال أوروبي صدر في مدريد. وتتهم السلطات الإسبانية التاجر السوري، الذي يتخذ من بيته مقرا لشركة استيراد وتصدير، بأنه «شخصية هامة» في «القاعدة». وتتهم سلطات مدريد التاجر السوري بالعمل في صفوف شبكة تنظيم القاعدة، وتولي مسؤولية التنسيق المالي واللوجستي للمنظمة السرية في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة منذ عام 1997. كما تتهمه بالتورط في تخطيط وتمويل اعتداءات مدريد التي أودت بحياة 191 شخصا في مارس (آذار) 2004. وواقع الحال أن محكمة هامبورغ أحبطت في آخر لحظة تسليم دركزنلي إلى السلطات الإسبانية بسبب عدم كفاية الأدلة. واحتفظت النيابة العامة به لعدة أشهر قيد التحقيق قبل أن تضطر لإطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة التي قدمتها سلطات مدريد.