أوباما وكرزاي يتعهدان بمواصلة الضغط على طالبان

علماء أفغانستان يسعون إلى إعادة تطبيق الشريعة الإسلامية

TT

اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حميد كرزاي على «مواصلة الضغط على طالبان»، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الجمعة عقب لقاء عبر الفيديو استمر ساعة بين الرئيسين. قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حميد كرزاي اتفقا أول من أمس على «مواصلة الضغط» على حركة طالبان، في حين دعا 350 عالما أفغانيا إلى إحياء تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد سعيا لاجتذاب الحركة نحو المصالحة.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنه خلال المحادثات تطرق أوباما وكرزاي إلى «الانتخابات التشريعية الأفغانية المقبلة، وتجديد اتفاق التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وأفغانستان، وجهود مكافحة الفساد، ومقتل المدنيين والعلاقات الإقليمية». وأضاف المصدر نفسه أن الرئيسين «اتفقا على واقع أن على الولايات المتحدة وأفغانستان الاستمرار في العمل المشترك لمواصلة الضغط على طالبان وبناء الجهاز (الأمني) الأفغاني». وتابع البيت الأبيض أن الرجلين «اتفقا على الاستمرار في محاربة التطرف سويا، وحماية الأفغان، وتحسين طريقة الحكم وتقديم الخدمات الأساسية (للسكان)، لا سيما على الصعيد المحلي».

وتأتي هذه المحادثات بعد حديث الصحافة الأميركية عن فشل القوات الأفغانية في أولى عملياتها الكبرى ضد مقاتلي طالبان، بمؤازرة من قوات حلف شمال الأطلسي، حيث اضطر الجنود الأفغان إلى طلب المساعدة من خلال إرسال تعزيزات عسكرية أميركية وفرنسية. وطلب الجيش الأفغاني مساعدة القوات الدولية في أفغانستان بعد مقتل 10 من جنوده على الأقل واعتقال نحو 20 جنديا خلال هذه العملية التي انطلقت في 3 أغسطس (آب) والتي تجند فيها 300 جندي أفغاني، بحسب «نيويورك تايمز».

من جهة أخرى في كابل دعا أكبر تجمع لرجال الدين في أفغانستان الذين اجتمعوا لمناقشة المصالحة مع حركة طالبان إلى إحياء الشريعة الإسلامية مع سعي البلاد بحثا عن سبل اجتذاب المتشددين بعيدا عن التمرد المتنامي.

واجتمع نحو 350 من رجال الدين الإسلامي أو العلماء على مدى 3 أيام هذا الأسبوع وانتهى الاجتماع بإصدار بيان يدعو الرئيس حميد كرزاي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بما فيها الحدود مثل الرجم والجلد وقطع الأطراف والإعدام. وقال قرار من 10 نقاط صدر بعد الاجتماع: «لقد كان لعدم تطبيق حدود الشريعة أثر سلبي على عملية السلام». وأضاف قوله «إننا علماء أفغانستان وأئمتها ندعو بإخلاص الحكومة أن لا تدخر وسعا في تطبيق حدود الشريعة». وأرسل القرار الذي اطلعت عليه (رويترز) إلى حكومة كرزاي. وللعلماء تأثير عميق منذ وقت طويل في أفغانستان المحافظة. وتلقى رئيس مجلس حكومي لكبار رجال الدين وهو منفصل عن التجمع الذي عقد هذا الأسبوع نداء يدعوه إلى إيجاد سبل للمصالحة مع طالبان بعد مرور نحو 10 أعوام من الحرب منذ أطاحت قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة بنظام حكم طالبان. وحضر مولوي قيوم الدين كشاف رئيس ذلك المجلس الحكومي اجتماع العلماء ورجال الدين هذا الأسبوع الذي ضم ممثلين عن السنة والشيعة. وقال كشاف لـ«رويترز» أول من أمس: هذا التجمع كان جديدا على جهود السلام وأكبر تجمع حتى الآن. وهم سيمضون في الدعوة من أجل السلام كل في إقليمه.

غير أنه لم يرد حتى الآن تعقيب من حكومة كرزاي على قرار المجلس. وحث قرار رجال الدين أيضا القوات الأجنبية التي يبلغ عددها أكثر من 140 ألفا على الكف عن شن غارات جوية لا داعي لها وعن تفتيش منازل الأفغان. وقد وصلت الوفيات بين العسكريين أبعادا قياسية هذا العام، لكن المدنيين الأفغان يتحملون وطأة الصراع وكانت الوفيات بين المدنيين منذ وقت طويل أحد المنغصات لحكومة كرزاي وأنصارها في الغرب. وأدت هذه المخاوف إلى تشديد للتوجيهات التكتيكية مرتين في الـ12 شهرا الماضية في عهد القائد السابق لقوات حلف الأطلسي والقوات الأميركية الجنرال ستانلي ماكريستال وخلفه الجنرال ديفيد بترايوس في يونيو (حزيران). ودعا مجلس العلماء أيضا إلى حملة على الفساد - وهو من الشكاوى الرئيسية للغرب من حكومة كرزاي - وتدهور الأخلاق في المجتمع والغزو الثقافي. وكان الأمران الأخيران إشارة غير مباشرة إلى إذاعة أغان وأفلام هندية وغربية من قبل عدد متزايد من شبكات التلفزيون الفضائية ومحطات الكابل في أفغانستان. وكانت مثل هذه الوسائل الترفيهية محظورة في ظل حكم طالبان.

إلى ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس أن قوات أفغانية وأخرى تابعة له قتلت أكثر من 20 متمردا في جنوب أفغانستان، بينهم مقاتلون عرب وشيشان وباكستانيون.

بدأ الهجوم الأربعاء الماضي ضد مسلحين في زادران، وهي منطقة جبلية في إقليم باكتيا. من جهة أخرى، لقي جندي من حلف الأطلسي حتفه اليوم في هجوم شنه مسلحون جنوب البلاد، وذلك حسبما أعلن الجيش دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات. وقالت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها الحلف في أفغانستان إن المتمردين العشرين لقوا حتفهم في «عملية تطهير تركزت على الحد من حرية شبكة حقاني في التحرك بمنطقة تستخدمها الشبكة لشن هجماتها في كابل، وعلى طريق خوست جارديز» وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل رفائيل توريس: «تسعى شبكة حقاني على نحو متواصل إلى أن يكون لها موطئ قدم في ممر خوست جارديز مما يعوق حركة الحكومة المحلية، ويسهل نقل المقاتلين الأجانب والمتفجرات والأسلحة إلى أفغانستان». في إقليم قندهار، جنوب البلاد، لقي 3 مدنيين حتفهم وأصيب رابع عندما أطلق المتمردون قذيفة صاروخية على سيارتهم أمس. ووفقا لسجلات قوة «إيساف»، قتل المتمردون أكثر من 640 مدنيا وأصابوا أكثر من 1450 منذ بداية العام الجاري.