مسؤول روسي: توصيل قضبان الوقود لبوشهر سيخضع لمراقبة مشددة من وكالة الطاقة الذرية

قبل يومين من تزويد المنشأة الإيرانية بالوقود اللازم لتشغيلها

صورة بالأقمار الصناعية لمجمع بوشهر الذي أعلنت روسيا عن البدء بتزويد مفاعلاته النووية بالوقود اللازم من اليورانيوم بدءاً من يوم غد (أ.ب)
TT

أكد رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية (روساتوم) أمس، أن التوصيل الوشيك لقضبان الوقود إلى مفاعل بوشهر الإيراني سيخضع لمراقبة مشددة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وجاءت تعليقات رئيس «روساتوم»، سيرجي كيريينكو، خلال محادثات مع رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، قبل يومين من توصيل قضبان الوقود الروسية إلى المنشأة الإيرانية في منطقة الخليج.

وكانت شركة ألمانية بدأت أولا مشروع إقامة بناء المفاعل في سبعينات القرن الماضي، وتوقف المشروع عقب اندلاع الثورة الإسلامية، ومن المقرر أن يستكمل الآن بتقنية المياه الخفيفة التي توفرها روسيا. وقال كيريينكو إن المشروع المقام في ميناء بوشهر يبرهن على أن إيران، باحترامها للقوانين الدولية، لها الحق أيضا في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وأضاف أن مفاعل بوشهر لا يمثل انتهاكا للعقوبات ضد إيران، التي وافق عليها مجلس الأمن، فيما يتعلق بأنشطة نووية أخرى لطهران، في ظل اتهام الغرب بأن الجمهورية الإسلامية تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

وبعد 35 عاما من الانتظار، تطلق إيران في نهاية الأسبوع أول مفاعل نووي لها بنته روسيا قرب مرفأ بوشهر (جنوب) على الرغم من العقوبات الدولية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، الذي يشتبه في أنه يخفي طموحات عسكرية. وسيبدأ التقنيون الروس والإيرانيون في المحطة غدا شحن 165 من قضبان الوقود في المفاعل النووي، ليصبح عندها رسميا منشأة نووية.

وستستغرق العملية التي تتم بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو 15 يوما، بحسب رئيس البرنامج النووي الإيراني، علي أكبر صالحي. والمفاعل بحاجة إلى شهر ونصف الشهر ليبلغ 50 في المائة من قدرته، وليتم وصله بشبكة الكهرباء الوطنية، وإلى ستة أو سبعة أشهر لتنتج المحطة طاقتها القصوى المقدرة بألف ميغاواط. ويشكل إطلاق مفاعل بوشهر بالنسبة لإيران نجاحا تكنولوجيا وسياسيا و«شوكة في خاصرة خصومها»، بحسب صالحي. وأضاف: «كلما زادت ضغوطهم، سرعنا وتيرة برنامجنا النووي».

ويأتي حصول إيران رسميا على الطاقة الذرية في الوقت الذي تخضع فيه الجمهورية الإسلامية لستة قرارات دولية، منها أربعة مرفقة بعقوبات، بسبب برنامجها النووي، ورفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي بدأ في 2005. وتبرر طهران إنتاج اليورانيوم المخصب بحاجتها لامتلاك الوقود النووي لتشغيل مفاعلاتها المقبلة، مؤكدة أنها تريد إنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية النووية. لكن الغربيين يشتبهون في أن تكون إيران تسعى، على الرغم من نفيها ذلك، إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.

وأقنعت روسيا الأمم المتحدة بعدم شمل بوشهر بالحظر الدولي على نقل أي معدات أو تكنولوجيا نووية، تعهدا بتزويد المحطة بالوقود النووي وإعادته إثر استخدامه، لخفض مخاطر انتشار البلوتونيوم الموجود في البقايا النووية. وستبقى المحطة لسنوات تحت الرقابة المشتركة للتقنيين الروس والإيرانيين. وبررت موسكو هذا الوضع بضرورة تدريب اختصاصيين إيرانيين. وينهي تشغيل أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر السبت مسلسلا استمر 35 عاما؛ بدأ مع ألمانيا في عهد الشاه، وعلق خلال الثورة الإسلامية في 1979 والحرب مع العراق (1980 - 1988)، واستؤنف مع روسيا في 1995، وتأخرت هذه العملية مرارا بسبب مشكلات تقنية ومالية وسياسية.

وواصلت الولايات المتحدة ضغوطها لمنع موسكو من إنهاء أعمال بناء المحطة، واعتبرت، الأسبوع الماضي، أن تشغيل بوشهر «سابق لأوانه». ويرى محللون ودبلوماسيون أن روسيا أبطأت أعمال بناء المحطة في السنوات الماضية، لإرغام طهران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولاستيائهم من التأخر المتكرر، اتهم بعض القادة الإيرانيين موسكو علنا بالمماطلة «لأسباب سياسية». وقال السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية في يونيو (حزيران): «من الصعب التصديق أن المشكلات التقنية وحدها مسؤولةعن سنوات التأخير الـ11 لإنهاء عمل بناء محطة بوشهر، التي كان يفترض أن تنتهي أصلا في عام 1999».