اعتقال حاخام يحلل قتل الأطفال الفلسطينيين كي لا يتربوا على كره اليهود

يحرض في كتاب على ممارسة القتل وعدم الخوف مما ورد في الوصايا العشر

TT

بعد نحو سنة من نشر كتابه العنصري الداعي للعنف وهدر دماء الأغيار، أي من غير اليهود، ولا سيما العرب، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس، الحاخام يوسف أليتسور، أكبر كبار رجال الدين اليهود المستوطنين في الضفة الغربية للتحقيق معه حول الكتاب، الذي أصدره بالاشتراك مع رفيقه الحاخام يتسحاق شبيرا، وفيه يحللان قتل العدو الفلسطيني، بمن في ذلك «الأطفال الذين يتوقع أن يتربوا على كراهية اليهود، ويمكن أن يصبحوا مخربين عندما يكبرون».

وصدر الكتاب في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية، وتم توزيع ألوف النسخ منه في الاحتفال التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل الحاخام مئير كهانا، مؤسس نظرية «التخلص ممن بقوا من الفلسطينيين في إسرائيل»،. ومؤلفاه هما مديرا المدرسة الدينية لمستوطنة يتسهار، القريبة من مدينة نابلس شمال وسط الضفة، والمعروفة بتطرف مستوطنيها واعتداءاتهم الدموية على الفلسطينيين في القرى المجاورة.

ويحمل الكتاب اسم « توراة الملك - أحكام مصيرية للعلاقات بين إسرائيل وبقية الأمم»، ويعطي تفسيرات لأحكام التوراة تمنح اليهودي المتدين الحق في قتل أعدائه. وعندما أثار الكتاب ضجيجا، رد الكاتبان بأنهما لم يحددا أي عدو يقصدان، ولكن نشرة داخلية في المستوطنات أكدت أن القصد هو أعداء اليهود في كل الأزمنة، خاصة اليوم، حيث يتربص الفلسطينيون باليهود، مسنودين من الشعوب العربية.

ويوجه الكتاب اليهود لضرورة ممارسة القتل وعدم الخوف مما ورد في الوصايا العشر.. «لا تقتل». ويقول إن هناك وصايا نوح السبع، تقول إن على اليهودي تقع مسؤولية محاربة من لا يطبق الوصايا العشر من الأغيار. فإذا كان أمامك قاتل، فمن واجبك أن تقتله. وإذا وجدت سارقا، فمن واجبك أن تحاسبه على قدر سرقته. وإذا جاءك عدو يريد قتل اليهودي فعليك أن تقتله قبل أن يفعل، حتى لو كانت عملية قتله ستؤدي لقتل أبرياء أو قتل حتى أصدقاء لليهود.

وهنا يصلان إلى البند الذي يجيز قتل أطفال الأعداء، الذين يتربون على كراهية اليهود، خوفا من أن يكبروا ويصبحوا قتلة لليهود أو مخربين في ممتلكاتهم.

ومنذ صدور الكتاب، وهو يثير نقاشات حادة في المجتمع الإسرائيلي وحتى في المجتمعات اليهودية في العالم. وقد اعتبرته جمعيات حقوق الإنسان والحركات القانونية مادة تحريض دموي سام، ودعت إلى محاسبة المؤلفين. وفي المقابل تجندت قوى اليمين المتطرف، متدينين وعلمانيين، إلى جانب المؤلفين. وأصدر عشرات الحاخامات بيان مساندة يعتبرون فيه الكتاب قيمة دينية عالية. وفي يوم أول من أمس، عقد مهرجان ضخم لرجال دين يهود من اليمين يتضامنون فيه مع المؤلفين.

وبعد اعتقال الحاخام أليتسور، أمس، هاجم اليمين الشرطة، وقال إن هدف الاعتقال هو إجهاض نتائج المهرجان. وقد وافقت المحكمة في القدس على هذا الاعتقال مؤكدة أن هناك تحريضا على قتل الفلسطينيين وقتل اليهود اليساريين الذين يؤيدون الفلسطينيين.