الجيش يقتل المطلوب رقم 1 في لبنان الإرهابي عبد الرحمن عوض

بعد أن نصب كمينا في منطقة البقاع لأمير تنظيم «فتح الإسلام»

TT

أعلن الجيش اللبناني أمس أنه تمكن من قتل «المطلوبيْن الفلسطينيين الإرهابيين في (فتح الإسلام) عبد الرحمن عوض وحسين حمزة، في كمين مدبر»، علما بأن عوض هو أمير تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي بعد اختفاء الزعيم الأول شاكر العبسي.

وفي التفاصيل أن مخابرات الجيش وبعد متابعة أمنية وتحقيقات مكثفة بدأت لدى خروج المطلوبين عبد الرحمن عوض وحسين حمزة من مخيم عين الحلوة حيث يختبئان منذ فترة، نصبت لهما كمينا خلال توجههما إلى البقاع، وعندما حاولا إطلاق النار بعد محاصرتهما أردت عناصر مخابرات الجيش المطلوبين قتيلين في منطقة شتورا. ويعد عوض آخر حلقات السلسلة الطويلة من خلايا «فتح الإسلام»، وهو المعروف باسم «أبو محمد»، الذي كان القائد الفعلي لهذه الخلايا بعد اختفاء زعيم التنظيم شاكر العبسي وتهريبه إلى سورية.

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية تحاول منذ عام 2007 إلقاء القبض على عوض حيا، نظرا لما يعرفه من معلومات عن نشاطات المجموعات الإرهابية من تنظيمي القاعدة و«فتح الإسلام» في لبنان، وارتباطه بعشرات العمليات الإرهابية التي ضربت الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» وغيرها من الجرائم. عبد الرحمن عوض ابن عائلة فلسطينية من سكان عين الحلوة. تنتمي عائلته وأشقاؤه إلى حركة فتح غير أنه اختلف عنهم والتحق بتنظيم «عصبة الأنصار» الأصولي، وكان المرافق الشخصي لمؤسس «العصبة» هشام الشريدي. وتحول فجأة من شاب منفتح إلى ملتزم دينيا ومتشدد وراح يكفر الذين ينتمون إلى فتح.

وأصبح عوض مطلوبا للقضاء اللبناني منذ عام 1996 بسبب تفجيرات حدثت في صيدا وأعمال مسلحة كانت تحدث داخل المخيم. وفي عام 2003 تمكن من الخروج من عين الحلوة متنكرا في زي امرأة وتوجه إلى العراق لمحاربة القوات الأميركية. وهناك تعرف إلى أبو مصعب الزرقاوي وبايعه. وكان مسؤولا عن «مجموعات جهادية» هناك. وبعد مقتل الزرقاوي عاد عوض برا عبر سورية ودخل لبنان بطريقة غير شرعية. ووصل إلى عين الحلوة متنكرا أيضا وبدأ في تشكيل خلايا مرتبطة بـ«القاعدة»، حيث تمت مبايعته «أميرا» على هذه المجموعات. استعان عوض بأحد المقربين منه، المدعو أسامة الشهابي وراح يجند شبانا مسلمين وينقلهم من لبنان إلى سورية، ومن هناك إلى العراق بعد أن يخضعهم لدورات تدريبية على السلاح والقتال وحرب العصابات والتفجيرات.

وإثر اندلاع معارك نهر البارد بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي تعاطف عوض مع «إخوانه في التنظيم» وأخذ يجند مقاتلين لنصرتهم. كما حاول فتح معركة مع الجيش في محيط عين الحلوة مستعينا بعناصر من «جند الشام» لتخفيف الضغط عن نهر البارد وأمر بتنفيذ تفجيرات عدة في بيروت وجبل لبنان استهدفت مناطق سكنية وأسواقا تجارية انتقاما من معركة الجيش اللبناني ضد «فتح الإسلام».

وبعد سقوط نهر البارد واختفاء زعيم «فتح الإسلام»، شاكر العبسي، أصبح عوض، أمير هذا التنظيم. وراح يجمع عناصره الذين كانوا خارج نهر البارد في منزله في عين الحلوة، ويخضعهم لدورات تأهيلية على الأسلحة والمتفجرات لتحضيرهم لمهمات أخرى. كذلك برز اسم عوض في اعترافات موقوفين لهم علاقة بوضع عبوات لاستهداف «اليونيفيل»، وقد أكدوا أنه هو من أعد الخطط وحدد الأهداف المنوي ضربها.