مبارك: مياه النيل لن تتخطى حدود مصر

قام بجولات ميدانية.. وافتتح مشاريع خدمية وتراثية.. وطالب حكومته بالمزيد

TT

حث الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، وزراء حكومته على سرعة حل المشكلات العالقة التي يعاني منها المصريون، خاصة في مجالات توفير المياه والطاقة الكهربائية وشبكة الطرق والنقل، مشددا على أن مياه النيل لن تتخطى حدود مصر إلى دول أخرى، في إشارة - على ما يبدو - إلى إسرائيل التي تسعى منذ زمن للحصول على حصة من مياه النهر الذي تعود منابعه إلى الوسط الشرقي من القارة الأفريقية، ويصب الفائض منه شمال القاهرة في البحر المتوسط.

وظهر مبارك البالغ من العمر 83 عاما في أكبر نشاط ميداني له في محافظتي القاهرة والجيزة صباح أمس، وذلك منذ خضوعه إلى عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية في ألمانيا قبل شهرين. وبينما تتصاعد أصوات مؤيدين لنجله جمال (46 عاما) بأحقية هذا الأخير في خوض الانتخابات الرئاسية المقرر لها العام المقبل، واكتفاء والده بأن يكون «أبا لكل المصريين»، لم يفصح الرئيس مبارك عما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة لفترة جديدة مدتها ست سنوات أم لا. ولم يعين مبارك، نائبا له، مما يجعل مسألة انتقال السلطة في مصر من القضايا المثيرة للجدل، في وقت تعاني فيه البلاد من مشكلات تتعلق بحصتها من مياه النيل، ومشكلات أخرى في البنية الأساسية خاصة شبكة الكهرباء والطرق والازدحام الرهيب الذي تعاني منه القاهرة.

وتخشى مصر من مواجهة شح في المياه مع توقيع عدد من دول منابع النيل على اتفاقية لإعادة حصص الدول المطلة على النهر بما فيها مصر التي تعتبر دولة مصب. وأصدر مبارك الذي ظهر أمس بصحة جيدة، وهو يتنقل مع وزراء حكومته من عدة مواقع في المحافظتين، توجيهاته بالعمل على الاستغلال الأمثل لموارد المياه والتوسع في مشاريع تحلية مياه البحر، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لاستنباط أنواع جديدة من المحاصيل التي يمكن أن تروى بالمياه المالحة، حتى يمكن سد الفجوة الغذائية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين من المواد الغذائية.

واستفسر الرئيس مبارك من وزير الكهرباء، الدكتور حسن يونس، عن مشكلة انقطاع الكهرباء التي ضربت الكثير من الضواحي في المدن المصرية. وقال مبارك للوزير: «عاوز أعرف ليه التيار الكهربائي يقطع، خصوصا أننا عندنا إنتاج كبير من الكهرباء؟». وطلب مبارك حل المشكلة في أسرع وقت. كما افتتح الرئيس المصري أمس أيضا محورا مروريا مهما في محافظة الجيزة تكلفته تبلغ 900 مليون جنيه (نحو 170 مليون دولار). وقالت الحكومة عقب الافتتاح إن المشروع يهدف إلى انسياب الحركة المرورية في القاهرة الكبرى. وأوضح وزير الإسكان المصري، أحمد المغربي، أن محور «صفط اللبن» الجديد يحل 30 في المائة من الأزمة المرورية داخل القاهرة، ويقلل من عدد ساعات المعاناة التي كان يقضيها المارون على الطريق، إضافة إلى تقليل كلفة البنزين إلى النصف.

وسأل الرئيس مبارك وزير النقل، المهندس علاء فهمي، عن مدى تنفيذ المشاريع التي وجه بإقامتها في مجال النقل والطرق لتسهيل انتقال المواطنين. وأيضا تساءل الرئيس المصري عن إمكانية تطوير عدة طرق سريعة بين المحافظات لتلبية الحركة المتزايدة وتأمين الركاب من الحوادث، حيث تعتبر مصر من أكثر بلدان العالم في حوادث المرور التي يذهب ضحيتها آلاف القتلى والمصابين سنويا.

وأمضى الرئيس المصري جل نهار أمس في تفقد الكثير من المشاريع، وافتتاح مشاريع جديدة، من بينها أعمال التطوير والترميم الشاملة لـ«متحف الفن الإسلامي» في باب الخلق بوسط القاهرة، الذي يعد أحد أهم وأكبر المتاحف الإسلامية في العالم.

وقال مصدر في الرئاسة المصرية إن المرافقين للرئيس لم يكونوا قادرين على مجاراته في الجولات التي قام بها أمس في درجة حرارة بلغت 38 درجة مئوية، وفي يوم صيام يمتنع فيه المسلمون عن تناول الطعام والمياه حتى وقت الإفطار. وأردف هذا المصدر أن الرئيس بصحة جيدة و«ملتزم بصوم شهر رمضان كعادته التي لم يقطعها قط»، نافيا أن يكون لجولات الرئيس أمس أي علاقة بالجدل الدائر عن إمكانية تنحيه وترك المنافسة على الرئاسة في خريف العام القادم لنجله جمال.

وظهرت في شوارع القاهرة وعدة محافظات أخرى لافتات لمؤيدين لنجل مبارك تدعو الرئيس الذي يحكم مصر منذ عام 1981 إلى الاستراحة والاكتفاء بدور الأب لكل المصريين، ومنح مبارك الابن فرصة الترشح للرئاسة عن الحزب الحاكم. ويرأس الرئيس مبارك الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، ويرأس نجله موقع الأمين العام المساعد لشؤون السياسات في الحزب. وينفي الحزب علاقته بالنشاط الأخير الذي ظهر لجماعات تقول إنها تؤيد ترشح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة القادمة خلفا لوالده.