طالبان: بيان العلماء «توصية» وليس «فتوى» ولم نرغم بن لادن على مغادرة أفغانستان

خطة أميركية لإحلال إدارة للأمم المتحدة محل طالبان في أفغانستان وترتيب اعادة الملك الى الحكم

TT

نقلت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية عن سفير حركة طالبان الحاكمة في افغانستان لدى باكستان امس قوله ان طالبان لا يمكنها ارغام اسامة بن لادن على مغادرة الاراضي الافغانية كما تطلب الولايات المتحدة. ونقلت الوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها عن الملا عبد السلام ضعيف قوله: «اذا غادر بن لادن افغانستان طواعية فله ذلك. فيما عدا ذلك فلا يمكننا ارغامه غلى مغادرة افغانستان». واضاف ضعيف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اسلام اباد امس قوله: «قرار مجلس العلماء لا يعني طرده بالقوة او انه لا بد له ان يغادر افغانستان، لكن قرار العلماء يعني انه يجب ان يقتنع بمغادرة افغانستان». وقال السفير ضعيف «هذا غير ممكن» مضيفا «لم يتغير موقفنا من بن لادن». واعتبر ان «تسليمه الى اميركا او طرده خارج البلاد هو اهانة للاسلام والشريعة». وقال ضعيف «ان المشكلة ليست مرتبطة ببن لادن. انها مشكلة مرتبطة بالاسلام واننا مستعدون للتضحية بكل ما لدينا في سبيل الاسلام». واضاف ان بيان العلماء «توصية» وليس «فتوى». واكد سفير طالبان مجددا استعداد بلاده لاعلان «الجهاد»، وقال ان قضية بن لادن ليست سوى ذريعة لشن هجوم اميركي على افغانستان. واقر مجلس العلماء في كابل اول من امس بانه ينبغي ان تطلب طالبان من بن لادن مغادرة اراضيها بمحض ارادته. وتتهم الولايات المتحدة بن لادن بانه المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن.

وفي واشنطن رفض الرئيس الاميركي جورج بوش في كلمته أمام الكونغرس الاميركي فجر امس الحل الوسط الذي توصل اليه رجال الدين الافغان قائلا انه غير كاف وطلب من طالبان تسليم بن لادن واعوانه أو مشاركته نفس المصير. وحذر بوش طالبان بان «العدالة ستأخذ مجراها»، موضحا ان جميع الادلة تتجه نحو شبكة «القاعدة» الارهابية التي يتزعمها بن لادن. واعلن بوش ان «عناصر الادلة التي جمعناها تشير جميعها الى شبكة من المنظمات الارهابية المرتبطة بعضها ببعض والمعروفة باسم القاعدة». وقال ان على حركة طالبان الحاكمة في افغانستان ان تسلم «على الفور» المسؤولين عن تنظيم القاعدة بمن فيهم بن لادن. واضاف ان «حربنا ضد الارهاب تبدأ مع منظمة «القاعدة» لكنها لا تنتهي هنا. ولن تنتهي الا عندما يتم اكتشاف كل مجموعة ارهابية يمكن ان توجه ضربة في اي مكان من العالم وتعتقل وتهزم».

ومن جهتها زعمت صحيفة باكستانية نقلا عن وزير داخلية افغاني سابق ان بن لادن، غادر افغانستان. واوردت صحيفة نيوز نقلا عن مصادر اخرى لم تحددها ان بن لادن غادر افغانستان الاثنين الماضي قبل اجتماع علماء افغانستان في كابل لتحديد مصيره. وقد ذكر وزير الداخلية السابق نصر الله بابار حسب الصحيفة ان بن لادن غادر افغانستان. وتعذر الاتصال بالوزير على الفور لاستيضاح الخبر وكتبت الصحيفة انها لم تتمكن من الحصول على تأكيد من سلطات طالبان. غير ان مصدرا «مقربا من طالبان»، لم تحدد الصحيفة هويته اعلن ان «اسامة غادر افغانستان قبل اربعة ايام ولم يعد حاليا في البلد». وتعتقد مصادر مقربة من طالبان ان قرار العلماء عدم تسليم بن لادن بل دعوته الى مغادرة البلاد بملء ارادته قد يكون مناورة تهدف الى كسب الوقت للسماح له بالرحيل.

وفي سنغافورة، قالت هيئة النقد ان المؤسسات المالية في البلاد لم تصدر اي تقارير تفيد باحتفاظ بن لادن باي ارصدة أو اموال لها صلة به في سنغافورة. وقال البنك المركزي في رد كتابي انه قام بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي بتجميد كل أصول بن لادن ووقف التعامل معه ومع أشخاص بعينهم يتعاونون معه. وقالت هيئة النقد ان بورصة سنغافورة تجري مراقبة يومية لاسواقها للكشف عن اي انشطة تداول مخالفة للقواعد والاصول. وتحقق جهات للرقابة المالية في الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا واليابان ودول اخرى فيما اذا كان مرتكبو الهجمات قد حاولوا التربح من خلال بيع أو شراء اسهم الشركات التي فقدت قيمتها في اعقاب التفجيرات مثل أسهم شركات الطيران والتأمين وأسهم البنوك. وقالت هيئة سوق النقد: «يجري التحقيق في المخالفات المشتبه بها بكل دقة وتتخذ اجراءات ضد مرتكبيها».

وفي لندن نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية امس عن برقية دبلوماسية اميركية سرية ان الولايات المتحدة تبحث امكانية الاطاحة بنظام حركة طالبان الحاكم في كابل ووضع افغانستان موقتا تحت ادارة الامم المتحدة. واضافت الصحيفة ان واشنطن تستطلع حاليا اراء حلفائها «حول الوضع في افغانستان بعد رحيل حركة طالبان وتحرير البلاد». وذكرت الصحيفة ان الاميركيين سيمولون وينظمون عودة ملك افغانستان السابق ظاهر شاه الذي اطيح به في 1973 والمقيم حاليا في المنفى بروما. وما ان يعود الى افغانستان سيوجه الملك السابق (86 عاما) نداء الى كل القبائل للثورة على حركة طالبان وسيحث المعارضة في الشمال على دعمه.

وفي جنيف دعا فرانسيس فندريل مبعوث الامم المتحدة الى افغانستان امس حركة طالبان الحاكمة الى تسليم بن لادن وحل الشبكة المتصلة به. وأكد فندريل ايضا انه بدأ اجتماعا خاصا في جنيف مع مبعوثين من ايران والولايات المتحدة والمانيا وايطاليا لتقييم الموقف في افغانستان.

وقال فندريل: كما أبلغت طالبان مرات عديدة وهم يعرفون جيدا ان هذه القضية لا تتعلق بشخص واحد لكنها تتعلق بشبكة باكملها. وأضاف: «من أجل افغانستان ولمصلحة شعبها اعتقد انه يجب حل هذه الشبكة وتسليم افرادها. ويجب انجاز ذلك بصورة مؤكدة».

وفي بكين قالت الصين امس انها لن تسمح لبن لادن بدخول أراضيها من افغانستان المجاورة، وذلك في اعقاب تقارير اشارت ان بن لادن مع مجموعة من رجاله دخلوا الى ممر واكهان القريب من الحدود الصينية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في رده على سؤال حول ما اذا كانت بكين ستسمح لابن لادن بدخول اراضيها: لا اعتقد ان هناك احتمالا لذلك.